استمرار هجمات "مصاصي الدماء" في مالاوي
لا تزال قصص هجمات "مصاصي الدماء" في منتصف الليل تسبب المشكلات في مالاوي، رغم نفي رئيس الدولة وقوله إنها شائعة
لا تزال قصص هجمات "مصاصي الدماء" في منتصف الليل تسبب المشكلات في مالاوي في جنوب شرق إفريقيا.
ويدعي الضحايا أنهم يتعرضون إلى الهجوم من قبل مصاصي الدماء وهي حكايات بعيدة الاحتمال، على حد قول صحيفة ديلي ميل البريطانية، تسببت في إثارة هجمات انتقامية عنيفة ومميتة في الأجزاء الجنوبية من البلاد.
ووفقا لتقرير الصحيفة، قتل على الأقل 7 أشخاص في إحدى المقاطعات، وفي وقت مبكر من هذا العام، انسحب موظفون تابعون للأمم المتحدة ومتطوعون من فيلق السلام الأمريكي، من المنطقة.
ورغم عودة موظفي الأمم المتحدة مجددا إلى مالاوي، إلا أن القصص حول مصاصي الدماء لا تزال قائمة.
تقول إحدى السيدات، 40 عاما، حسبما نقلت عنها الصحيفة، إن أحد المهاجمين دخل منزلها في حي ثيولو ومص دمها. مضيفة "هذه ليست شائعة. أعرف أنه تم مص دمي. رأيت ضوءا من إحدى زوايا سطح منزلي. فشلت في أن أنهض من فراشي وشعرت بشيء يثقب ذراعي اليسرى".
وتعتبر قصة هذه الأم جزءا من مجموعة كبيرة من القصص المشابهة في مالاوي التي تعتقد في السحر وينتشر فيها نشاط مصاصي الدماء الذي بدوره يؤدي إلى ثورة الأشخاص وقتل هؤلاء المشتبه في تورطهم بالسحر الأسود.
وتستهدف الحشود الثائرة عادة الأشخاص الأكثر ثراءً في المناطق الريفية في الدولة، التي تعاني من الفقر وضعف مستوى التعليم، ويتهمونهم بإيواء مصاصي الدماء. وهو ما يعلق عليه هؤلاء الأثرياء بإنها مجرد حجة من أشخاص حقودين يريدون استغلال الأغنياء.
وبدأت شائعات مصاصي الدماء من موزمبيق في الأصل وعبرت الحدود إلى مقاطعات مالاوي، حسب الأمم المتحدة.
وتأثرت هيئة نقل الدم الوطنية في مالاوي، التي تعتبر المؤسسة الوحيدة المرخصة حكوميا بجمع تبرعات الدم من المتطوعين لصالح المستشفيات، كثيرا بسبب هذه الشائعات. ويقول المدير الطبي للهيئة: "أثرت علينا هذه المشكلة جدا، ومنعتنا من جمع تبرعات الدم في المناطق التي تروي هذه الشائعات".
وحتى الآن تم القبض على 250 شخصا على الأقل في مالاوي بسبب أعمال عنف، فيما اعتقل 40 آخرين على خلفية جرائم مشابهة في موزمبيق المجاورة.
ووصل الأمر إلى حد تدخل رئيس مالاوي، بيتر موثاريكا، وإصراره على أن تتخذ الحكومة الإجراءات اللازمة للحد من هذه الشائعات. وقال في تصريح حديث له: "لا يوجد دليل على وجود مصاصي الدماء. أنها كذبة لزعزعة استقرار المنطقة. سنواجه هذه الشائعات بالقانون".
ويرى أنتوني موتوتا، مساعد محاضر الأنثروبولوجيا في الجامعة الكاثوليكية في ملاوي، أن جذور الخوف من مصاصي الدماء تعود إلى الصعوبات الاقتصادية وعدم المساواة. مضيفة "الأمر هو الغني مقابل الفقير. يعتقد الفقير أن الغني شخص طماع ويمص دماء الفقراء".
وتعتمد مالاوي بشكل كبير على المعونات الخارجية. وانخفض عدد السياح الذين يزورون البلد بشكل كبير منذ منتصف سبتمبر الماضي؛ بسبب هذه الشائعات، وهو ما تعتمد عليه معظم العائلات في كسب الرزق بالعمل كمرشدين سياحيين وحمالين.
aXA6IDMuMTM3LjE2OS4xNCA= جزيرة ام اند امز