ختام منتدى موسكو للأمن.. إيران مصدر الإرهاب الأول في العالم
الخبراء المشاركون يؤكدون أن "إيران مسؤولة عن التدهور الكبير في العلاقات الدولية والنزاعات وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم".
اختتمت، الخميس، في العاصمة الروسية، أعمال منتدى موسكو الثامن للأمن الدولي، الذي نظمته وزارة الدفاع الروسية، على مدار يومين بمشاركة أكثر من ألف شخصية عسكرية، بينهم 30 وزيرا للدفاع، إلى جانب المتخصصين بالشؤون العسكرية في وزارات دفاع ومراكز البحوث والدراسات العسكرية في 101 دولة.
- بمشاركة 101 دولة.. منتدى"موسكو للأمن الدولي الثامن" ينطلق الأربعاء
- سياسي عراقي: إيران توسع أنشطتها الإرهابية وتنشئ مصيدة صواريخ
وأكد الخبراء المشاركون، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "إيران المصدر الأول للإرهاب في العالم، والمسؤولة عن التدهور الكبير في العلاقات الدولية، ليس في الجانب السياسي فحسب، بل في المجال الاقتصادي والتجاري، بالإضافة إلى المجال العسكري وتطوراته أيضا، والتي قد تفضي إلى نشوب حروب قد لا تحمد عقبى نتائجها للعالم أجمع".
إيران.. إرهاب وخرق للقوانين والأعراف الدولية
وقال الجنرال المتقاعد والأستاذ في الجامعة الوطنية الهنغارية البروفيسور زولتان سينيش إن إيران مسؤولة بشكل مباشر عن كل التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والخليج على وجه الخصوص، من خلال نشر مليشياتها الإرهابية المسلحة في هذه المنطقة الحيوية لإثارة الفتن والحروب خدمة لمصالحا وأطماعها الاستعمارية.
وسخر سينيش، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، من الرسالة التي بعثها المرشد الإيراني علي الخميني إلى الرئيس السوفيتي الأسبق ميخائيل غورباتشوف والتي حملت دعوات طائفية، مؤكدا أنها "تثبت تخلف هذا النظام وعدم قدرته على التخلص من نزعته الاستعمارية".
وأكد أن "الأيديولوجية الإيرانية المتخلفة ورغبتها في التوسع، هي التي جعلت المنطقة تعيش تحت مشاكل مستمرة من خلال انتشار المليشيات الإيرانية في العديد من الدول العربية في لبنان واليمن والعراق، وأماكن أخرى، مهمتها الأساسية نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار، وبالتالي تكون إيران المصدر الأول للإرهاب الذي تعيشه المنطقة الآن".
وشدد سينيش على أن "الكثيرين في روسيا يعرفون ما تقوم به إيران من خرق واضح للقوانين والأعراف الدولية، وتدخلها السافر في الشؤون الداخلية في البلدان العربية بشكل فاضح وصريح والذي ينم عن عنجهية وأحقاد تاريخية ضد هذه البلدان".
الأمم المتحدة والأزمة السورية
من جانبه، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروسك ضرورة إيجاد حل سريع للأزمة السورية التي طالت، بسبب تدخل العديد من الأطراف فيها، والتي تساوم اليوم في إيجاد حل للأزمة خدمة لمصالحها، وليس من أجل تخليص الشعب السوري من ويلات الحرب واللجوء والتهجير".
وأكد لاكروسك، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "الأمم المتحدة حريصة على إحلال السلام ليس في سوريا وحدها، بل في كل بقاع العالم، ومستعدة لبذل كل الجهود وتقديم المساعدة لجميع الأطراف من أجل التوصل إلى تفاهمات من شأنها تجنيب الشعب السوري ويلات الحرب، واستعادة الاستقرار والأمن في بلاده".
ليبيا وروسيا علاقات تاريخية توجه لدحر الإرهاب
وأكد اللواء خيري التميمي، مدير مكتب القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، أن حضوره إلى المنتدى هو "للحصول على دعم دولي لحملة الجيش الليبي للقضاء على مليشيات الإرهاب وتخليص ليبيا من الجماعات الإرهابية التي باتت اليوم السبب الرئيسي في إطالة أمد الحرب في البلاد، وتعطيل أي جهود دولية وداخلية من أجل التوصل إلى وحدة وطنية تفضي إلى سلام وإعادة ليبيا إلى موقعها الطبيعي".
وأضاف التميمي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "روسيا بلد صديق، وموقفها ثابت تجاه قضية بلادنا، ونحن سنذكر المواقف الأصلية لجميع الدول التي كان لوقوفها ومساعدتها لنا الأثر الكبير في عملية دحر الجماعات الإرهابية وطردهم من بلادنا، وإعادة الاستقرار لليبيا، وكذلك لن ننسى أولئك الذين كان لهم الفضل في تدمير بلادنا، ولن نغفر لهم هذا العمل الشنيع".
وتابع: "نحن نتعاون مع كل الدول التي تناصر قضيتنا، والعلاقات العسكرية الروسية الليبية قديمة جدا، وكذلك عقيدة القيادة لهذا الجيش شرقية وبالتالي الحاجة الليبية إلى روسيا تزداد أكثر وأكثر مع اتساع الحرب على الإرهاب".
وأشار إلى أن "بين البلدين عقودا عسكرية قديمة منذ عام 2011 لكنها متوقفة، وبالتالي فإن الدور الروسي يقتصر على التدريب ورفع كفاءة الضباط العسكرية".
التعاون الروسي الصيني غير موجه ضد أحد
من جانبه، أكد مستشار جامعة الدفاع والعلوم والتكنولوجيا ما تسيانغوان، من الصين، أن التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري بين روسيا والصين غير موجه ضد أحد، وأن مخاوف البعض من التقارب الصيني الروسي في هذه المجالات غير مبررة، لأن هذا التقارب تحكمه عدة عوامل في المقدمة منها مصالح البلدين المشتركة في تطوير علاقاتهما إلى أبعد الحدود وتسخيرها لخدمة شعبيهما، وأنها غير موجهة ضد أي بلد.
وأكد تسيانغوان، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "روسيا والصين تعيشان شراكة استراتيجية حقيقية، والزيارات المتبادلة بين قيادات الدولة تسهم في تعزيز هذه الشراكة في العديد من المجالات، والتدريبات العسكرية المشتركة هي ليست موجهة ضد أحد، بل هي إجراءات تنسيقية بين البلدين لرفع مستوى القدرات العسكرية في كلا البلدين، ولا يجري الحديث هنا عن حلف أو اتحاد يستهدف أحدا، لأن لكل بلد مصالحه القومية وأحيانا تتعارض العديد من المواقف".
وحذر البروفيسور الصيني من المحاولات الأمريكية لعسكرة الفضاء، وقال إن "لدى روسيا والصين الإمكانات العلمية والقدرة على إنتاج مختلف الأسلحة وحتى الفضائية منها، لكنهما تركزان أبحاثهما واستكشافاتهما في الفضاء للأغراض العلمية البحتة للاستفادة منها في تطوير وإنماء المشاريع العلمية لخدمة المجتمعات، وليس لأغراض أخرى تدميرية".
الولايات المتحدة وحلف الناتو.. تحركات تقلق روسيا
وشدد الجنرال المتقاعد قسطنطين سيفكوف، عضو مناوب في الأكاديمية الروسية لعلوم الصواريخ والمدفعية، على أن "التحركات الأمريكية والناتو قرب الحدود الروسية الغربية لا تحمل نوايا سلمية صادقة، وهي استفزازات مقصودة، لدفع روسيا لاتخاذ خطوات عسكرية قد تكون سببا لاندلاع حرب بالنيابة، خصوصا أن هناك دولا انضمت لحلف الناتو، ومستعدة لخوض مثل هذه الحرب".
وقال سيفكوف: "لا شك أن زحف قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبدعم وإسناد أمريكي، إلى الحدود مع روسيا، يجعل موسكو مضطرة للقيام بخطوات جوابية تسمح لها بحماية أراضيها من خلال تعزيز قدراتها العسكرية الدفاعية والهجومية في الوقت ذاته، واستنباط أسلحة جديدة ومتطورة تفوق قدرتها وإمكانياتها التدميرية للأسلحة المقابلة، أعتقد أن هذا عمل مبرر".
وأكد الجنرال المتقاعد أنه "في عصر الحرب الباردة، كانت حدة التناقضات عالية للغاية، لكن هندستها أكثر قابلية للفهم، واشتبكت القوتان العظميان المتنافستان حول العالم، في مكان أكثر صرامة، وفي مكان أقل حدة، لكن جوهر مواجهتهما لم يتغير، لكن الآن أصبحت المنافسة الدولية متعددة العوامل والفوضى، وإذا نظرت إلى اللوحة بأكملها من وجهة نظر الأمن الدولي العالمي، فإن العناصر المتباينة تصطف في مخطط عام لعالم غير مستقر ومتفجر للغاية يمكن أن يتوهج فيه أي شيء تقريبا في أي لحظة".
وأكد رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط يفغيني ستانوفسكي أن "الولايات المتحدة تحاول التفرد بالقرار الدولي، وخلق عداءات بين دول ترفض الانصياع إلى قراراتها التي تدخل في صالح المحافظة على مصالح الولايات المتحدة وحدها، وتهديدها للدول الرافضة لقراراتها بالعقوبات أو تغيير أنظمتها أو باجتياحها".
وشدد على أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقات النووية، ومراوغاتها بشأن إمكانية تمديد العمل باتفاقية (ستارت 2) التي ستنتهي العام المقبل، هي خرق واضح للمواثيق الدولية، ودعوة صريحة للاستفزاز وعدم الاستقرار في العالم، وزرع المخاوف من تطوراته خطيرة، مضيفا: "أعتقد أن مثل هذه التطورات المتسارعة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة لا تخدم حتى الولايات المتحدة نفسها".
وفي سياق متصل، أشار المدير العام لحلف آسيا ألكسندر يفغيينفيج إلى أن "بعض الدول الغربية تدعي قيادتها للعالم وتستخف بشكل صارخ بمعايير ومبادئ القانون الدولي، وتلجأ للابتزاز وفرض العقوبات والضغط، وتحاول فرض قيمها ومُثلها المشكوك فيها على بلدان وشعوب بأكملها. نحن نختلف بشدة مع مثل هذا الطرح".
وأوضح أن روسيا تنتقد بشدة سياسة الهيمنة والإملاءات والعقوبات التي تنتهجها واشنطن، واعتبر أن بعض الدول تدعي دون أي مسوّغ أن لها الحق بقيادة العالم وفرض قيمها عليه، وأن هذه الدول التي تحاول فرض هيمنتها على العالم، تلجأ إلى الابتزاز وفرض العقوبات وتحاول فرض قيمها بالقوة، وأن موسكو لا تتفق مع هذا النهج.
وخلص المدير العام لحلف آسيا إلى أن الجلسة حول النزاعات الإقليمية في مؤتمر موسكو الأمني تهدف إلى تقديم مساهمة جادة في فهم التحديات العالمية التي تواجه الاستقرار، مشيرا إلى أن "تكوين المشاركين ممتاز حقا".
يذكر أن هذه الدورة من المنتدى تميزت عن سابقاتها بأنها حملت عنوان "الأمن في العالم المتحضر.. الحقائق والظواهر الإقليمية والدولية" وزيادة عدد المشاركين فيها، لمناقشة جدول أعمالها وعلى مدى يومين، الذي تضمن القضايا الأكثر أهمية في تشكيل وجهات النظر حول الأمن الدولي.
وخصصت جلساتها العامة المنفصلة لتبادل وجهات النظر حول الأخطار والتهديدات العسكرية الحديثة، بما في ذلك تحسين نظام تحديد الأسلحة، ومناقشة الوضع في الشرق الأوسط مع التركيز على الاستقرار الشامل للوضع في سوريا، وفي الاجتماعات المقطعية الخاصة، تم النظر في قضايا صنع السلام وتوسيع التعاون العسكري والأمن الإقليمي في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية عقدت الدورة الأولى من المنتدى في موسكو عام 2012، ومنذ ذلك الوقت يعد المنتدى منصة مفتوحة لمناقشة قضايا الأمن العالمي والإقليمي.
وفي عام 2018، شارك في المؤتمر أكثر من 850 مندوبا من 95 دولة حول العالم، بينهم 30 رئيسا للإدارات العسكرية، و14 نائبا لوزراء الدفاع، ورؤساء الأركان العامة، وممثلون عن 70 مركزا بحثيا للمنظمات غير الحكومية.
aXA6IDMuMTM4LjEyNi4xMjQg جزيرة ام اند امز