باريس وواشنطن في «ماراثون ضغط».. هدنة قبل اجتياح رفح؟
تتسابق الولايات المتحدة وفرنسا في ممارسة الضغوط على أطراف الحرب في غزة، قبل اجتياح تهدد به إسرائيل مدينة رفح المكتظة بالنازحين.
إذ أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء، في إسرائيل، أن الولايات المتحدة "مصممة" على التوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس يكون مرفقا بالإفراج عن الرهائن، بعدما حضت واشنطن الحركة على أن تقبل "بدون تأخير" هدنة في غزة، داعية تل أبيب إلى العدول عن شن هجوم على رفح.
وقال بلينكن خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في تل أبيب "حتى في هذه الأوقات الصعبة، نحن مصممون على التوصل إلى وقف لإطلاق النار يعيد الرهائن إلى ديارهم والتوصل إليه الآن. السبب الوحيد لعدم حصول ذلك هو حماس".
وبعد اجتماع الإثنين في القاهرة مع ممثلي مصر وقطر، وصل وفد من حماس إلى الدوحة لدراسة مقترح الهدنة الجديد ويرتقب أن يعطي رده في "أسرع وقت ممكن" بحسب مصدر قريب من الحركة.
في الأثناء، تنتظر دول الوساطة رد الحركة على مقترح الهدنة لأربعين يوما والتي تشمل الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية.
ويأتي هذا المقترح بعد أشهر من الجمود في المفاوضات غير المباشرة الرامية إلى إنهاء الحرب بعدما تم التوصل إلى هدنة لمدة أسبوع في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، سمحت بالإفراج عن حوالى 105 رهائن لدى حماس من بينهم 80 إسرائيليا ومزدوجي الجنسية في مقابل 240 أسيرا فلسطينيا لدى إسرائيل.
وبعدما وصف بلينكن الإثنين، الاقتراح بأنه "سخي جدا من جانب إسرائيل"، حض في تصريح لصحفيين في إحدى ضواحي العاصمة الأردنية عمّان حركة حماس على القبول سريعا بمقترح الهدنة مؤكدا "لا مزيد من التأخير ولا مزيد من الأعذار. إن وقت العمل حان الآن".
بينما تتكثف المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية داعية إلى وقف إطلاق نار، مع تدخل شرطة نيويورك ليلا في جامعة كولومبيا.
مساعٍ فرنسية
في السياق ذاته، يصل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الذي دعا إلى وقف إطلاق نار خلال لقائه نتنياهو الثلاثاء، إلى القاهرة في وقت لاحق الأربعاء، كما أكدت السلطات المصرية التي تعارض عملية في رفح، المدينة المتاخمة لحدودها.
كما قال مصدر دبلوماسي فرنسي لـ"رويترز"، إن وزير الخارجية الفرنسي سيتوجه إلى القاهرة اليوم، في محطة لم تكن مقررة سلفا خلال جولة في الشرق الأوسط، وذلك مع وصول الجهود الرامية للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة إلى مرحلة حاسمة.
وتطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار قبل أي اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن، وهو ما ترفضه إسرائيل التي تؤكد عزمها على شن هجوم بري في رفح (جنوب) حيث لجأ حوالى مليون ونصف مليون فلسطيني غالبيتهم من نازحي الحرب.
ويؤكد رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الهجوم على رفح ضروري لهزيمة حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ العام 2007، وتحرير الرهائن. وقال خلال لقائه ممثلين لعائلات الرهائن، وفق ما نقل عنه مكتبه أمس الثلاثاء، "فكرة أننا سنوقف الحرب قبل تحقيق كل أهدافها غير واردة. سندخل رفح وسنقضي على كتائب حماس هناك مع أو بدون اتفاق، من أجل تحقيق النصر الشامل".
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الثلاثاء، من أن أي هجوم عسكري إسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة سيشكل "تصعيدا لا يحتمل"، كما أعرب عن "قلقه العميق" إزاء اكتشاف مقابر جماعية في المستشفيين الرئيسيين في قطاع غزة، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل.
من جهته، كتب مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على منصة إكس، أن "عملية واسعة النطاق في رفح ستؤدي إلى كارثة إنسانية"، داعيا "كل الأطراف إلى العمل من أجل وقف إطلاق نار".
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4yNyA= جزيرة ام اند امز