فلسطينيون: "قطر وحماس" وراء تعليق فعاليات مسيرة العودة بغزة
الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار أعلنت، الخميس الماضي، تعليق تنظيم المسيرة حتى نهاية 30 مارس/آذار المقبل.
اتهم نشطاء في غزة حركة حماس وقطر بالمسؤولية عن تعليق فعاليات مسيرات العودة أول 3 شهور في عام 2020، وتنظيمها لاحقا بصفة شهرية، معتبرين أن القرار يصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي.
وأثار الإعلان عن تعليق فعاليات مسيرة العودة 3 أشهر، وتحويلها إلى فعالية شهرية بدلا من أسبوعية، ردود فعل فلسطينية متباينة، وسط تأكيدات بضرورة إخراج الفعاليات الوطنية من دائرة الاحتكار الحزبي والفئوي.
وكنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار قد أعلنت، الخميس الماضي، تعليق تنظيم المسيرة حتى نهاية 30 مارس/آذار المقبل، على أن يجري تنظيمها شهريا وفي المناسبات الوطنية بعد ذلك.
ودشن نشطاء في غزة مسيرات العودة بشكل يومي منذ 30 مارس/آذار من العام الماضي في 5 ساحات اعتصام نصبت بها خيام قرب السياج الحدودي شرق محافظات القطاع الخمس.
وتنادي المسيرة -وفق القائمين عليها- بتنفيذ وتطبيق حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه التي طرد منها، تماشيا مع القرارات الدولية وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بعودة اللاجئين الفلسطينيين، ومنها القرار 194 إلى جانب رفع الحصار عن قطاع غزة.
التفاهمات كلمة السر!
وانتقد محمود الزق عضو المجلس المركزي ومسؤول جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في قطاع غزة، القرار وآلية اتخاذه محملا حركة حماس المسؤولية عن ذلك.
وقال الزق، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن القرار جاء في إطار تفاهمات عقدتها حماس مع إسرائيل، معتبرا أن الحركة ومنذ بدايات المسيرة تعمل على استخدامها لتحقيق أهدافها.
وأضاف: "حماس تسعى لوقف هذا الفعل النضالي بعدما اعتقدت أنها حققت منه ما تريد من تسهيلات إسرائيلية للحصار على غزة".
وتوصلت حماس والفصائل الفلسطينية إلى تفاهمات مع إسرائيل في مارس 2019 لتهدئة فعاليات مسيرة العودة ووقف أدواتها الخشنة مقابل إدخال تسهيلات على حصار غزة، وهو أمر لم تلتزم به إسرائيل بشكل دقيق.
وأعرب الزق عن مخاوفه من حالة الارتباك التي باتت السمة العامة في التعامل مع مسيرات العودة وكسر الحصار، معتبرا أن قرار الوقف هو عبارة عن إعادة برمجة موسمية للمسيرات ارتباطاً بالمناسبات الوطنية.
ورأى أن ذلك يأتي "انسجاماً مع تفاهمات مع إسرائيل تم التوافق عليها عبر وسطاء بهدف تحقيق تسهيلات اقتصادية مقابل وقف هذا الفعل النضالي بشكله الحالي في سياق المشروع الانفصالي بإنشاء كيان سياسي في غزة"، مؤكدا أن القوى الفلسطينية لن تتنازل عن حقها في هذا الشكل من أشكال النضال المشروع ضد الاحتلال.
وتراجعت فعاليات مسيرة العودة في عام 2019، حيث أوقفت تحت ذرائع متعددة، وتوقفت أدواتها الخشنة مثل "الإرباك الليلي" وكذلك "البالونات الحارقة".
نتنياهو هو المستفيد!
ويرفض خالد منصور عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، وأحد نشطاء المقاومة الشعبية منذ سنوات طويلة "تغيير مواقيت المسيرة"، قائلا: إن ذلك "لا يجوز وهو نكوص عن تجربة رائدة استطاعت أن تقدم وجه إسرائيل البشع في العالم وتظهر أنها قاتلة الأطفال العزل في غزة الباحثين عن أبسط حقوقهم في الحياة".
وقتلت إسرائيل خلال مسيرة العودة 215 فلسطينيا من المشاركين فيها، منهم 180 في عام 2018، و35 في عام 2019، وأصابت آلاف آخرين بجروح في العامين.
وقال منصور لـ"العين الإخبارية": إن المسيرة "حققت إنجازات مهمة جدا، وبالتالي أخشى أن يكون وراء تغيير نمطها وتوقيتها تفاهمات للتهدئة يمكن أن يستفيد منها نتنياهو المأزوم".
وأضاف أن "المقاومة الشعبية أصبحت لوحة إبداعية لغزة وشكل من أشكال النضال الوطني القادرة على تعبئة الجماهير ضد الاحتلال".
وطالب حماس أن تنتبه أن خطوة كهذه سيستفيد منها نتنياهو انتخابيا، قائلا: "أتمنى على القوى السياسية المشكلة لهيئة مسيرة العودة وكسر الحصار أن تعود عن هذا القرار وعدم إعطاء ورقة قوة لنتنياهو".
قطر السبب
بدوره، قال الدكتور صادق أمين، الكاتب السياسي، إن البرنامج الجديد للمسيرة بما فيه تعليقها أول 3 أشهر في عام 2020، جاء نتيجة نقاشات متعددة في قطاع غزة، ومطالبات بإعادة النظر في المسيرة وجدواها.
وأشار أمين، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إلى أن العديد من الأصوات ارتفعت في عدة مراحل تطالب بوقف المسيرة كليا بالنظر للتكلفة الباهظة الناجمة عن القمع الإسرائيلي للمسيرة وهو ما تسبب بعشرات الشهداء وآلاف الجرحى.
وأكد أن مسار المسيرة بدأ بالتغير بشكل أو آخر منذ سماع عبارة "نبي (نريد) هدوءا" التي قالها السفير القطري محمد العمادي للقيادي في حماس خليل الحية خلال زيارة لإحدى فعاليات المسيرة في نوفمبر 2018 وهي الزيارة التي انتهت برشقه بالحجارة.
وأضاف أن "الكثير من المياه جرت منذ تلك الكلمة، وعقدت التفاهمات التي أدخلت بموجبها أموال منحة قطرية (إلى القطاع)، وبات تقدير البعض أن المسيرة لن تحقق أكثر مما حققت".
ورأى أن خيار البرنامج الجديد هو خيار الوسط الذي لا يلغي المسيرة ويجعلها أداة قادرة على الاستحضار متى يريد المتحكمون فيها.
aXA6IDMuMTYuODIuMTgyIA== جزيرة ام اند امز