هل ترى كرمان نفسها حقيقة جديرة بنوبل للسلام؟
حين نقول نوبل للسلام، فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا أولئك الذين يدّعون للسلام، ويسعون حقاً للسلام بكل ما أوتوا من قوة، ومهما كلّفهم الأمر، لأنهم آمنوا بأن هذه هي رسالتهم العظيمة في الحياة التي لا يثنيهم عنها شيء، ولنا في نيلسون مانديلا مثل كبير.
ولكن لليوم لم نعرف ما الذي قدمته توكل كرمان الحائزة على نوبل للسلام.. للسلام.
يبدو تواطؤ كرمان مع النظام القطري واضحاً بشكل يُسيء لكونها داعية للسلام، ففي الوقت الذي كان على كرمان القيام بدور حقيقي لأجل أن يعمّ السلام بلدها والمنطقة العربية، كانت من المؤججين لما يسمى«الربيع العربي»، وقصتها في الدفاع عن حكم «الإخوان» في مصر شهيرة.
فتوكل التي حازت نوبل للسلام 2011 بالتقاسم مع ألين جونسون وليما غبوي لنضالهن السلمي لحماية المرأة، وحقها في المشاركة في صنع السلام، جعلت الكثيرين يشكّكون في مدى أحقيّتها لنوبل للسلام، خاصة أنها كانت مدعومة من الحكومة القطرية منذ البداية نظراً لتوجهاتها الإخوانية، وأن أكثر إنجازاتها أهمية، على ما يبدو، هو ظهورها المكثّف على «قناة الجزيرة» بعد الحراك الذي أطاح نظام علي عبدالله صالح.
يبدو تواطؤ كرمان مع النظام القطري واضحاً بشكل يسيء لكونها داعية للسلام، ففي الوقت الذي كان على كرمان القيام بدور حقيقي لأجل أن يعمّ السلام بلدها والمنطقة العربية، كانت من المؤججين لما يُسمى«الربيع العربي»، وقصتها في الدفاع عن حكم «الإخوان» في مصر شهيرة.
والأسوأ من هذا، أنّ كرمان لم تبذل جهداً لإصلاح الأوضاع في اليمن، على العكس من ذلك، فإن دورها اقتصر على الإساءة للسعودية والإمارات بشكل مستمر ومشين، متهمة البلدين برغبتهما في احتلال اليمن، بطريقة تبدو بالغة السذاجة والسطحية والببغاوية، للأكاذيب القطرية التي تسيء للسعودية والإمارات، وتقلدّها كرمان من دون أدنى موضوعية وحيادية، وهي لا ترى الدور الكبير الذي تقوم به الإمارات في اليمن على الصعد كافة لأجل المساندة والإصلاح بجوانبه كافة.
الأسئلة التي يجب أن تواجَه بها كرمان نفسها كثيرة إذا ما فكّرت، أو قررّت أن تصحّح مسارها يوماً وتكون حقاً داعية للسلام، أهم هذه الأسئلة هي:
هل ترى كرمان نفسها حقيقة جديرة بنوبل للسلام؟ وإن كان الأمر كذلك، فما الذي قدمته عملياً لأجل السلام في بلدها والمنطقة؟.
وهل ترى انضمامها لحزب الإصلاح الإخواني، و»للإخوان» بصورة عامة، بعد تجاربهم التي فشلت في كل مكان وأساءت للإسلام بشكل كبير في العالم كلّه، يخدم بالفعل سعيها للسلام؟.
كيف يمكن أن تكون داعية السلام، وهي تؤازر الحكومة القطرية التي تعدّ أكبر ممولي الجماعات المتطرفة والإرهابية والعصابات التي تقلق الناس وتنزع الأمان من الأوطان؟.
وسؤال أخير أيضاً: هل تشعر كرمان بالرضا عن الذات، ونشوة الإنجاز وهي تسيء للإمارات في كلّ وقت، وفي كلّ بلد تزوره، وترى أنّ هذا هو أقصى عمل يمكن أن تقدمه خدمة للسلام؟.
لن أجيب عن هذه الأسئلة، وسأترك الإجابة عنها لكرمان، لأكون أكثر نزاهة ومصداقية، لكن لو كنت مكانها لما توانيت - حتى ولو أخطأت الطريق يوماً- لتصحيح وجهتي، والحقيقة أنه ليس من الصعب في ظل المعطيات الراهنة تحديد الوجهة الأكثر صواباً، وذلك إذا اعتبرنا أنّ الصواب هو بلا شك طريق للسلام، الطريق الذي نسعى من خلاله لأن نعيش جميعاً بأمن وأمان واستقرار، مكفولة حرياتنا مادامت هذه الحرية لا تؤذي أحداً، ولا تتسبب بترويع الآمنين وإرهابهم، هذا إذا كنت حقاً من المؤمنين بالسلام والدعاة له، أمّا لو كان هذا مجرّد قناع لتحقيق أهداف أخرى متلبّسة إسلاماً سياسياً يرعى الإرهاب ويمجدّه، ولا يمتّ للإسلام الحقيقي بصلة، فبالتأكيد وقتها سيكون الاختيار وجهة أخرى، وطريقاً آخر غير طريق السلام.
نقلا عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة