خبراء: السلام مع إسرائيل ينهي عزلة السودان الدولية
أشاد خبراء سودانيون بعزم الخرطوم توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، واصفين الخطوة بأنها "شجاعة وجريئة"، وتؤكد حرص السلطة الانتقالية على إنهاء عقود مع القطيعة مع العالم.
أجمع الخبراء في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية" أن السودان سار على الدرب السليم الذي يعيده إلى العالم، وينهي عزلته الدولية التي استمرت عقودا بسبب العقوبات الأمريكية والعداء مع إسرائيل.
وشددوا على أن خطوة السودان تعد امتدادا لتوقيع الإمارات والبحرين اتفاقات سلام مع إسرائيل لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، والتماسك لمواجهة التمدد التركي والإيراني.
ومع بشريات قرار رفع اسم الخرطوم من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، أعلن الرئيس دونالد ترامب، الجمعة، أن السودان وإسرائيل يوقعان اتفاق سلام في واشنطن قريبا.
وجاء الإعلان عقب محادثات سرية وعلنية بين الجانبين السوداني والإسرائيلي، بدأت عقب لقاء رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أوغندا.
وعلى نحو مفاجئ، أجرى وفد أمريكي إسرائيلي مباحثات في الخرطوم، الأربعاء الماضي، مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك، وتبدو أنها كانت حاسمة في اتفاقية السلام.
خطوة جريئة
المحلل السياسي الجميل الفاضل يقول إن السلطة الانتقالية اتخذت خطوة جريئة وشجاعة بالسلام مع إسرائيل، نظرا للتعقيدات في المشهد الداخلي الذي تتخلله تباينات ناتجة عن مواقف أيديولوجية نفسية قديمة عفى عنها الزمن، وتجاوزها الفلسطينيون أنفسهم.
وأضاف الفاضل لـ"العين الإخبارية": "هذا قرار كبير وموفق من السلطة الانتقالية بمكونيها العسكري والمدني، لكونه وضع جميع التيارات أمام الأمر الواقع، في سبيل مصلحة السودان".
ورأى أن السودان ذهب في الطريق السليم وتماشى مع واقع التحولات التي تشهدها المنطقة، والتي أفرزها بروز تحالف جديد فرضه التمدد التركي الإيراني في المنطقة.
رمزية كبيرة
واعتبر الجميل الفاضل أن السلام مع إسرائيل يحمل أهمية ورمزية كبرى، وقرار كبير يحسب للسلطة الانتقالية، نظرا لأن الخرطوم شكلت مهد مقاطعة إسرائيل بمؤتمر اللاءات الثلاث، فضلا عن موقع السودان الجغرافي في الحلف الجديد الذي سيسهم في استقرار المنطقة.
وأشار إلى أن السودان لم يخسر أي شيء من السلام مع إسرائيل بل سيحقق مكاسب، أبرزها رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب والتي تمكنه من الاندماج في المنظومة العالمية والاستفادة من برامج إعفاء الديون والحصول على منح من مؤسسات التمويل الدولية، واستئناف التحويلات المصرفية.
وشدد على أن بلاده ستستفيد أيضا من التقنيات الزراعية الإسرائيلية والتبادل التجاري وتوفيق أوضاع اللاجئين السودانيين بتل أبيب المقدر عددهم بنحو 13 ألف، وغيرها من المكاسب.
خطوات سليمة
أما المحلل السياسي الدكتور حاج حمد محمد خير، فيرى أن أساس العلاقات الدولية هو المصالح المشتركة، فأين ما وجدت ستذهب الأطراف قدما لإقامتها.
وقال محمد خير إن "السودان وإسرائيل ليس بينهما حدود مشتركة أو علاقات سابقة، ويمضيان الآن لإقامة علاقات جديدة، لذلك نشيد بالخطوات التي اتبعتها الحكومة الانتقالية".
وأضاف "الحكومة نجحت في فصل مسار العلاقة مع إسرائيل عن ملف رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، وربطت السلام مع تل أبيب بموافقة البرلمان وهذا طريق صحيح وموقف".
وتابع "أي اتفاق دولي بحاجة إلى موافقة الجهاز التشريعي، بجانب أن هناك قانونا داخليا بمقاطعة إسرائيل يحتاج إلى الإلغاء بواسطة البرلمان، فبالتالي نتوقع أن تستغرق الاتفاقية مزيدا من الوقت".
ويؤكد المحلل السياسي عمرو شعبان أن خطوة السلام ينظر إليها في سياق المصالح المتبادلة للطرفين، إذ تحرص الخرطوم على كسب ود واشنطن بعد سنوات من العداء نتيجة سياسات النظام البائد، بينما ترغب إدارة ترامب في تعزيز موقفها الانتخابي.
وقال شعبان خلال حديثه "للعين الإخبارية" إن السودان بحاجة لاستكمال رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب حتى يتسنى له الاستفادة من برامج إعفاء الديون، ودعمه من مؤسسات التمويل الدولية، وهذا سيتحقق بالسلام مع إسرائيل.
وأضاف "أيضا الخطوة تأتي استكمالا للحراك العربي للسلام مع إسرائيل الذي سبقت إليه الإمارات والبحرين من أجل تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".
aXA6IDMuMTQ5LjI1My43MyA= جزيرة ام اند امز