أطفأ بريق الذهب.. البلاديوم أفضل استثمار في 2019
البلاديوم قفز 53% خلال عام 2019، مسجلا أرباحا بأكثر من 670 دولارا في الأوقية الواحدة
لو كنت قد اشتريت أوقية واحدة من البلاديوم في بداية عام 2019 فهذا يعني أنك ربحت في آخر العام أكثر من 670 دولارا، ولو أردت مقارنة نسبة ربحك هذه بأي أصل آخر في العالم فعليك أن تعرف أن أرباحك تتجاوز الـ50%!
كان عام 2019 هو عام البلاديوم بامتياز، حيث بدأ المعدن النادر العام عند سعر 1261 دولارا للأوقية قبل أن يصل في منتصف ديسمبر من العام ذاته إلى 1932 دولارا للأوقية.
ليس هذا فحسب، البلاديوم رغم أرقامه القياسية الكثيرة التي حققها على مدار العام إلا أنه حطم رقما قياسيا غاليا، وهو تجاوز أعلى قمة حققها الذهب في تاريخه، عندما سجل المعدن الأصفر 1918 دولارا للأوقية في أغسطس 2011.
وحاليا وسع البلاديوم الفارق مع الذهب لصالحه إلى فرق أكبر، حيث سجل الذهب في منتصف ديسمبر 1481 دولارا للأوقية.
ويتمتع البلاديوم بميزة على الذهب، فهو رغم كونه ملاذا آمنا وأصلا استثماريا جذابا إلا أنه في الوقت ذاته معدن يدخل في تصنيع أجزاء جوهرية بقطاعات السيارات والمجوهرات، وفي مجالات طب الأسنان والجراحة والاتصالات والإلكترونيات.
ويتأثر سعر البلاديوم بالظروف في روسيا وجنوب أفريقيا، اللتين تستحوذان على أكبر حصة من إنتاج البلاديوم في العالم.
وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن أن روسيا تدرس فرض حظر على صادرات بعض المعادن النفيسة من بينها البلاديوم، لتعزيز المعالجة المحلية لتلك المواد.
فيما تهتز عمليات الإنتاج من جنوب أفريقيا بسبب إضرابات عمال المناجم المتكررة والظروف المناخية.
والبلاديوم هو مادة فضية براقة، وأحد معادن مجموعة البلاتين الستة (الروثينيوم والروديوم والأوزميوم والإيريديوم والبلاتين).
ويستخدم نحو 80% من إنتاج البلاديوم في أنظمة عوادم السيارات، حيث يساعد على تحويل الملوثات السامة الناتجة عن احتراق الوقود في محركات السيارات إلى ثاني أكسيد الكربون وأبخرة الماء الأقل ضررا.
وغالباً ما يتم استخراج المعدن كمنتج ثانوي من عمليات تركز على معادن أخرى مثل البلاتين أو النيكل.
وكانت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية تنبأت في بداية العام بأداء ممتاز للبلاديوم، بسبب ارتفاع مبيعات سيارات البنزين والابتعاد عن الديزل في أوروبا.
وقالت الصحيفة إن العرض من البلاديوم القادم من مناجم روسيا وجنوب أفريقيا من المتوقع أن يقل عن الطلب.
وتوقعت شركة ميتال فوكس للاستشارات أن يعاني السوق "عجزا كبيرا" في البلاديوم هذا العام وفي المستقبل المنظور.
وبالفعل ارتفع سعر البلاديوم لأن المعروض منه لا يتجاوب مع الطلب المتزايد عليه، حيث تزداد استخدامات المعدن في ظل تشديد الحكومات، خاصة في الصين، للوائح الخاصة بمكافحة التلوث الناتج عن السيارات، مما يجبر شركات صناعة السيارات على زيادة كمية البلاديوم التي يستخدمونها.
وفي أوروبا، يتراجع إقبال المستهلكين على السيارات التي تستخدم وقود الديزل، وهي سيارات تستخدم في صناعة أنظمة عوادمها معدن البلاتين في معظم الحالات، في حين يتجه المستهلكون إلى السيارات التي تعمل بالبنزين التي تستخدم البلاديوم.
من جهة أخرى، فإن وضع البلاديوم كمنتج ثانوي "جانبي" يجري إنتاجه أثناء تعدين البلاتين أو النيكل، يؤخر من إنتاج المعدن ليصبح لاحقاً على زيادات الأسعار وليس سابقاً لها.
لكن ذلك لا يمنع أن سعر البلاديوم يتأثر بالمضاربين، حيث زادت صناديق التحوط من رهاناتها على أن أسعار المعدن سترتفع.
يذكر أن سعر البلاديوم تضاعف 9 مرات في الفترة من عام 1996 إلى عام 2001، قبل أن يبدأ جولة قفزات جديدة منذ 2018.
aXA6IDMuMTQxLjcuMTY1IA== جزيرة ام اند امز