بالصور.. أحزاب ونقابات تنظم مسيرات بموسكو احتفالا بعيد العمال
أحزاب ونقابات مهنية في روسيا نظمت، الأربعاء، مسيرات احتفالا بعيد العمال الذي يوافق الأول من مايو وسط العاصمة موسكو.
نظمت أحزاب ونقابات مهنية في روسيا، الأربعاء، مسيرات حاشدة احتفالا بعيد العمال الذي يوافق الأول من مايو/آيار وسط العاصمة موسكو.
- مخاوف من اندلاع أعمال عنف في فرنسا خلال احتفالات عيد العمال
- في عيد العمال.. عريضة دولية لسحب كأس العالم من قطر
ووفق تقرير شرطة العاصمة الروسية، شارك أكثر من 140 ألفا في المسيرات التي حملت شعار "من أجل اقتصاد عادل يصب في مصلحة الرجل العامل".
واكتظت الشوارع والساحات المحيطة بالساحة الحمراء بالعاصمة، وحمل المشاركون العلم الوطني وعلم مدينة موسكو ورايات النقابات المهنية المختلفة.
وتصدرت المسيرات مسيرة المؤيدة لحزب روسيا الموحدة التي اتخذت من الشارع المحاذي للكريملين والساحة الحمراء مكانا للتجمع، ورفعت شعارات تدعو للوحدة والتضامن للاستمرار في تحقيق النجاحات على كافة المستويات.
في حين نظمت قوى المعارضة الروسية هي الأخرى مسيرتها الرئيسية، منطلقة من تمثال مؤسس الثورة البلشفية فلاديمير لينين وسط العاصمة التي نظمتها قيادة الحزب الشيوعي في موسكو.
ورفع المشاركون في الفعالية لافتات تطالب بحقوق العمال، وتحسين الضمانات الاجتماعية للمواطنين، وغيرها من الشعارات العمالية التقليدية للحزب المنتقدة لعمل الحكومة .
وانقسم المشاركون في المسيرات الاحتفالية في تصريحاتهم لمراسل "العين الإخبارية"، حول أهمية مشاركتهم في هذه الاحتفالات التي تعرف في روسيا بعيد "العمل والربيع".
واعتبر المشاركون المسيرات بمثابة إحياء تراث ساروا عليه منذ عشرات السنين لللتضامن مع الطبقة العاملة ومطالبها المشروعة في تحسين مستوياتهم المعيشية في ضوء التطورات التي تشهدها البلاد .
وحملوا الحكومة الروسية المسئولية الكاملة في تدهور الأوضاع المعيشية لدى معظم الناس بسبب التقصير الواضح والتجاهل المتعمد للمطالب الشعبية بشأن إعادة النظر في أسعار الخدمات الاجتماعية في العديد من المرافق الخدمية والصحية.
في حين شدد الجانب الآخر من المشاركين على الدور الذي لعبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في انتشال البلاد من الفقر الذي كان سائدا قبيل تسلمه منصب الرئاسة لأول مرة، وإعادة روسيا إلى الساحة الدولية كقوة عظمى يحسب لها الحساب في العديد من القضايا.
وأكدوا في أحاديث منفصلة لمراسل "العين الإخبارية"، أن روسيا اليوم تعتبر من الدول المتقدمة في المجالات العلمية والفضائية والتقنية، بالإضافة إلى الإنجازات الرياضية، وهذا ناجم عن التخطيط السليم للحكومة للمشاريع المستقبلية التي ترفع من شأن البلاد في المحافل الدولية، وسعيها للوصول إلى مصاف الدول التي تتفوق في المجالات العلمية والتقنية
وقالت ستفلانا شوكوفا، تعمل مدرسة، إن الاحتفال في عيد العمال يحمل في طياته سمات تقليدية توارثناها عن الأجداد، للتعبير عن رغبة الجميع للعيش بسلام وأمان، وأن نرى بلادنا مزدهرة ومستقلة وذات سيادة، لا تعتمد على أحد في تطورها.
وأضافت "كما تحمل مشاركتنا في هذا الاحتفال رسائل سلام وصداقة ومحبة لجميع دول العالم، وخصوصا الذين يشاركوننا في بلدانهم في هذا اليوم، وللتعبير عن التضامن العالمي بين الشعوب لمواجهة المصاعب وحلها عن طريق الحوار المباشر، والتأكيد على أنه دون الطبقة العاملة لن تزدهر الشعوب.
وحمل فيتالي بيسكوف (متقاعد)، من أسماهم بالطغمة التي تسرق قوت الطبقة العاملة، التي تكد وتتعب في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، المسئولية الكاملة عن ازدياد حالة الفقر بين صفوف الشعب.
وقال "مشاركتنا اليوم هو للتأكيد على أن هذا اليوم هو عيد شعبي، يرفض المشاركون فيه كل مظاهر الفساد التي تعم الكثير من المؤسسات والتي تسرق قوت هذه الطبقة الضعيفة".
وتمنى بيسكوف أن يضرب الرئيس بوتين بقبضة من حديد أولئك الذي يتاجرون بقوت الشعب وينهبون موارد البلاد، وأن يعمل من جانب آخر على تحسين الأوضاع المعيشية للطبقة العاملة الفقيرة، التي تمثل غالبية الشعب، واتخاذ قرارات من شأنها أن تخفف عن كاهلهم الأعباء الكبيرة التي تفرضها الحكومة عليهم.
ويحن الضابط المتقاعد أندريه ميخايلوفيج، (74 عاما) إلى الحقبة الشيوعية التي كانت تسمى هذا العيد بيوم التضامن مع الطبقة العاملة.
وقال إن الاتحاد السوفيتي كان يضم 70 قومية، الجميع يعيش فيه بأمان تجمعهم المحبة والألفة التي تحققت بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن اليوم هذه القوميات تشهد حروبا متنوعة، وكمثال لا للحصر بين أرمينيا وأذربيجان، وبين جورجيا وروسيا، الخ.
ويتمنى الضابط الروسي المتقاعد أن تكون احتفالات اليوم رسالة تضامن للعمال في جميع العالم للعيش بأمان وسلام والتضامن المشترك.
ويرى يفغييني أوسيبوف (موظف حكومي) أن روسيا منذ تسلم الرئيس بوتين مقاليد الحكم تمر بمراحل ازدهار كبيرة، وتطور على جميع الأصدة، بعد أن كانت البلاد مكبلة بالديون والفساد الذي استشرى في زمن الرئيس الأسبق بوريس يلتسن، وحقق للشعب قفزات نوعية في مستواه المعيشي والخدمات الاجتماعية.
وشدد على أن هناك من يحاول أن يضع العصا في عجلة التطور والنمو التي تشهدها روسيا، واستعادة مكانتها الدولية، ويحاول التدخل في شؤونا الداخلية، مشيرا إلى أن العقوبات وإن أثرت على بعض المرافق الأساسية، لكنها في الحقيقة أسهمت في مواقع أخرى في تنشيط الماكينات الروسية المحلية، بعد أن كانت تعتمد بالأساس على الغرب.
وعادة ما تشهد موسكو في احتفالات عيد العمال أكثر من 300 فعالية سياسية ونقابية وثقافية ورياضية مختلفة مكرسة لعيد الربيع والعمل، وذلك في إطار احتفالات كل المناطق الـ85 في روسيا الاتحادية بهذا العيد الوطني، مثلها في ذلك مثل بقية بلدان الفضاء السوفيتي السابق، وحوالي 100 دولة أخرى على نطاق العالم.
عيد العمال تاريخيا
وتعود جذور عيد العمال العالمي إلى أحداث عام 1886، عندما دعت النقابات الأمريكية إلى إضراب في الأول من مايو/أيار، في يوم تجديد عقود العمل، للمطالبة بثماني ساعات عمل يوميا.
وقد غادر أكثر من 300 ألف عامل المصانع التي يعملون فيها في جميع أنحاء البلاد، وفي الثالث من مايو/آيار من العام نفسه اندلعت أحداث شيكاغو.
وفي هذه الأحداث، قُتل في إحدى مراكز حركة الاحتجاج عدد من المضربين على أيدي الشرطة، وفي اليوم التالي، انفجرت قنبلة بين رجال شرطة في ختام تجمع فوضوي، وردت الشرطة بإطلاق النار على الحشد، ما أدى إلى حدوث مواجهات انتهت بمقتل 7 من الشرطة وعدد من المتظاهرين، وحكم على 8 من مثيري "الفوضى" من بينهم 4 بالإعدام، وقد أعاد القضاء لهم حقوقهم عام 1893.
وفي 1889، قرر المؤتمر التأسيسي للأممية الثانية تنظيم تظاهرة عالمية للعمال بتاريخ محدد بدءا من الأول من مايو/آيار 1890، وذلك للمطالبة بثماني ساعات عمل وأحياء ذكرى ضحايا شيكاغو.
أما بالنسبة لروسيا، فقد اكتسب هذا العيد صدا خلال ثورة 1917، وأصبح رمزًا حيويًا للنضال الطبقي، وتم الاحتفال بيوم العمال بالتجمعات الجماهيرية والمواكب الشعبية في شوارع المدن.
وكانت مظاهرات عيد العمال في روسيا ما بعد الثورة مصحوبة تقليديًا بالمكالمات والملصقات والشعارات تكريماً لكبار القادة السوفييت، والمشاهير الثقافية والعلمية والرياضية والاقتصاد الوطني، فضلاً عن المؤسسات الصناعية البارزة في البلاد.
وكان يسمى هذا العيد في الحقبة السوفيتية بيوم التضامن العمالي العالمي كباقي دول العالم، لكن تم تغيير اسمه في روسيا عام 1997 إلى عيد الربيع والعمل.
ويتم الاحتفال حاليا بيوم الربيع والعمل في 143 دولة في العالم، بما في ذلك الاتحاد الروسي، والتاريخ الرسمي للعطلة هو الأول من مايو/آيار.
وبالنسبة لبعض البلدان، فإن جمع الناس تحت راية النقابات هو تقليد قديم، في الغالبية العظمى من السلطات، ليست هذه عطلة سياسية، ولكنها عطلة وطنية بحتة، عندما ينظم الناس نزهات في الطبيعة أو ينظمون برنامج عطلة ثقافية مثيرة للأقارب والأصدقاء.