"باترون" يجتاح كييف.. لماذا يشتري الأوكرانيون ملابس تحمل صورة كلب؟
محاولة أوكرانية لإذكاء الروح الوطنية لدى مواطنيها مع انخفاض آمال التوصل لحلول سلمية للحرب الدائرة ببلادهم جراء تصاعد الأوضاع الميدانية.
تلك المحاولة تجسدت في الملابس التي تحمل رسائل وطنية متعددة، والتي اجتاحت متاجر أوكرانيا، وسط إقبال "كبير" من المواطنين على شرائها وإهدائها لأصدقائهم المشاركين في مواجهة العملية الروسية.
إحدى تلك الرسائل الوطنية والتي انتشرت بشكل كبير في أوكرانيا، كانت موضة الملابس الوطنية والتي طبعت عليها صورة كلب يرتدي سترة واقية من الرصاص ويضع نظارات شمسية.
ويظهر على القمصان التي تصنّعها العلامة التجارية المحلية "جاي كوك"، الكلب "باترون" الذي قلّده الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ميداليّة في مايو/ أيار، لمكافأته على عمله في كشف الألغام.
ولفت مؤسس "جاي كوك" سيرغي فيوت إلى أنّ القمصان التي طبعت عليها صورة باترون هي "حالياً الأكثر شعبية" بين ملابس العلامة التجارية التي أطلق عليها اسم المستكشف البريطاني جيمس كوك وتصنّع ملابسها في غرب أوكرانيا.
رموز عسكرية
ويوضح رجل الأعمال الأوكراني البالغ 34 سنة أنّ "90% من الناس يختارون قمصاناً تحمل رموزا عسكرية، وهو نوع من وسائل التعبير. يريدون أن يظهروا أنّ هذا يؤثّر بهم"، مبديا سروره لرؤية مبيعات علامته التجارية ترتفع بشكل كبير.
وأشار إلى أن بين زبائنه العديد من النساء اللواتي يشترين هذه القمصان لإهدائها لأزواجهنّ أو أقارب يشاركون في القتال.
وتتجول الأم تاتيانا برفقة ابنتها الشابة داخل متجر ملابس كبير في وسط العاصمة الأوكرانية كييف حيث تنتشر الملابس المطبوع عليها صورة الكلب باترون، قائلة: "نملك الكثير من هذه الملابس"، مشيرةً إلى أنها غالباً ما تقصد المتجر لشراء ثياب مماثلة في ظل رواج الملابس الوطنية في أوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية، أواخر فبراير/شباط الماضي.
وتقول فاليريا ابنة تاتيانا "أحب باترون الصغير"، فيما تهز والدتها رأسها موافقة.
"طلاسم"
ويعرض متجر "فسي سفوي" الواقع في شارع التسوّق الرئيسي بكييف مجموعة واسعة من الملابس الوطنية.
وترتدي دمية لعرض الملابس عند مدخل المتجر قميصاً يحمل صورة صاروخ "جافلن" الأمريكي المضاد للدبابات على خلفيّة زهور مطبوعة على القماش، وهو من من تصميم علامة "سيل وير" التجارية المحلية.
وتقول ماريا ياكنيوناس (31 سنة)، وهي من مالكي "سيل وير"، إنّ هذا التصميم المُسمّى "طلاسم" هو من الأكثر رواجاً بين ملابس العلامة التجارية. تصميمه مستوحى من تقليد شعبي أوكراني منتشر بين سكان الأرياف يقضي بتعليق مناديل مطرّزة بالأزهار لدرء الشرّ.
وتضيف أنّ "صواريخ جافلان التي يتسلح بها المحاربون هي اليوم طلسم لكلّ أوكراني"، مشيرةً كذلك إلى ازدهار المبيعات. وتتبرع العلامتان التجاريتان "جاي كوك" و"سيل وير" بجزء من أرباحهما للقوات الأوكرانية.
وتسخر تصميمات أخرى من ادّعاءات الدعاية الروسية، مثل قولها إن الأوكرانيين يستخدمون الإوز والحمام المعدل وراثياً أسلحةً بيولوجيةً.
وطُبعت على قميص من تصميم "جاي كوك" حمامة بمظهر محارب تضع خوذة وحزاما للذخيرة، فيما يظهر على قميص آخر قطيع من الإوز مسلّح ببنادق.
ويقول سيرغي فيوت إنّ الروس "يعطوننا أفكاراً لرسوماتنا"، مضيفا أن الهدف هو "الاستهزاء" بادّعاءات موسكو و"التهكّم بها" .
توجيه رسالة
ومن الواضح أن الزبائن يدركون المغزى؛ فميكولا (14 عاماً) يقول إن هذه القمصان تعجبه وتعجب أصدقاءه أيضا، مشيراً الى أنها "تحمل رسالة لذلك من المهم ارتداؤها". ويضيف "قد تُرتدى كذلك لمجرد أننا أحببنا تصاميمها".
ويرتدي أنتون أولينيك، المتخصص في المعلوماتية، قميصاً أسود يحمل الرمح الثلاثي، الشعار الوطني الأوكراني. ويقول "إنني فخور ببلدي وأرغب في مشاركة شعوري مع الناس"، مشيراً إلى أنه يملك تصاميم مختلفة أخرى.
ويعرض متجر "كابسولا" الذي يلقى رواجا، ملابس ومجوهرات لمصممين أوكرانيين بلوني العلم الوطني الأصفر والأزرق.
وتقول مديرة المتجر أنّا بيريبينوس (22 سنة) "كلّ شيء بات وطنياً للغاية حاليا". وينظم المتجر فعاليات تهدف إلى تعريف الزبائن على مصممين أوكرانيين يطلقون مجموعات جديدة رغم الحرب الدائرة في بلدهم.
وبين الملابس المعروضة قميص "هودي" من تصميم العلامة التجارية "ماي إكس ماي" MY x MY تظهر عليها خريطة أوكرانيا مرفقة بجملة "مكان للسعداء".
وبين الملابس أيضا قميص من علامة "بالكوني غارمنت" طبع عليه صاروخ روسي مع رمز نووي مطبوع على خلفية حمام وزهور. كما يبيع المتجر قمصاناً تقليدية لهذه العلامة.
وتقول أنّا بيريبينوس "تصلنا طلبات كثيرة من خارج أوكرانيا، وتحديداً من أشخاص ولدوا هنا لكنهم غادروا البلاد".
وطالت موجة الموضة الوطنية مستحضرات التجميل كذلك، فتستخدم بعض النساء ظلال عيون باللونين الأصفر والأزرق، وتؤكد بيريبينوس أنّ هذه "موجة كبيرة تظهر دعم الناس لنا".
aXA6IDE4LjIyNy41Mi4yNDgg
جزيرة ام اند امز