حملة تضامن عالمية مع مؤسس «تليغرام» تندد بقمع الحريات.. الإمارات تدعم بافل وماكرون يرد
أثار اعتقال مؤسس تليغرام لدى وصوله لفرنسا صيحات استهجان وتنديد في عدة أنحاء بالعالم، وانطلقت حملة تضامن عالمية مع بافل دوروف بهدف الدفاع عن حرية التعبير.
مدّدت السلطات الفرنسية إلى الأربعاء توقيف مؤسس تطبيق تليغرام بافل دوروف الذي اعتقل في مطار باريسي يوم السبت.
وفي حين يثير توقيف مؤسس تلغرام على الأراضي الفرنسية ردود فعل دولية كثيرة، كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على منصة إكس أن الخطوة "اتّخذت في إطار تحقيق قضائي جار، وليست قرارا سياسيا. الأمر متروك للقضاة".
- تعليق رسمي من الخرجية الإماراتية
أفادت دولة الإمارات بأنها تتابع عن كثب قضية المواطن الإماراتي بافيل دوروف مؤسس تطبيق «تليغرام»، الذي ألقت السلطات الفرنسية القبض عليه في مطار بورجيه، وأنها تقدمت بطلب للحكومة الفرنسية لتقديم كافة الخدمات القنصلية له بشكل عاجل.
وأشارت وزارة الخارجية في بيان يوم الإثنين، إلى أن رعاية المواطنين وحفظ مصالحهم ومتابعة شؤونهم وتقديم كافة أوجه الرعاية لهم أولوية قصوى لدى دولة الإمارات.
وكانت وسائل إعلام فرنسية نقلت عن مصادر لم تكشف عن هويتها أن الملياردير الفرنسي الروسي دوروف، مؤسس تطبيق تليغرام للمراسلة ومديره التنفيذي، قد اعتقل في مطار بورجيه خارج باريس لدى وصوله إلى البلاد على متن طائرته الخاصة من أذربيجان، ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة اليوم الأحد.
وأسس دوروف، 39 عاما، المولود في روسيا، تليغرام مع شقيقه في عام 2013، ويحظى تطبيق المراسلة المشفرة بنفوذ كبير في روسيا وأوكرانيا وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق.
التهم المزعومة
وقال أحد المصادر إن مكتب مكافحة العنف ضد القاصرين في فرنسا أصدر مذكرة اعتقال بحق دوروف في تحقيق أولي في جرائم مزعومة تشمل الاحتيال وتهريب المخدرات والتنمر الإلكتروني والجريمة المنظمة والترويج للإرهاب. ودوروف متهم بالتقاعس عن اتخاذ إجراءات للحد من الاستخدام السيئ لمنصته. وقال أحد المحققين: "كفى من إفلات تليغرام من العقاب"، مضيفًا أنهم فوجئوا بقدوم دوروف إلى باريس وهو يعلم أنه مطلوب.
حملة تضامن
وفور الإعلان عن اعتقال دوروف، تصاعدت نبرات التنديد والاستهجان بالاعتقال المناهض لحرية التعبير. وفي موسكو، رد المشرعون الروس على تقارير اعتقال دوروف في فرنسا باستهجان كبير. وقال نائب رئيس مجلس الدوما، فلاديسلاف دافانكوف، إنه دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تأمين إطلاق سراح دوروف. وقال على قناته على تليغرام: "قد يكون لاعتقال [دوروف] دوافع سياسية ويكون وسيلة للحصول على البيانات الشخصية لمستخدمي تليغرام. يجب ألا نسمح بذلك".
كما وصف أندريه كليشاس، رئيس لجنة القانون الدستوري في مجلس الاتحاد الروسي، تصرفات فرنسا بأنها "معركة من أجل حرية التعبير والقيم الأوروبية" في منشور ساخر على قناته على تليغرام.
وقالت السفارة الروسية في فرنسا إنها طلبت الوصول القنصلي إلى دوروف على الرغم من عدم وجود طلب من ممثليه، وفقًا لوكالة إنترفاكس.
ويوم الثلاثاء، إثر تمديد فرنسا فترة استجواب مؤسس تطبيق تليغرام بافيل دوروف، قال فياتشيسلاف فولودين رئيس مجلس النواب الروسي إن الولايات المتحدة تحاول فرض سيطرتها على تليغرام من خلال فرنسا، دون تقديم أدلة على ذلك.
وأضاف في منشور "تليغرام أحد المنصات القليلة، وفي الوقت ذاته أكبر منصة إنترنت، لا تمتلك الولايات المتحدة أي سلطة عليها".
أيضا قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الثلاثاء إن العلاقات بين روسيا وفرنسا عند "أدنى" مستوى لها بعد اعتقال باريس لمؤسس تطبيق تليغرام الملياردير بافيل دوروف مطلع هذا الأسبوع.
إيلون ماسك يتضامن مع مؤسس تليغرام
وازدادت حملة التضامن مع دوروف زخما بعدما ندد الملياردير الأمريكي "إيلون ماسك" باعتقال مؤسس تليغرام. وأكد على أهمية حماية حرية التعبير، وخاصة بموجب التعديل الأول في الولايات المتحدة، وانتقد النهج الأوروبي. وفي تعليق لاذع، قال ماسك: "نحن في عام 2030 في أوروبا، ويتم إعدام الناس بسبب إعجابهم بالميمات"، مؤكدًا قلقه بشأن الآثار الأوسع على حرية التعبير.
وكان ماسك قد اشتبك مع زعماء الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بشأن الاعتدال المتراخي في استخدام منصته، والتي تقول الشرطة والمحللون إنها استخدمت إلى جانب تليغرام لتنظيم وتأجيج أعمال الشغب اليمينية المتطرفة في ساوثبورت بالمملكة المتحدة.
وكتب المرشح الأمريكي المستقل للانتخابات الرئاسية روبرت إف كينيدي جونير الذي أعلن عن دعمه لدونالد ترامب، في منشور على إكس "الحاجة إلى حماية حرية التعبير لم تكن أكثر إلحاحا من أي وقت مضى".
تحرك روسي رسمي
في روسيا، حيث يعد تليغرام أحد أكثر شبكات التواصل الاجتماعي استخداما مع حسابات يصل عدد مشتركيها إلى مئات الآلاف، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا إن "السفارة الروسية في باريس ستبدأ العمل على الفور، كما هو معتاد" عندما يتم احتجاز مواطنين روس في الخارج.
واتهمت السفارة الروسية في فرنسا السلطات المحلية بـ"رفض التعاون" مع موسكو.
وقالت السفارة في بيان أوردته وكالة ريا نوفوستي "لقد طلبنا على الفور من السلطات الفرنسية شرح أسباب هذا الاحتجاز وحماية حقوقه والسماح بزيارة قنصلية. حتى الآن، يرفض الجانب الفرنسي التعاون في هذه المسألة".
دعم فردي
كما لقى اعتقال دوروف صيحات تنديد من مستخدمي تطبيقات التواصل الاجتماعي. وعلى موقع تليغرام، تم كتابة عريضة إلكترونية من قبل مطوري تطبيق الويب DurovCrush الذين يشعرون بقلق عميق إزاء الاعتقال غير العادل لدوروف.
وكتب الموقعون: "نحن، جنبًا إلى جنب مع الموقعين أدناه، نطالب بالإفراج الفوري عن بافيل دوروف، مؤسس Telegram، الذي تم اعتقاله ظلماً في 24 أغسطس/آب 2024، في باريس في مطار لو بورجيه. إن التهم الموجهة إليه، بما في ذلك مزاعم دعم الإرهاب وحيازة المخدرات والاحتيال وغسيل الأموال وغير ذلك، لا أساس لها من الصحة ودوافعها سياسية. إن اعتقال بافيل دوروف هو هجوم مباشر على مبادئ الخصوصية وحرية التعبير والاتصال الآمن".
وعلى موقع إكس (تويتر سابقا) كتب أحدهم: "الحكومة الفرنسية تحتجز بافيل دوروف بشكل غير قانوني خلف القضبان. إن تصرفاتها تتعارض مع حرية التعبير وحرية الفكر والخصوصية الشخصية. أعرب عن احتجاجي على هذه التصرفات واعتقد أن الحقيقة ستنتصر! الخصوصية ليست جريمة!".
وعلى وسوم #FREEDUROV و #PavelDurovFreeDom، توالت الكتابات المنددة باعتقاله. وكتب أحدهم: "في عصر أصبحت فيه الحريات الرقمية معرضة للخطر، يقف تطبيق تليغرام" بقوة من أجل حرية التعبير والخصوصية. وبفضل التشفير والوصول غير الخاضع للرقابة، أصبح منصة حيوية لملايين الأشخاص. إن الحملة القمعية في فرنسا مثيرة للقلق. دافع عن الحرية. وتساءل آخر لماذا لا يتم اعتقال مؤسس موقع فيسبوك مارك زوكربيرغ وهو المدير التنفيذي لشركة ميتا المالكة لواتساب وإنستغرام أيضا؟
مقابلة نادرة
وفي مقابلة نادرة أجريت مع المذيع الأمريكي اليميني تاكر كارلسون في أبريل/ نيسان الماضي، قال دوروف إن فكرة إطلاق تطبيق مراسلة مشفر وردت إليه بعد تعرضه لضغوط من الحكومة الروسية أثناء عمله في VK، وهي شبكة اجتماعية أنشأها قبل بيعها ومغادرة روسيا في عام 2014.
وروى أنه حاول بعد ذلك الاستقرار في برلين ولندن وسنغافورة وسان فرانسيسكو قبل اختيار دبي، التي أشاد ببيئة الأعمال فيها و"حيادها".
وأضاف أن الناس "يحبون الاستقلالية. كما يحبون الخصوصية والحرية، (هناك) الكثير من الأسباب التي قد تدفع شخصا ما إلى التحول إلى تليغرام".
وأشار في حينه أن المنصة فيها 900 مليون مستخدم.
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4xMjIg جزيرة ام اند امز