البطالة تدفع ملايين الشباب في اليابان للانضمام لقبيلة "الكانجارو"
في بعض أكبر اقتصادات آسيا يعيش الشباب على طريقة "قبيلة" الكانجارو".. ما الأسباب؟
في بعض أكبر اقتصادات آسيا، مثل كوريا واليابان يعيش الشباب فترة أطول مع آبائهم، وهم يكافحون من أجل الاستقلال بحياتهم، والاعتماد على أنفسهم فيما يعرف بظاهرة "قبيلة الكانجارو"، حسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية.
وقالت الوكالة الأمريكية إن شيخوخة المجتمعين الياباني والكوري الجنوبي، والتباطؤ الكبير في معدلات نموهما الاقتصادي، تسهم في زيادة كبيرة في الأسر التي يعول فيها والدان مسنان أبناء بالغين، لم يتمكنوا من مغادرة المنزل، وفي بعض الحالات، يضطر الآباء إلى تأخير التقاعد.
وأوضحت أن نسبة البطالة المرتفعة للغاية بين الشباب تمثل جزءا كبيرا من المشكلة في كوريا الجنوبية، والحال لا يختلف كثيرًا بالنسبة لليابان، حيث تزايد العمل بدوام جزئي وعقود العمل، التي غالبا ما تكون مقابل أجور متدنية والقليل من الأمان، هي المساهم الرئيسي.
وأشارت إلى أنه في كلتا الحالتين، فإن فرص طلاب المدارس الثانوية وخريجي الجامعات لتأمين وظائف ثابتة في المكاتب أو في المصانع ليست كما كانت عليه لآبائهم.
في اليابان، ما زال يعيش أكثر من 3 ملايين شخص تتراوح أعمارهم بين 35-44 عاما مع والديهم، وفقا لدراسة حكومية، أشارت إلى أن حوالي 620 ألف منهم إما عاطلون عن العمل، أو توقفوا عن البحث عن العمل أو يعملون فقط على نحو متقطع.
"في كثير من الحالات، يتوقفون عن المحاولة بعد فشلهم في الحصول على وظيفة لمدة 3 أو 4 سنوات"، وفقا لفوميهيكو نيشي، وهو باحث في معهد البحوث والتدريب الإحصائي.
وأشار الباحث إلى أن "جميعهم تقريبا على الأرجح ليس لديهم دخل"، وبمجرد أن يبلغوا منتصف الثلاثينات من العمر، يصعب تغيير مسار حياتهم، والكثيرون منهم في نهاية المطاف يعيشون على دخل آبائهم ومعاشاتهم التقاعدية.
ووفقا لبيانات صدرت عام 2012، استشهد بها نيشي، فإن واحدا من بين كل شخصين تقريبا تتراوح أعمارهم بين 20-34 عاما في اليابان عازب ويعيش مع والديه، وهؤلاء عددهم أكثر من 10 ملايين شخص، وبينما ارتفعت هذه النسبة، فإن هذه الفئة قد تقلصت في ظل انخفاض إجمالي عدد السكان من هذه الفئة العمرية.
وفي كوريا، التي يبدو أنها تسير على نفس الطريق الديموجرافي لليابان، زادت نسبة الأسر التي لديها أبناء غير متزوجين أعمارهم 25 عاما أو أعلى إلى 26% في عام 2010، مقارنة بنسبة 9٪ فقط في عام 1985، وفقا لتقرير صادر عن المعهد الكوري للصحة والشؤون الاجتماعية.
وأشار التقرير إلى أن شباب هذه المجموعة المتزايدة التي تعرف باسم "قبيلة الكنجارو"، يعتمدون على والديهم ويتأخرون في التخرج من الجامعات والعمل والزواج.
وأظهرت دراسة منفصلة أصدرها المعهد الكوري أن متوسط تكلفة الآباء والأمهات، لدعم الأبناء البالغين حوالي 740 ألف وون (630 دولارًا) شهريًا.
aXA6IDEzLjU4LjM0LjEzMiA= جزيرة ام اند امز