4 فلسطينيات يحصدن جوائز رفيعة في 2019.. ريادة وقصة ومسؤولية

4 نساء فلسطينيات من قطاع غزة استطعن حصد إنجازات وجوائز مهمة في مجالات الإبداع والريادة المختلفة.

من قلب المعاناة والحصار، استطاع أربع نساء فلسطينيات من قطاع غزة حصد إنجازات وجوائز مهمة في مجالات الإبداع والريادة المختلفة؛ لتعزز الدور الطليعي للمرأة الفلسطينية خلال عام 2019.

وتستعرض "العين الإخبارية" قصص تلك النساء اللاتي أصبحن مثالاً للمرأة الفلسطينية وريادتها في 2019.

هالة الحرازين.. المرأة الريادية

حصلت الدكتورة هالة الحرازين، رئيس قسم الجغرافيا بجامعة الأقصى بغزة، على الوسام الذهبي للمرأة القيادية والريادية على مستوى الوطن العربي، من مؤسسة صانعات التغيير للإبداع، وذلك خلال احتفال في القاهرة في أكتوبر الماضي.

وقالت الحرازين لـ"العين الإخبارية" إنها شاركت ضمن 1250 متسابقة من معظم الدول العربية في مسابقة جرت فيها المنافسة على عدة مراحل، حيث تم في المرحلة الثانية اختيار 250 مشاركة، ثم 45 خضن المسابقة من خلال تصويت الجمهور وتقييم لجنة التحكيم، وتقلص العدد إلى 30، ثم التصويت على 15 مشاركة دخلن المرحلة النهائية التي حققت فيها الوسام الذهبي.

والوسام الذهبي ليس لقبًا بالنسبة للحرازين إنما هو "بصمة في سجل المرأة الفلسطينية وهو تتويج وتكريم للمرأة العربية عموما"، وفق قولها.

وأضافت: "هذا الوسام شهادة أن المرأة الفلسطينية تصنع الانتصار والإنجاز من وسط المعاناة والآلام.. الوسام هو انتصار للمرأة الفلسطينية ويلقي علي مسؤولية كبيرة".

وشددت على أن المرأة تستطيع أن تحدث التغيير في العملية التربوية والتعليمية والسياسية والاقتصادية، فهي الشاهدة والشهيدة بيد الاحتلال وهي أم الشهيد وبنت الشهيد وزوجة الشهيد تواجه كل ألوان الفقد بقوة وتتخذ منها قاعدة للانطلاق لتحقيق ذاتها.

وقالت: "الفوز بالوسام الذهبي يشكل دفعة قوية لي للأمام للدفاع عن شعبي وقضيتي.. سأعمل على إبراز شخصية المرأة الفلسطينية المكافحة في هذا العصر، ودعم الفلسطينيات لخوض غمار الحياة كلها دون خوف أو تردد".

مي طافش.. القصة القصيرة

خلال عام 2019، فازت الطالبة مي طافش الطالبة بالمستوى الرابع بقسم اللغة الفرنسية بالمرتبة الأولى في مسابقة الكتابات الشابة المنظمة من الوكالة الجامعية للفرنكوفونية (AUF) بالشراكة مع راديو فرنسا الدولي (RFI) عن فئة جائزة الجمهور.

وأوضحت طافش أن المسابقة كانت في كتابة للقصة القصيرة بما لا يتجاوز 15 ألف حرف، مع الالتزام بشروط محددة مسبقاً من الجهات المنظمة للمسابقة.

وقالت إنها فازت عن قصتها التي حملت عنوان "تحديات الحياة"، التي تروي معاناة مرضى السرطان وصراعهم وتجسيد دور الإرادة في تحدي المرض.

وذكرت أنها شاركت ضمن 670 مشاركا ومشاركة من مختلف جامعات العالم الناطقة باللغة الفرنسية، التي لديها عضوية في الوكالة الجامعية للفرنكوفونية، قبل أن يعلن فوزها في احتفال رسمي في باريس في 19 مارس 2019.

وأشارت إلى أن أكثر من 7000 قارئ قرأوا القصة عبر العالم، وصوت لصالحها 2520 قارئا وهي أعلى نسبة تصويت على الإطلاق في المسابقة.

يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يفوز فيها طالب من قسم اللغة الفرنسية في مسابقة عالمية على مستوى جامعات العالم، ويتطلب ذلك مزيدا من الجهود لتطوير قسم اللغة الفرنسية وتعزيز مشاركاته المحلية والعالمية.

هنادي أبو رمضان.. ملكة المسؤولية الاجتماعية

في أغسطس 2019، فازت المعلمة والمرشدة التربوية الفلسطينية هنادي أبو رمضان من مدرسة الشجاعية الثانوية "الحكومية أ" للبنات بغزة بلقب ملكة المسؤولية الاجتماعية لدعم المرأة العربية على مستوى فلسطين في التصفيات النهائية للمسابقة التي عُقدت في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وحصلت المعلمة أبو رمضان علاوة على الفوز على رخصة دولية لمبادرتها من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وإمكانية تطبيق المبادرة على مستوى العالم.

وفازت هنادي عن مبادرة "يد بيد صنعة تفيد" وهي مبادرة تقوم على 3 محاور رئيسية، تشجيع التخصصات المهنية، وإعداد مشاريع صغيرة، وتشجيع المنتجات الوطنية. 

ومسابقة لقب ملكة المسؤولية الاجتماعية تنظم في دبي بالإمارات العربية المتحدة وتتيح المجال للتنافس بين سيدات الوطن العربي في تقديم مبادرات تفيد الواقع المعاش.

وقالت المعلمة أبو رمضان: إن هذا الفوز يثبت للعالم أن المرأة الفلسطينية والمعلمة والمرشدة في غزة قادرة أن تكون ملكة المسؤولية الاجتماعية، وقادرة أن تخدم وطنها بطريقتها الخاصة، وذلك على الرغم من الظروف الصعبة والحصار والاحتلال.

هاجر حرب.. صحفية تحارب الفساد

حصدت الإعلامية هاجر حرب جائزة أفضل تحقيق استقصائي لعام 2019، وذلك عن تحقيق "مساكن الغلابة سبوبة" الذي بث نهاية العام الماضي عبر فضائية النجاح الفلسطينية.

وجاء الإعلان عن فوز حرب ضمن الحفل السنوي الذي نظمه الائتلاف من أجل المساءلة والنزاهة أمان الذي تزامن مع اليوم العالمي للنزاهة في 9 ديسمبر 2019.

وسبق أن تعرضت الصحفية حرب للملاحقة القضائية من سلطات حماس في غزة على خلفية تحقيق استقصائي آخر، قبل أن يجري تبرئتها وسط حالة تضامن غير مسبوقة معها من الصحفيين والحقوقيين الفلسطينيين.

وبعد فوزها عبرت حرب عن سعادتها بهذا الإنجاز. وقالت في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية: "سعيدة جداً بالجائزة، كما أنني سعيدة بأن الصحافة الاستقصائية بدأت تخطو خطوات جادة في الأراضي الفلسطينية، باتجاه ترسيخ مبادئ وقيم النزاهة والشفافية والمساءلة".

وطالبت هاجر بسن مزيد من القوانين التي تمنح الصحفيين الحرية في الكشف عن قضايا الفساد، وحماية المُبلغين عن الفساد، كقانون حق الحصول على المعلومات، والعديد من القوانين، وختمت: "الأهم أن تكون هناك حماية للصحفيين من الملاحقة الأمنية".

إنجاز رغم التحديات

عن إنجازات المرأة الفلسطينية، قالت آمال حمد وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية لـ"العين الإخبارية": إن الشعب الفلسطيني يملك المورد البشري والعقل الإنساني المبدع، الذي يساعده في هذه الظروف الصعبة في خلق مزيد من الإبداع والارادة رغم ما تعيشه المرأة من فقر وبطالة". 

وأضافت "المرأة الفلسطينية تدرك أنه لولا تميزها وإبداعها لن تستطيع المنافسة في الساحات المحلية والدولية وتحقق الإنجازات.. لذلك الفلسطينية تعرف أنه مطلوب منها أن تكون مبدعة ومتميزة وخلاقة".

وشددت على أن المرأة تحول الظروف الصعبة لفرص إنجاز وهي بذلك ترسل رسالة واضحة "أننا شعب حي نعشق الحياة بحرية وكرامة ولا نحب الموت كما يروج الأعداء". 

المرأة الفلسطينية تواجه -بحسب الوزيرة حمد- تحديات كبيرة مثل العادات والتقاليد وتحديات العنف المجتمعي والتحدي الأكبر هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاصر المرأة في غزة ويمنعها من التنقل طلبا للعلم أو تلقيا للعلاج، لكن على الرغم من تلك التحديات فإنها تعمل وتنتصر.

وأشارت حمد إلى أن وزارتها تعمل في أكثر من سياق لتعديل القوانين لدعم المرأة الفلسطينية وتهيئة أسباب التقدم لها، لافتة إلى نجاحهم مؤخرا في إقرار قانون رفع سن زواج الفتاة لـ18 عاما. 

وقالت: "نعمل حاليا على قانون حماية المرأة من العنف، وفي إطار التمكين الاقتصادي نعمل على إصدار قانون يسهل الاستثمار المالي لها وهناك قرار صدر مؤخرا يسمح للفتاة بفتح حسابات بنكية".

وأكدت أن كل ذلك وغيره من أجل الوصول لمنظومة تشريعية فلسطينية تتواءم مع المنظومات الدولية التي وقعت عليها فلسطين لدعم المرأة بنا يساعد في النهوض بالمرأة الفلسطينية.