الذكرى الأولى لرحيل أشرف مصيلحي بعد صراع طويل مع المرض
في مساء 17 سبتمبر 2023، ودّعت الساحة الفنية المصرية والعربية أحد أبرز نجومها، الفنان أشرف مصيلحي.
رحل مصيلحي بعد مسيرة فنية زاخرة بالأعمال التي لامست قلوب المشاهدين، وتركت أثرًا عميقًا في السينما والتلفزيون المصري. خلف مصيلحي إرثًا فنياً ممتلئًا بالأدوار المتميزة التي جعلته يحتل مكانة خاصة في وجدان جمهوره.
الصراع مع المرض
على الرغم من مسيرته الفنية الحافلة بالنجاحات، كانت السنوات الأخيرة من حياة أشرف مصيلحي معركة شاقة مع المرض. بدأ صراعه مع مرض السرطان أثناء تصويره لمسلسل "جمال الحريم"، حيث لاحظ العاملون معه بعض التغيرات في أدائه. كانت هناك صعوبة واضحة في تذكر الحوارات وترديد الكلمات، مما أثار قلق المحيطين به. هذا الوضع دفع زوجته، المخرجة التي كانت تعمل على إخراج آخر أعماله، إلى الإصرار على عرضه على الأطباء.
اكتشاف الورم
بعد استشارة الأطباء، تم اكتشاف ورم في المخ، وهو الخبر الذي كان بمثابة صدمة قوية للفنان وأسرته. ورغم هذه اللحظة الصعبة، خضع مصيلحي لعملية جراحية ناجحة لاستئصال الورم، وبعدها استعاد بعضاً من نشاطه وحيويته. بمناسبة نجاح العملية، قرر الاحتفال بذبح عجل وتوزيع اللحوم على الفقراء، كإشارة إلى امتنانه للحياة وللشفاء.
عودة المرض من جديد
لكن، لم تستمر فرحة الشفاء طويلاً. بعد فترة قصيرة، واجه أشرف مصيلحي تحديًا نفسيًا جديدًا بعد وفاة والدته، مما أدخله في حالة من الحزن العميق. هذا الحزن أدى إلى إصابته بجلطة قلبية، وما زاد الأمر سوءًا أن الورم عاد مجددًا وبشراسة أكثر من ذي قبل، ليبدأ فصلًا جديدًا من المعاناة.
التدهور الصحي والعزلة
مع تدهور حالته الصحية بشكل تدريجي، بدأ الفنان يفقد وعيه تدريجيًا، وتراجعت حالته الجسدية والنفسية. خلال هذه الفترة، اختفى عن الأنظار وابتعد عن الحياة الاجتماعية والإعلامية. ورغم محاولاته المستمرة للعلاج، لم يطرأ أي تحسن، مما دفع أسرته لتجهيز غرفة رعاية صحية شاملة في منزله، حيث تلقى الرعاية الطبية حتى اللحظات الأخيرة من حياته.
ترك بصمة فنية
في لحظة فارقة من حياته، فقد الفنان الكبير وعيه بشكل كامل، وودّع عالمنا في منزله وسط أسرته ومحبيه. برحيله، ترك خلفه إرثًا فنياً لا يُنسى، من أعمال سينمائية وتلفزيونية راسخة في ذاكرة المشاهدين. تميّز مصيلحي بأدواره المؤثرة التي تنوعت بين الدراما الاجتماعية والأكشن، وقد عرفه الجمهور بشخصياته المتنوعة التي جسدت معاناة الطبقات المختلفة في المجتمع
بجانب مسيرته الفنية، كان أشرف مصيلحي إنسانًا ذو قلب رحيم، إذ لم يتردد في مساعدة المحتاجين والقيام بأعمال خيرية. كان للفنان دور في تعزيز قيمة الإنسانية من خلال أفعاله بعيدًا عن الأضواء، ومنها ما فعله بعد نجاح عمليته الجراحية عندما قام بذبح عجل وتوزيع لحمه على الفقراء.
نهاية الرحلة
رغم التحديات الصحية والمعاناة، ظل أشرف مصيلحي مثالًا للفنان الذي يواجه الحياة بإصرار. فرحيله لم يكن مجرد فقدان لفنان موهوب، بل فقدان لإنسان متميز جسّد معاني الصمود في وجه المرض والألم. ترك وراءه ليس فقط أعماله الفنية، بل درسًا في الصبر والإيمان.