إن الالتفات للتجارب الرياضية، قد يكون ملهمًا لبعض المؤسسات لا الرياضية فحسب، بل بجميع أطيافها.. وهذه المرة من خلال النظر في تجربة باريس سان جيرمان وكيف حقق الفريق أخيرًا لقب بطولة دوري أبطال أوروبا.
لقد حظيت تجربة باريس بالكثير من الزخم الإعلامي، من خلال استقطاباته للاعبين في أوائل فترات الاستحواذ القطري، بدا المشروع من أولى سنواته واضحًا، السيطرة على فرنسا قد تمت، الآن يجب تحقيق إنجاز أوروبي.
لكن التجربة الباريسية كثيرًا ما باءت بالفشل، سواءٌ من ناحية فنية عند الكثير من المدربين الذين سبق أن قادوا المشروع، او حتى إذا ما نظرنا إلى اللاعبين الذين كانوا جزءًا من المشروع.
لقد وصل باريس لمرحلة من فقدان السيطرة على غرف الملابس، والسبب كان واضحًا شخصية المدرب، وتعدد النجوم والذين بلغ الكثيرون منهم من العمر عتيًا. لا جدال بأن شخصية المدرب لويس إنريكي كانت الأنسب لقيادة هذا المشروع، لكن علينا النظر في الأسماء التي حققت الحلم الذي طال لأكثر من 10 سنوات.
لقد حقق باريس الحلم، بفريق عشريني.. وبلاعبٍ واحد يبلغ 31 عامًا. لم يحقق باريس إنجازه، في الآونة التي استقطب فيها ميسي، إلى جانب نيمار، ومبابي. إن من ينظر إلى الفريق في تلك الآونة، قد ينظر لتحقيق اللقب مسألة سهلة، لكن خروج باريس المتكرر، أثبت أن تحقيق الألقاب ليس مرتبطًا بالأسماء والخبرات، بل بالرغبة والشغف وروح الشباب في وقت تغيرت ديناميكيات كرة القدم.
إن للمؤسسات الفرصة أن تلتفت لتجربة باريس، فالتغيير، وتحقيق الإنجازات، دائمًا ما يكون وليد شغف الشباب، والرغبة في خلق المنجز، في ظل أن من سبقهم من الأجيال من ذوي الخبرة، قد حصدوا ما أرادوا من إنجازات، واكتفى العالم بدورهم. وأن مسألة الخبرة وهذه الأسطوانة التي لا يكف الكثيرون يطالبون الشباب بها، تأتي من خلال الفرص التي يقدمونها هم لهم، فلن يولد شابٌ من ذوي الرغبة في التغيير، والشغف بخبرة.. علينا النظر مرة أخرى في مسألة إكساب الشباب للخبرة، من خلال الفرص.. وتوفيرها لهم.
وأخيرًا، لقد كان إيمان باريس واضحًا بالتغيير والتوجه نحو البحث عن المواهب الشابة والاستثمار في أكاديمياتها توجهًا مدعومًا من قبل المدرب لويس إنريكي. وهذه رسائل أخرى لمن يقود المشاريع.. بإعادة النظر لكثير من الممارسات والموارد المالية التي أُهدرت على صفقات واستقطابات خارجية لا تسمن ولا تغني من جوع.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة