باتريك هولدن في COP29.. مسيرة كفاح بطل صندوق الغذاء المستدام
يشارك باتريك هولدن مؤسس صندوق الغذاء المستدام في الدورة الـ29 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 29) في باكو.
ويعتبر باتريك هولدن هو مؤسس صندوق الغذاء المستدام (Sustainable Food Trust)، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى تعزيز النظم الغذائية المستدامة حول العالم، وتتمثل مهمتها في العمل على المستوى الدولي لتسريع التحول نحو أنظمة غذائية وزراعية أكثر استدامة.
- رئيس COP29: أشكر الدكتور سلطان الجابر وفريقه لتعاونهم
- الغارديان: مؤتمر COP29 يستكمل مسيرة COP28 في حسم قضية التمويل المناخي
يشتهر هولدن بمساهماته في مجال الزراعة المستدامة، وقد كان له دور كبير في الدفع نحو تغيير طرق الإنتاج الغذائي بما يتماشى مع البيئة وصحة الإنسان.
نشأته
ولد باتريك في برينتري إسيكس، وكان والده طبيبا، وكانت أسرته تعيش في لندن بشكل أساسي، ولكنها انتقلت إلى الريف لمدة عام حيث اكتشف شغفه بالطبيعة.
كان يقضي معظم وقته في الهواء الطلق، ويحفر البرك، ويعتني بحيواناته الأليفة العديدة بما في ذلك الضفادع، والسمندل، والطيور.
دراسته
أنهى باتريك دراسته في المدرسة، لكنه لم يلتحق بالجامعة مطلقا، بل أمضى فترة في خدمة المجتمع قبل دراسة الزراعة الحيوية في كلية إيمرسون، استعدادا لمهنته الزراعية.
وبعد دراسة الزراعة الحيوية الديناميكية في كلية إيمرسون، أنشأ مزرعة مجتمعية مختلطة في ويلز عام 1973، وتعد أقدم مزرعة ألبان عضوية راسخة في ويلز.
وتنتج في أوقات مختلفة: القمح لإنتاج الدقيق الذي يباع محليا، والجزر والحليب من قطيع من 85 بقرة ألبان في أيرشاير، والذي يحوله ابنه سام الآن إلى جبن شيدر في مزرعة واحدة.
الخلفية المهنية
عندما كان في العشرين من عمره، انضم باتريك إلى عائلته في بالو ألتو بكاليفورنيا بينما كان والده في إجازة في جامعة ستانفورد.
كان للوقت الذي قضاه في كاليفورنيا تأثير كبير عليه وكان مصدر إلهام لمشروعه الزراعي "العودة إلى الأرض".
كان هناك بالفعل تصور واسع النطاق في الستينيات بأن أواخر القرن العشرين يواجه مزيجا من الانفجار السكاني البشري بالإضافة إلى أزمة بيئية، مما دفع باتريك إلى الاعتقاد بأن العالم على وشك الانهيار البيئي والاجتماعي.
وعند عودته إلى المملكة المتحدة، انتقل باتريك وخمسة من أصدقائه إلى مزرعة نائية في غرب ويلز حيث أسسوا مجتمعا مكتفيا ذاتيا.
ومع تفكك المجتمع تدريجيا، بقي باتريك وزرع نفس الأرض منذ ذلك الحين، بمجرد أن بدأت المزرعة في العمل، شعر باتريك بالإحباط لعدم وجود حركة منظمة لمنتجي الأغذية العضوية، لذلك دعا إلى اجتماع للمزارعين العضويين الرائدين مما أدى إلى إنشاء منتجي الأغذية العضوية البريطانيين الذين اندمجوا لاحقًا مع جمعية التربة.
وخلال الثمانينيات، كان باتريك أيضًا مشاركًا بشكل مركزي في تطوير المعايير العضوية بما في ذلك أول معايير العالم لإنتاج الألبان.
وكان رئيسًا مؤسسًا لجمعية المزارعين العضويين البريطانيين في عام 1982، قبل أن ينضم إلى جمعية التربة، حيث عمل لمدة 20 عامًا تقريبًا، وخلال هذه الفترة قادت المنظمة تطوير المعايير العضوية وسوق الأغذية العضوية.
وتحت قيادة باتريك في جمعية التربة، نمت الجمعية الخيرية من خمسة إلى أكثر من 200 موظف، وارتفع الدخل من 200 ألف جنيه استرليني إلى 10 ملايين جنيه استرليني ونمت مبيعات المنتجات العضوية في المملكة المتحدة من أقل من 10 ملايين جنيه استرليني إلى 2.5 مليار جنيه استرليني.
وتتضمن دعوته إلى التحول العالمي الكبير نحو أنظمة غذائية أكثر استدامة الآن السفر الدولي والبث الإذاعي المنتظم والمحادثات في المناسبات العامة.
وهو راعي جمعية الزراعة الحيوية الديناميكية في المملكة المتحدة وحصل على وسام CBE لخدماته في مجال الزراعة العضوية في عام 2005.
وقبل تأسيس صندوق الغذاء المستدام، كان باتريك هولدن معروفًا بعمله في مجال الزراعة العضوية.
وشغل عدة مناصب قيادية في الجمعيات والمنظمات التي تروج للزراعة المستدامة، أبرزها كان دوره كمدير عام لمؤسسة "بريتيش أوغانيك" (Soil Association)، وهي إحدى أكبر الجمعيات التي تدافع عن الزراعة العضوية في المملكة المتحدة.
صندوق الغذاء المستدام
تأسس "صندوق الغذاء المستدام" في عام 2011، وهو يركز على بناء وتطوير نظم غذائية تدعم الاستدامة البيئية والاجتماعية.
يعنى الصندوق بتسليط الضوء على أهمية تغيير الأنماط الغذائية التقليدية من خلال تحسين ممارسات الزراعة، وتقليل تأثيرات التغير المناخي، وتحقيق العدالة الاجتماعية في مجال الغذاء.
وتعمل المنظمة أيضًا على تعزيز الأبحاث الخاصة بالزراعة المستدامة وتوسيع المعرفة حول أفضل الممارسات الزراعية التي يمكن أن تساهم في توفير الغذاء بشكل مستدام، مع الحفاظ على التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية.
المساهمات في مجال الزراعة المستدامة
حظي باتريك هولدن بإشادة دولية لدوره الفاعل في دفع الحركات التي تروج للزراعة العضوية والمستدامة.
ومن خلال عمله، تمكن من إحداث تأثير إيجابي في السياسات العامة، وعزز الحوار حول كيفية تحسين الأمن الغذائي على المدى الطويل عبر الابتكار المستدام في الإنتاج الزراعي.
إنجازاته
كان باتريك القوة الدافعة وراء الإصلاحات واللوائح المختلفة وقدم معايير عضوية تم تنفيذها لاحقًا في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، وتقديرًا لتأثيره في هذا المجال، حصل باتريك على وسام CBE لخدماته في مجال الزراعة العضوية في عام 2005.
كما أن باتريك يعد أحد أهم الأشخاص الذين أدت إرشاداتهم إلى تبني الأمير تشارلز لتقنيات الزراعة المستدامة في مزرعته، هايجروف، حيث تنظم SFT الآن أيامًا تعليمية لتعليم الآخرين حول أهمية ممارسات الزراعة المستدامة.
المشاركة في COP 29
ونظرًا لأن باتريك هولدن، أحد أبرز المدافعين عن النظم الغذائية المستدامة، يتعاون مع العديد من الأطراف المعنية في مؤتمر COP29 لمناقشة دور الزراعة في التخفيف من التغير المناخي والتكيف معه.
وواحدة من القضايا الرئيسية التي يتم تناولها في هذه المؤتمرات هي كيفية تقليل انبعاثات غازات الدفيئة من القطاع الزراعي، والذي يعد أحد أكبر المساهمين في التغير المناخي.
ومن خلال عمله في صندوق الغذاء المستدام (Sustainable Food Trust)، قد يكون له دور في المفاوضات والمناقشات خلال المؤتمر متعلقة بتطوير سياسات تشجع على الانتقال نحو الزراعة المستدامة.
ويشمل هذا دعم الممارسات التي تساهم في الحفاظ على البيئة وتقليل انبعاثات الكربون، مثل الزراعة العضوية، واستخدام تقنيات الزراعة التي تحسن من قدرة التربة على امتصاص الكربون، وتطوير استراتيجيات لتقليل الهدر الغذائي.
aXA6IDE4LjIxOC42Mi4xOTQg جزيرة ام اند امز