مترو الرياض.. تفاصيل إطلاق نقلة نوعية في منظومة النقل العام السعودي
إحدى الركائز الأساسية لرؤية المملكة 2030
تستعد العاصمة السعودية الرياض لدخول مرحلة جديدة في تاريخ النقل العام مع الإطلاق الرسمي الجزئي لمترو الرياض اليوم.
هذا المشروع العملاق، الذي تم الإعلان عنه لأول مرة في عام 2014، يُعد إحدى الركائز الأساسية لرؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تحديث البنية التحتية وتحسين جودة الحياة.
ومن المتوقع أن يُحدث المترو تحولًا كبيرًا في وسائل النقل داخل الرياض، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بالازدحام المروري في المدينة، وفقًا لصحف محلية.
ثلاثة مسارات رئيسية
في المرحلة الأولى، سيتم تشغيل ثلاثة مسارات رئيسية من أصل ستة، وهي المسار الأزرق الممتد من العروبة إلى البطحاء، والمسار الأصفر الذي يربط طريق مطار الملك خالد الدولي، والمسار البنفسجي الذي يمتد من طريق عبدالرحمن بن عوف إلى طريق الشيخ حسن بن حسين بن علي.
ومن المقرر أن تدخل المسارات الثلاثة الأخرى حيز التشغيل منتصف ديسمبر/كانون الأول المقبل، ما يعني أن المدينة ستشهد خلال الأسابيع المقبلة تحولات تدريجية في حركة النقل العام.
هذا الإطلاق الجزئي يمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة المشروع على تلبية التوقعات العالية التي وُضعت له. فالرياض، التي تُعد واحدة من أسرع العواصم نموًا في المنطقة، تعاني من ازدحام مروري شديد، خاصة في المناطق الحيوية التي تشهد كثافة سكانية عالية.
ويُتوقع أن يلعب المترو دورًا حيويًا في تخفيف هذه المشكلة، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون شخص سيستخدمون المترو سنويًا، وهو ما يعكس حجم التأثير الإيجابي المتوقع.
البنية التحتية للمشروع
لا يقتصر مشروع مترو الرياض على القطارات فقط؛ بل يتضمن نظامًا متكاملًا من الحافلات العامة التي ستدعم شبكة المترو.
كجزء من خطة مكونة من خمس مراحل، ستشمل المرحلة الأولى تشغيل أكثر من 340 حافلة، تخدم الركاب عبر 633 محطة ونقطة توقف، وتغطي شبكة الحافلات مسافة 1,900 كيلومتر.
هذه المنظومة المتكاملة تهدف إلى تسهيل التنقل داخل العاصمة وتقديم خيارات متعددة للركاب، ما يعزز من كفاءة النظام ككل.
الخدمات المتاحة
تم تصميم مترو الرياض ليقدم تجربة راقية ومريحة للركاب، حيث سيتوفر ثلاث فئات من العربات: فئة الأفراد، وفئة العائلات، وقسم مخصص لكبار الشخصيات.
الفئات المختلفة تهدف إلى تلبية احتياجات شرائح متنوعة من المجتمع، مع التركيز على توفير أعلى معايير الأمان والراحة.
جميع القطارات مؤتمتة بالكامل، ما يعني أنها تعمل بدون سائق، وتعتمد على أنظمة حديثة لضمان التشغيل بكفاءة عالية.
إلى جانب ذلك، تم تصميم المحطات لتكون مراكز متكاملة توفر خدمات متنوعة، بما في ذلك مواقف السيارات، التي تم توزيعها على 21 موقعًا في جميع أنحاء المدينة، بسعة تتراوح بين 200 و600 سيارة لكل موقع.
هذه المواقف تهدف إلى تسهيل عملية الوصول إلى المترو وتشجيع السكان على استخدام وسائل النقل العام بدلاً من السيارات الخاصة.
الهيكلية الفنية والتكنولوجية
من الناحية التقنية، يضم المشروع 470 مقطورة موزعة على 190 مجموعة. تم تصنيع هذه المقطورات من قبل شركات عالمية رائدة مثل سيمنز وبومباردييه وألستوم، ما يعكس التزام المملكة بأعلى معايير الجودة.
كل نوع من هذه المقطورات مصمم لتلبية احتياجات معينة، سواء من حيث السعة أو الراحة، لضمان تقديم تجربة متكاملة للمسافرين.
التأثير المتوقع على المدينة
مع اكتمال تشغيل جميع المسارات الستة، سيغطي مترو الرياض شبكة بطول 176 كيلومترًا، تتوزع على 85 محطة، ما سيجعل منه واحدًا من أكبر مشاريع النقل العام في المنطقة.
هذه الشبكة مصممة لتغطية جميع المناطق الحيوية في العاصمة، بما في ذلك المرافق الحكومية، والمناطق التجارية، والجامعات، والمستشفيات. من المتوقع أن يُحدث المترو نقلة نوعية في حياة سكان الرياض، حيث سيقلل من أوقات التنقل، ويحد من التلوث الناجم عن السيارات، ويعزز من كفاءة حركة المرور بشكل عام.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC4xNiA=
جزيرة ام اند امز