حكم غيابي ومنع من السفر.. تفاصيل سجن المخرج الإيراني جعفر بناهي
محكمة الثورة في طهران تصدر حكماً غيابياً بسجن المخرج جعفر بناهي ومنعه من السفر وحظر عضويته في التجمعات، بتهمة نشاط دعائي ضد النظام.
أصدرت محكمة الثورة في طهران حكماً غيابياً يقضي بسجن المخرج الإيراني المعروف جعفر بناهي لمدة عام واحد، إضافة إلى منعه من مغادرة البلاد لمدة عامين، ومنع عضويته في أي مجموعات سياسية أو اجتماعية، وذلك بتهمة «القيام بنشاطات دعائية ضد النظام».
وأعلن المحامي مصطفى نيلي عبر منصة «إكس» مساء الاثنين أن «الفرع 26 من محكمة الثورة الإسلامية في طهران أصدر حكماً غيابياً بحق موكّله يقضي بالسجن لمدة عام واحد، مع فرض منع السفر لعامين، إلى جانب حظر الانضمام لأي تكتلات سياسية أو اجتماعية، تحت تهمة القيام بنشاط دعائي ضد النظام».

حكم غيابي ضد المخرج الإيراني جعفر بناهي
أوضح نيلي أن فريق الدفاع سيباشر الخطوات القانونية اللازمة للطعن في الحكم خلال المهلة المحددة. ويأتي القرار فيما يعيش بناهي خارج إيران بعد سنوات طويلة من المنع والتضييق والمحاكمات المرتبطة بأفلامه وأنشطته المدنية، وأشار محاميه إلى أن غياب موكّله عن جلسات المحاكمة شكّل السبب في صدور الحكم غيابياً.
وحقق بناهي، البالغ 65 عاماً، حضوراً دولياً بارزاً خلال الأشهر الماضية، إذ اختير فيلمه الجديد «حادث بسيط» لتمثيل فرنسا في سباق جائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي لعام 2026. وصُوّر العمل داخل إيران من دون ترخيص رسمي، ويتناول جانباً من مقاومة الفنانين لسياسات الحجاب الإجباري، واعتُبر تحدّياً للمؤسسات الرقابية داخل البلاد.
وشارك بناهي في عدد من المهرجانات العالمية خلال العام الجاري؛ ففي مهرجان بوسان أكد أن «صانع الأفلام لا يمكن منعه من العمل، لأن الإبداع يجد طريقه دائماً»، بينما حذّر في مهرجان تورنتو من تصاعد النزعات الاستبدادية عالمياً، داعياً إلى التعامل الجاد مع هذه المؤشرات.

خلفيات الحكم الغيابي على المخرج الإيراني جعفر بناهي
يُعد جعفر بناهي من أبرز المخرجين الإيرانيين الذين نالوا أرفع الجوائز السينمائية، من بينها «الأسد الذهبي – فينيسيا» عن فيلم الدائرة، و«الدب الذهبي – برلين» عن فيلم تاكسي، و«السعفة الذهبية – كان» عن أحدث أعماله، ليصبح ضمن قلة جمعت الجوائز الثلاث الكبرى في تاريخ السينما.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، وقّع 143 ناشطاً سياسياً ومدنياً وثقافياً بياناً أشاروا فيه إلى فوزه بالسعفة الذهبية، واعتبروا ذلك «فخراً للسينما والمجتمع المدني الإيراني»، واصفين إياه بأنه فنان ملتزم بـ«قيم إنسانية عليا».

وتعرّض بناهي خلال أعوام سابقة لملاحقات من الأجهزة الأمنية بسبب أعماله وأنشطته المدنية، وكان قد اعتُقل في 11 يوليو/ تموز 2022 لتنفيذ حكم سابق، وقضى سبعة أشهر في سجن إيفين قبل الإفراج عنه في العام نفسه. وبعد ذلك شارك في حملات من بينها «لا للإعدام»، ووقف في تجمعات أمام سجن إيفين دعماً للمعتقلين السياسيين.