بالزغاريد.. فلسطينيون يودعون "شهيد الغربة" الهارب من قمع حماس
الآلاف شاركوا في تشييع جثمان السلطان في مسقط رأسه بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، بعدما وصل جثمانه السبت، عبر معبر رفح
تحولت جنازة الطبيب الصيدلي الفلسطيني تامر السلطان "شهيد الغربة" إلى مظاهرة امتزجت فيها الزغاريد والدموع، وتعالت خلالها الأصوات المنددة بالقمع التي تمارسه حركة حماس في غزة، والمطالبة بإنجاز الوحدة الفلسطينية.
وشارك الآلاف في تشييع جثمان السلطان في مسقط رأسه بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، بعدما وصل جثمانه السبت، عبر معبر رفح.
وعانى السلطان من اضطهاد وملاحقة حركة "حماس" لسنوات، وقرر الهجرة قبل نحو 5 أشهر ليبحث عن إقامة في مكان هادئ، فوصل إلى تركيا ولم يلق ترحيبا بها فتركها إلى اليونان، حيث أقام بمخيم لجوء في جزيرة ليروس، قبل أن يغادر إلى البوسنة والهرسك وتوفي في 17 أغسطس الجاري بعد إصابته بتسمم خلال رحلة السفر الشاقة.
وأدى المشاركون في الجنازة الصلاة على السلطان في أحد مساجد منطقة التوام، في بلدة بيت لاهيا وسط حضور جماهيري كبير.
ولحظة وصول جثمان الفقيد إلى منزل عائلته زغردت النسوة بمنزله، وسط أجواء امتزج فيها الحزن بالغضب وغلبت فيها الدموع، ونثر أقاربه الورود حول جثمانه الذي لف براية حركة فتح والعلم الفلسطيني، وحمل المشاركون في المسيرة أعلام فلسطين، وسط دعوات بتوفير مقومات الصمود لسكان قطاع غزة.
حياة السلطان، شقيقة الفقيد، روت لـ"العين الإخبارية" معاناة شقيقها، الذي اضطر للخروج من قطاع غزة بعد تعرضه للتعيب والتنكيل من حركة حماس.
وقالت: "تعرض أخي للتعذيب والاعتقال.. هو إنسان مسالم ومحب، لم يحتمل هذا الأمر وقرر قبل 4-5 أشهر مغادرة غزة بحثا عن الأمان، وتنقل بين عدة دول وفي البوسنة والهرسك وخلال السفر عبر إحدى الغابات جرحت يده وتعرض لتسمم ونقل للمستشفى وهو بحالة خطيرة حتى وافته المنية".
وأشارت إلى أن شقيقها دكتور صيدلي خريج جامعة الأزهر في غزة، وهو شاب مميز وحنون تعرض لظلم شديد، ودعت الجميع للاتحاد قائلة: "رسالتنا أن يتحد الجميع ونصبح شعبا واحدا وأمة واحدة".
عمة الفقيد اكتفت بترديد "حسبنا الله ونعم الوكيل"، وهو الهتاف الذي ردد بكثرة وقوة من آلاف الحناجر خلال مسيرة التشييع، إلى جانب هتافات التكبير.
يشار إلى أن الشاب السلطان يبلغ من العمر 38 عاما متزوج وله 3 أطفال، وتوفي بعد خمسة أيام من دخوله مستشفى في البوسنة خلال محاولته الهجرة إلى أوروبا، هربا من قمع حماس.
ولد الطبيب الصيدلي في السادس من مايو/أيار 1981، وكغيره من الفلسطينيين، عانى من ظلم الاحتلال الإسرائيلي قبل أن يلاقي ظلم وانتهاكات حركة"حماس" التي سيطرت على قطاع غزة أواسط عام 2007.
وكان للسلطان صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تعد متنفسا للتعبير عن مواقفه السياسية حتى مماته، شملت غالبيتها انتقادات حادة إلى الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس".