الطريق إلى السلام بأوكرانيا.. هل يفرض ترامب «نموذج القنفذ»؟
يركز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على تتر نهاية الحرب في أوكرانيا، على نقيض سلفه جو بايدن الذي تمسك خلال ولايته بدعم الأخيرة عسكريا.
ومنذ فترة طويلة، أكد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نيته دفع موسكو وكييف إلى طاولة المفاوضات.
وبعد أسابيع من فوزه، عين ترامب، كيث كيلوغ، مبعوثًا خاصًا لروسيا وأوكرانيا، مما يؤكد الأولوية التي سيعطيها هو وإدارته لإنهاء الحرب التي اندلعت في فبراير/شباط 2022.
وقد يؤدي التحول الجذري في النهج الأمريكي تجاه الحرب إلى إحياء المفاوضات التي كانت خاملة منذ أبريل/نيسان 2022، حين أجرت روسيا وأوكرانيا عدة جولات من المحادثات شخصيًا وعبر الإنترنت.
ورغم وضع إطار للسلام هو "بيان إسطنبول" في ذلك الوقت، إلا أنه لم يتم الانتهاء من الاتفاق أبدًا وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية.
ووفق المصدر ذاته، فإن الشرط الأساسي الحاسم لنجاح المفاوضات هو تحديد نهاية اللعبة، بدلا من سياسة بايدن التي رفضت تحديد هدف أمريكي للحرب واختارت دعم أوكرانيا "طالما استغرق الأمر".
ورغم أنه قد يكون من المحرج بالنسبة لواشنطن إعلان النتيجة المرجوة لصراع لا تشارك فيه مباشرة، لكنها فعلت ذلك أكثر من مرة مثلما حدث في اتفاقات دايتون للسلام عام 1995 التي أنهت حروب البلقان أو في "خريطة الطريق" التي اقترحها الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أو في رؤية بايدن لحرب غزة.
وينبغي لأي خطة أن تتضمن 4 سمات رئيسية هي اتفاق لوقف إطلاق النار مصمم جيدا، وضمان أمن أوكرانيا بعد الحرب، وطريقة لتوفير المساءلة عن هجمات روسيا، وتدابير لاستقرار العلاقات الروسية الغربية.
"نموذج القنفذ"
لتجنب تجدد القتال، يجب أن تتضمن مبادرة السلام الأمريكية تدابير لردع روسيا، وطمأنة أوكرانيا، وتقديم الحوافز لكلا الجانبين للحفاظ على وقف إطلاق النار وهو ما تحققه الضمانات الأمنية لأوكرانيا.
وسواء حصلت أوكرانيا على ضمانات أمنية خارجية أو لا فستحتاج إلى رادع مستقل في شكل قوات مسلحة قوية.
ووفق المجلة، وضعت إدارة بايدن والعديد من حلفاء حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الأساس لتزويد أوكرانيا بالتدريب اللازم ونقل الأسلحة والتعاون الاستخباراتي لإنشاء هذا الرادع، لكن شركاء كييف عليهم التفكير في أفضل السبل لتسليحها لضمان السلام المستدام.
ويجب على الحلفاء تمكين أوكرانيا من تبني "نموذج القنفذ" للدفاع وهذا يستلزم مساعدتها في تطوير قوة مُحسَّنة للدفاع عن الأراضي التي تسيطر عليها.
إشراك روسيا
سيتطلب إنهاء القتال أكثر من مجرد أوامر من رئيسي البلدين فمن ناحية، حجم الجبهة غير عادي ويطرح تحديات خاصة مع الأخذ في الاعتبار المناطق غير المتنازع عليها على طول حدود أوكرانيا مع بيلاروسيا وروسيا، فضلاً عن خط التماس في أوكرانيا وهو ما يجعل الجبهة تمتد لمسافة 1200 ميل تقريبًا.
وتتطلب مراقبة هذا الخط تتطلب عشرات الآلاف من قوات حفظ السلام، وهو أمر مستحيل حتى لو وافق عليه الجانبان لكن من الممكن الاستفادة من الأنظمة وأجهزة الاستشعار غير المأهولة لإنشاء نظام مراقبة فعال وهو ما يتطلب إشراف طرف ثالث لتقييم المعلومات والتحكيم في النزاعات.
ولابد من بناء آليات المساءلة لضمان تحمل تكلفة الانتهاكات وتصميم منطقة منزوعة السلاح مع حدود واضحة للانتشار على الجانبين لتجنب عيوب اتفاقيات مينسك في 2014 و2015، ولابد أن تدفع روسيا تكاليف دائمة للحرب.
وستحتاج روسيا بعض الحوافز الإيجابية مثل التأكيد على بقاء أوكرانيا غير منحازة وعلى عدم نشر القوات والبنية الأساسية الأجنبية في أراضيها، وعلى إمكانية التوصل إلى تفاهمات متبادلة حول حدود المساعدات العسكرية الغربية.
التواصل هو المفتاح
بالإضافة إلى تحديد العناصر الرئيسية للتسوية، تحتاج الولايات المتحدة إلى خطة للوصول إلى هدفها، والخطوة الأولى هي أن تبدأ واشنطن حوارًا مع كييف والحلفاء حول نهاية اللعبة، وهي القضية التي ينظر إليها كبار المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين باعتبارها مسألة ثانوية.
والخطوة التالية هي فتح قنوات الاتصال مع روسيا. فمنذ بداية الحرب لم يكن هناك حوار منتظم بين موسكو والعواصم الغربية الرئيسية ولكي تنجح المفاوضات يجب أن يتم تبادل وجهات النظر، لذا يمثل تعيين ترامب لكيلوج فرصة كبيرة وقد يقنع بوتين بتعيين نظير روسي.
عام وليس يوم
مع الاستعداد لإطلاق المفاوضات، هناك العديد من الأمور التي يجب تجنبها مثل إدارة توقعات الجمهور والحكومات المعنية، فربما كان وعد ترامب بإنهاء الحرب فورا، طموحا.
ومثل العديد من المحادثات السابقة، من المرجح أن تفشل المحاولات الأولية للمفاوضات، وسيكون المسار طويلا ويتطلب الكثير من الوقت والاهتمام رفيع المستوى من جانب واشنطن وحلفائها وقد يستغرق نحو عام.
رؤية واضحة
ومن بين المخاطر الأخرى استخدام الإنذارات النهائية لإجبار الجانبين على قبول اتفاق.
وقد دعا بعض المقربين من ترامب إلى استخدام المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا كأداة ضد أي طرف يثبت عناده فإما بالتهديد بزيادة المساعدات لكييف للضغط على روسيا أو بقطعها إذا رفضت أوكرانيا تقديم تنازلات.
وقد يأتي ذلك بنتائج عكسية ومن الضروري إشراك أوكرانيا في المحادثات، لأنها تستطيع إفشال أي صفقة تجدها غير مقبولة.
aXA6IDEzLjU5LjIxNy4xIA== جزيرة ام اند امز