العرب قد واجهوا في تاريخهم الكثير من الأعداء الطامعين، وتصدوا لقوى عالمية على مدى التاريخ تعددت أهدافها وأساليبها
الشر سلوك غير نزيه، وتستخدم الكلمة في كثير من الثقافات لوصف الأعمال والأفكار التي تتطلع بشكل مباشر أو غير مباشر إلى التسبب بالمعاناة، أو بالموت من خلال المكر والتآمر والخبث غير السوئ.
نعلم جميعاً أن هناك من يرسل شره وفكره المتوحش والإرهابي في المنطقة وبأجندات وأهداف تختلف وتتفق أحياناً، معتمدين في ذلك على الإخوان، وحزب اللات، والحوثيين والحشد الشعبي وغيرهم، فمنهم من يبحث عن مجده الفائت وإمبراطوريته التي ولّت وأفلت ولن تعود، وهناك من يسعى لإحياء دولته البائدة، وبين هذا وذاك من يسعى أن يبني مجداً على حساب نقص هو يعيشه بأن يكون الزعيم الأوحد في منطقة تعددت فيها الزعامات والقامات، ومن هنا انطلقت الدافعية لنزعة الشر لهذا الحزب الإرهابي في هذه المنطقة المليئة بالخيرات والثروات وبالأماكن المقدسة.
إن العرب قد واجهوا في تاريخهم الكثير من الأعداء الطامعين، وتصدوا لقوى عالمية على مدى التاريخ تعددت أهدافها وأساليبها، لكننا اليوم نواجه عدواً وحلفاً شريراً ماكراً ومتآمراً يدّعي أنه من نسيج المكان ويتغطى بشعارات الدين والأخوة والجيرة والتاريخ ويتاجر بقضايا مفصلية في تاريخنا الإسلامي والعربي، من أجل تحقيق مصالح خاصة، وفي سبيل ذلك يهدد كل دول المنطقة.
إذا بقي الحال بهذه الطريقة من الضعف والهوان والتشظي والتنافر، فإن العالم العربي سيواجه كوارث لا طاقة له بها، ولن تنفعنا الشعارات البراقة في ثنايا الخطر الداهم بعد اختراقنا من كل جهة وسلب إرادتنا وقرارنا، عندها لن تنفع أي حلول مهما بذلنا من وسائل لتجميل صورتنا وحالنا.
هذا التكالب الذي نراه من حزب الأشرار لكل واحد أهدافه ومشاريعه ومطامعه، وإن بدا ظاهرياً يهتم بمصالحنا، فما تريده إيران مغايراً لما يروّج له المشروع الإخونجي، وإن رفعت أطرافه رايات مختلفة، فجميعهم له الهدف نفسه ويتنافسون لتحقيقه، كل على حسب مصلحته حتى وإن بدت أحياناً متناقضة، لكن الجميع يتكامل في إنهاك المنطقة وإرهاقها بصراعات ومواجهات وانتفاضات وحروب لا نهاية لها.
في الجبهة المقابلة من هذا الحلف الشرير الفاجر، تنتظر إسرائيل - عدو العرب الدائم - بكل شغف ما يخدم مشروعها وقيام دولتها، فهي لا تتوانى في دعم هذا الحلف، ولا تمانع من نجاحه وتحقيق أهدافه طالما هو يهدم ويدمر الكيانات والدول العربية والإسلامية ويغرقها في وحل الفقر والإرهاب.
إن الدول العربية مهدَّدة وفي مأزق حقيقي طالما منطقتنا ترزح تحت وطأة تنافس القوى الإقليمية الحاقدة؛ لأن أطماع هذه الدول ثابتة لم تغيرها الأحداث والمواقف، حتى وإن تخفت تحت عناوين برّاقة ومتعددة.
لهذا بعد أن كُشفَت عقيدتهم الفاسدة التي لا علاقة لها بالإسلام، والتي يسابقون الزمن ليحكموا بلادنا، لابد من اليقظة لما يحاك من مخططاتهم الفاسدة والقذرة، ومحاسبة هؤلاء الأشرار، ومعرفة ما يدبّر في العلن والخفاء بحثاً عن الطرق الكفيلة لمواجهتها بكفاءة وحكمة، وهذا لن يكون إلا برؤية ذاتية صادقة ترتكز في الأساس على العرب أنفسهم دون غيرهم، والالتفاف حول السعودية ذات الثقل السياسي والاستراتيجي والاقتصادي لتحقيق مشروعها العربي الحازم لمواجهة أهداف وتطلعات حزب الأشرار الاستعماري.
أما إذا بقي الحال بهذه الطريقة من الضعف والهوان والتشظي والتنافر، فإن العالم العربي سيواجه كوارث لا طاقة له بها، ولن تنفعنا الشعارات البراقة في ثنايا الخطر الداهم بعد اختراقنا من كل جهة وسلب إرادتنا وقرارنا، عندها لن تنفع أي حلول مهما بذلنا من وسائل لتجميل صورتنا وحالنا، وسيكون مصير دولنا إلى الزوال، لا سمح الله.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة