إعلام فرنسي: نقل السفارة الأمريكية للقدس "نكبة ثانية"
وسائل الإعلام الفرنسية سلطت الضوء على وقع ذلك اليوم على الجانبين الفلسطيني الإسرائيلي، راصدة عدة مشاهد.
قالت وسائل إعلام فرنسية، الإثنين، إن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل، في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، يعد "نكبة ثانية" للفلسطينيين.
ووصفت إذاعة "فرانس انتر" الفرنسية يوم نقل السفارة بـ"النكبة الثانية للفلسطينيين"، قائلة "هذا اليوم في إسرائيل، الجميع منه سعداء، حيث أعطى الرئيس الأمريكي الإسرائيليين الحق في اعتبار القدس عاصمة لبلادهم. في حين أن الفلسطينيين يعانون من الوحدة الموحشة، فأصبحوا وحيدين في تلك المعركة، لا يمكنهم الاعتماد على أحد، حتى إن الدولة التي كانت من المفترض راعية لعملية السلام (الولايات المتحدة) خانتهم".
وأضافت الإذاعة أن هذا اليوم "يمثل للبعض الذكرى الثانية والسبعين لقيام دولة الاحتلال بالنسبة للإسرائيليين، في حين أنها ذكرى للنكبة، حيث أقيمت دولة على جثث الملايين من الفلسطينيين الذين راحوا (شهداء) للدفاع عن أرضهم، وبالتزامن مع تلك الذكرى المؤلمة بالنسبة إليهم".
ومن الجانب الفلسطيني، وصفت الإذاعة المشهد الفلسطيني على بعد كيلومترات من افتتاح السفارة الأمريكية، بأنه ملتهب في قطاع غزة، وتسوده المواجهات المشحونة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، موضحة أنه على مدار سبعة أسابيع خرجت مسيرات فلسطينية حاشدة، للتنديد بتلك الخطوة، إلا أن الفلسطينيين أصبحوا لم يعتمدوا على أحد في استرداد حقهم".
المرأة سيدة المشهد
من جهتها، أشادت صحيفة "لوموند" الفرنسية، بمشاركة المرأة الفلسطينية في غزة، قائلة إنها سيدة المشهد وفي الصفوف الأولى في مظاهرات قطاع غزة للدفاع عن أرضها راصدة عدة نماذج للسيدات".
وفي سياق متصل، رأت صحيفة "لاكروا" الفرنسية، أن الولايات المتحدة ليست الأولى، ولا الأخيرة التي تنقل سفارتها إلى القدس المحتلة، مشيرة إلى أنه تاريخياً، كانت القدس مدينة لعدة سفارات لاسيما لدول أفريقية وأمريكا الجنوبية".
وأضافت أنه "بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 بين إسرائيل والتحالف العربي في ذلك الوقت، مصر وسوريا، أغلقت عدة دول سفارتها في القدس وقطعت علاقتها بإسرائيل؛ منها "ساحل العاج، والكونغو الديمقراطية، وكينيا، وبعد عودة العلاقات، نقلت السفارات إلى تل أبيب"، مشيرة إلى أنه من الممكن أن تعود تلك السفارات مرة أخرى إلى القدس المحتلة.
وأوضحت الصحيفة أنه في عام "1980، صوتت إسرائيل على قانون للاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لها بما في ذلك الأحياء الفلسطينية في الجزء الشرقي، التي احتلتها إسرائيل عام 1967، إلا أن الأمم المتحدة اعتبرت أن تلك الخطوة غير قانونية ولم تعترف بها دولياً ودعت دول العالم سحب بعثتها الدبلوماسية من القدس".
ومن بين تلك الدول التي امتثلت لقرار الأمم المتحدة، بوليفيا، وتشيلي، وكولومبيا، وكوستاريكا، والدومينيكان، والإكوادور، وجواتيمالا، وهاييتي، وبنما، وسلفادور، وأورجواي، وفنزويلا، وهولندا، في حين أن كوستاريكا عادت مرة أخرى إلى القدس عام 1984، قبل مغادرتها مرة أخرى عام 2006".
وعادت الصحيفة قائلة إن "قرار الرئيس الأمريكي، عقبه أيضاً إعلان دول أخرى باتخاذ نفس الخطوة، لتصبح الولايات المتحدة ليست الأولى، ولا الأخيرة".