أسبوع الموضة الباريسي المذهل.. بريق يخفي أزمة عميقة في عالم الرفاهية

يعد أسبوع الموضة في باريس لهذا العام ليس فقط مجرد عرض للأناقة أو استعراض للأزياء الفاخرة، بل حدث استثنائي حبس أنفاس العالم بأسره.
بين منصات العروض البراقة والابتكارات الجريئة لمصممين جدد، تكشف الكواليس عن وجهٍ آخر لصناعة الرفاهية، وجهٍ يعيش سباقاً محموماً بحثاً عن التجديد وسط أزمات خفية تهدد توازنها، بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.
ووصِفَ بـ"أسبوع الموضة للقرن"، هكذا أطلق خبراء الموضة على عروض ربيع وصيف 2026 التي أقيمت في باريس بين 29 سبتمبر/أيلول و7 أكتوبر/تشرين الأول.
ورغم أن من المبكر الجزم بأنها ستظل الأهم خلال العقود المقبلة، فإن الحماس الذي أحاط بها لم يُشاهد منذ سنوات طويلة.
هذا الأسبوع كان استثنائياً بعدد عروضه الغزير: 111 عرضاً رسمياً مدرجاً على الجدول، دون احتساب الفعاليات المستقلة غير المعترف بها من قبل اتحاد الأزياء الراقية والموضة الفرنسي.
إلا أن فرادته لم تقتصر على الكمّ، بل أيضاً على النوع، إذ شهدت المنصات انطلاقة أولى لثمانية مدراء فنيين جدد قدّموا مجموعاتهم الافتتاحية. ومن بين تلك الدور العريقة ديور وشانيل، وهما ركيزتان في تاريخ الموضة الفرنسية واقتصادها.
وعند النظر إلى المشهد الأوسع خلال العام المنصرم، نجد أن اثنتي عشرة دار أزياء باريسية قد غيّرت مديرها الفني، من بينها لانفان، جيفنشي، موغلر، كارفن، لويفي، مارجييلا، بالنسياغا، جان بول غوتييه، سيلين وألكسندر ماكوين. وفي ميلانو، العاصمة الثانية للموضة، شهدت أيضاً علامات بارزة مثل غوتشي، بوتيغا فينيتا، فيرساتشي، جيل ساندر، مارني، وفيندي موجة من التغييرات المماثلة.
ورغم أن تبديل المديرين الفنيين كان دائماً وسيلة لتجديد الهوية البصرية للعلامات الكبرى وإبقاء العملاء متحمسين، إلا أن تزامن هذه التغييرات الواسعة ليس محض صدفة. إنه مؤشّر على خلل أعمق داخل صناعة الرفاهية، التي تبدو وكأنها تندفع إلى الأمام بلا رؤية واضحة، متكئة على وهج العروض لتخفي وراءها أزمة هوية وتنافساً محتدماً في سوق يتغيّر بسرعة.