مرضى يسمعون أصوات أجسادهم.. جراحات متقدمة تنهي الأعراض المزعجة

نجح فريق من الباحثين بجامعة كاليفورنيا في تطوير تقنيات جراحية لعلاج حالة نادرة تجعل المرضى يعانون من سماع أصوات أجسادهم الداخلية مثل تدفق الدم وحركة العضلات، وهي حالة تُعرف باسم "متلازمة ثقب القناة الهلالية العلوية".
وحدد الباحثون في الدراسة المنشورة بـ"مجلة جراحة المخ والأعصاب"، أن هذه المتلازمة تتفرع إلى نوعين رئيسيين، وهما "التآكل الواضح" و"التآكل القريب"، ويعاني المرضى في كلتا الحالتين من أعراض متشابهة، ولكن نتائج الجراحة والعلاج تختلف بشكل واضح بينهما.
كيف يسمع المرضى أصوات أجسادهم؟
ومتلازمة ثقب القناة الهلالية العلوية تحدث بسبب وجود خلل في العظم الذي يغطي القناة الهلالية العلوية في الأذن الداخلية، مما يؤدي إلى تشويه التوازن والسمع، وهذا الثقب أو الضعف يؤدي إلى سماع المرضى أصوات أجسامهم مثل دقات القلب أو حركة العين بشكل مفرط وغير طبيعي.
ويوجد نوعان لتلك المتلازمة، هما التآكل الواضح، والذي يتميز بوجود ثقب واضح في كبسولة الأذن، والتآكل القريب الذي يتمثل في ضعف بسيط أو ترقق في العظم دون حدوث ثقب كامل.
وخلال الدراسة التي شملت أكثر من 421 حالة تم علاجها جراحيا بين عامي 2011 و2022، تم تقييم النتائج السمعية والأعراض قبل وبعد الجراحة باستخدام نماذج تحليلية متعددة المتغيرات.
النتائج السريرية والعلاجية
أظهرت النتائج أن المرضى الذين يعانون من التآكل الواضح كانوا يعانون من فجوة سمعية أكبر في الترددات المنخفضة مقارنة بالمرضى الذين لديهم تآكل قريب، إلا أن الجراحة ساهمت في تحسين هذه الفجوة لدى كلا النوعين.
وعلى الرغم من التشابه في الأعراض قبل الجراحة بين المرضى في كلا المجموعتين، فإن المرضى الذين يعانون من التآكل الواضح أبلغوا عن معدلات أعلى من الدوار وفقدان السمع بعد الجراحة، بينما كانت معدلات التحسن في الأعراض مثل سماع الصوت الداخلي المزعج وفرط السمع متقاربة في كلا النوعين.
تطورات العلاج الجراحي
وتشير الدراسة إلى أن الجراحة، رغم أنها تحمل بعض المخاطر مثل الدوار المستمر وفقدان السمع، إلا أنها قدمت فوائد كبيرة للمرضى. ففي حالات التآكل الواضح، لوحظ تحسن كبير في الفجوة السمعية بعد الجراحة، رغم بقاء بعض الأعراض مثل الدوار، أما في حالات التآكل القريب، فقد كانت النتائج الجراحية أقل تعقيدا، مع تحقيق تحسين ملحوظ في السمع وأعراض أخرى دون ظهور مشاكل كبيرة بعد العملية.
وبفضل هذه الجراحات المتقدمة، بات المرضى الذين يعانون من هذه المتلازمة النادرة يتمتعون بأمل جديد في تحسين نوعية حياتهم والتخلص من الأعراض المزعجة التي تؤثر على حياتهم اليومية، ويأمل الباحثون في تطوير تقنيات علاجية أكثر فعالية لزيادة نسبة النجاح وتقليل الأعراض الجانبية ما بعد الجراحة.
aXA6IDMuMTMzLjEyMi4yMzUg جزيرة ام اند امز