مبادرات ومعاهدات سلام.. محطات بجولات الصراع العربي الإسرائيلي
محطات تنوعت بين اتفاقيات ومعاهدات سلام، عقدتها 29 دولة بمنظمة المؤتمر الإسلامي
لا تعتبر معاهدات السلام الإماراتية والبحرينية مع إسرائيل الأولى من نوعها، وإنما شكلت محطة ضمن مسار طويل من المبادرات والتحركات الرامية إلى وقف الحرب وإقرار هدنة دائمة.
خطوات دونها التاريخ، بعضها معلن ترجم شجاعة متبنيها، وأخرى كثيرة ظلت حبيسة الغرف المغلقة والبعد الأيديولوجي الضيق للتعامل مع القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي عموما.
محطات تنوعت بين اتفاقيات ومعاهدات سلام، عقدتها 29 دولة بمنظمة المؤتمر الإسلامي، أي أكثر من نصف أعضاء المؤسسة البالغ عددهم 57، أولهم تركيا. وهو ما تستعرضه "العين الإخبارية" في السطور التالية.
الحرب والهدنة
منذ إعلان قيام إسرائيل في مايو/ أيار 1948، تراوحت العلاقات مع العالم العربي بين الحرب والهدنة.
البداية كانت بتوقيع مصر وإسرائيل، في الأول من سبتمبر/ أيلول 1975، اتفاقا يقضي بإنهاء حالة الحرب بينهما، ولاحقا، تحركت الدبلوماسية العربية عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي 3 يوليو/تموز 1978، دعا االرئيس المصري أنور السادات إسرائيل إلى مفاوضات حول انسحابها من الضفة الغربية وغزة والشطر العربي من القدس بعد فترة انتقالية لا تتجاوز خمسة أعوام.
ورغم أن دعوته لاقت رفض إسرائيليا، إلا أن المفاوضات بين الجانبين استمرت لتفضي في 17 سبتمبر/أيلول 1978 إلى توقيع اتفاق كامب ديفيد.
وفي 26 مارس/آذار 1979، وقع الجانبان معاهدة سلام في البيت الأبيض تنص على استعادة مصر سيناء كاملة مقابل سلام كامل وعلاقات دبلوماسية واقتصادية وثقافية طبيعية مع إسرائيل.
مؤتمر دولي ومفاوضات
في 20 ديسمبر/كانون الأول 1990، أعلن مجلس الأمن الدولي تأييده لعقد مؤتمر دولي بشأن النزاع العربي الإسرائيلي، ليعقد، بعد أقل من عام، أول اجتماع تفاوضي بين العرب وإسرائيل بالعاصمة الإسبانية مدريد.
وفي عام 1992، اقترحت إسرائيل إعادة قسم من الجولان إلى سوريا مقابل اتفاق سلام، وهو ما قابلته دمشق بإعلان استعدادها لسلام شامل مع إسرائيل مقابل انسحاب كامل من الأراضي العربية المحتلة.
اتفاق أوسلو 1993
اتفاق يعتبر الأول من نوعه، حيث وقعه في سبتمبر/أيلول من العام المذكور بواشنطن، الفلسطينيون بزعامة الرئيس الراحل ياسر عرفات، والإسرائيليون بقيادة رئيس الوزراء إسحاق رابين.
وتضمن الاتفاق اعترافا متبادلا بحق إسرائيل في الوجود، وبمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلة للشعب الفلسطيني، وتشكيل سلطة فلسطينية منتخبة.
عام بعد ذلك، وقع الفلسطينيون والإسرائيليون في القاهرة اتفاق تطبيق الحكم الذاتي في غزة وأريحا، وتضمن الخطوة الأولى لانسحاب إسرائيل من المنطقتين وتشكيل السلطة الفلسطينية وأجهزتها.
سلام الأردن
معاهدة سلام حملت اسم وادي عربة، وقعها العاهل الأردني الراحل الملك حسين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين. والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.
أرست المعاهدة مبادىء الاعتراف والاحترام المتبادل والتعاون الاقتصادي، وشملت بنودا تتعلق بالأمن والدفاع واحترام حدود الآخر، إضافة إلى إشراف الأردن على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس.
قطر
بعد فترة قصيرة من انتهاء حرب الخليج الأولى في 1991، أعربت قطر عن رغبتها في إعادة النظر في سياسة المقاطعة العربية لإسرائيل، بل ناقشت خيارات التعاون الاقتصادي البيني بشكل غير مباشر، وهو ما تحقق لاحقا عبر التأسيس رسميا لعلاقات بين الجانبين، وسط تكتم تفضحه التسريبات بين الحين والآخر.
وفتحت الدوحة، في 1996، مكتب تمثيل المصالح الإسرائيلية على أراضيها، لتصبح الدوحة في ذلك الحين العاصمة الخليجية الوحيدة التي سمحت بحضور مسؤول إسرائيلي دائم لديها.
المغرب العربي وجيبوتي
قطار إقامة العلاقات مع إسرائيل توقف أيضا في المغرب حين قرر وإسرائيل، نهاية سبتمبر/أيلول 1994، فتح مكاتب ارتباط بالبلدين.
ولم يمض سوى شهر واحد، قبل أن تتفق تونس وإسرائيل على فتح مكتبين للتمثيل التجاري في كل منهما.
وفي 12 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، انضمت جيبوتي إلى الركب، عقب اتفاقها مع إسرائيل على إقامة علاقات ثنائية.
ولاحقا، وتحديدا في 28 أكتوبر/تشرين الأول 1999، أعلنت موريتانيا وإسرائيل إقامة علاقات دبلوماسية ثنائية.
"أوسلو 2"
اتفاقية مرحلية حول الضفة وقطاع غزة، وقعت بواشنطن في 28 سبتمبر/أيلول 1995، وحملت اسم مدينة طابا المصرية التي شهدت محادثاتها، ثم اشتهرت لاحقا بـ "أوسلو 2".
وقسم الاتفاق المناطق الفلسطينية إلى "أ" و"ب" و"ج" تحدد مناطق حكم السلطة الفلسطينية وإسرائيل وغيره.
ثم جاء عام 2002 حاملا معه اتفاقية خارطة طريق أعدتها اللجنة الرباعية التي تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا، وركزت على إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية
aXA6IDE4LjIyNy40OC4xMzEg جزيرة ام اند امز