شعار حرية التعبير و«الرأي الآخر»، الذي لم نشاهده يوماً أو نسمعه عبر الجزيرة عن حكومة الحمدين وممارساتها الساقطة.
في وقت الأزمات والتحديات، من المعروف والمتوقع أن يكون التركيز على النفس والبحث عن الحلول الناجعة والوسائل المناسبة، والعمل على تذليل المعوقات والعقبات من الأولويات، إلاّ أنّ الحكومة القطرية تظن للأسف الشديد أنّ تركيزك على غيرك، وخاصة إذا كنت ترى في الآخر خصماً، والافتراء عليه ونشر الأكاذيب و البهتان حوله سيساعدك في تحسين صورتك، وحلّ مشكلاتك الكثيرة داخلياً وخارجياً.
هذا ما تفعله السلطات القطرية بشكل دائم عبر ذراعها الإعلامية «جزيرة الظلام»، التي لم نسمعها يوماً بل مرة واحدة تتحدث عن أي عدوان أو ظلم أو انتهاك من انتهاكات السلطة القطرية، سواء داخل قطر أم خارجها، ولا تحاول إيجاد حلٍّ و ترميم انهيار أو رأب صدع بين الدوحة وجيرانها، كونها مشغولة جداًّ باختلاق الشائعات والأكاذيب ونشر الفتن عن الآخرين، وخاصة الإمارات التي تعكِّر صفو حكومة الحمدين، لا لشيء إلاّ لسعي الإمارات الدؤوب للمضي في طريق السلام والاستقرار والأمان لشعبها وشعوب المنطقة بإخلاص ومصداقية، ما يهدِّد خطط الحكومة القطرية ومساعيها في إرباك المنطقة وزعزعة استقرارها.
وكان آخر هذه الألاعيب التي تنتهجها «الجزيرة» عرضها لبرنامج وثائقي عن سجن الرزين في الإمارات، هذا البرنامج الذي يرسّخ الصورة النمطية للجزيرة منذ أمد بعيد، حيث لا أدنى اعتبار للمهنية والموضوعية والصدق والهدف السامي للإعلام، كل ذلك تحت شعار حرية التعبير و«الرأي الآخر»، الذي لم نشاهده يوماً أو نسمعه عبر الجزيرة عن حكومة الحمدين وممارساتها الساقطة، وهذه هي المفارقة والسقطة الأكبر التي جعلت «الجزيرة» بؤرة للتضليل ودعم الإرهاب في المنطقة، وتاريخها حافل بالأدلة التي يمكن للجميع الاطلاع عليها.
لا أريد الردّ على ما عُرِض في الحلقة من أكاذيب كثيرة.. أولها أن كلّ دول العالم لديها سجونها.. فلماذا الإمارات.. والتركيز عليها؟
يبدو أنّ «الجزيرة» ذاتها تنقصها الدراية الكاملة عن معتقل "بو هامور" الدموي في قطر، وتاريخه الطويل في الاعتقالات للشعب القطري! ربما لم تسمع عنه "الجزيرة" ولكنها تسمع وتتحرى عن سجن الرزين خدمة للإنسانية وحقوق الإنسان، وهو هدف "الجزيرة" الأول على ما يبدو!!
سؤال لا يحتاج إلى الكثير من البحث والذكاء، ويبدو أنّ «الجزيرة» ذاتها تنقصها الدراية الكاملة عن معتقل بو هامور الدموي في قطر، وتاريخه الطويل في الاعتقالات للشعب القطري! ربما لم تسمع عنه «الجزيرة» ولكنها تسمع وتتحرى عن سجن الرزين، خدمة للإنسانية وحقوق الإنسان وهو هدف «الجزيرة» الأول على ما يبدو!!
الغريب هنا أيضاً أنّ «الجزيرة» لم تذكر شيئاً عن الشاعر محمد بن الذيب، الذي سُجِن في سجون قطر زمناً طويلاً لأجل قصيدة كتبها!
تُرى لو كانت المعارضة القطرية مقيمة في قطر، كيف وأين سيكون حالها؟.
وحينما يتحدث السجّانون وقاهرو الحريات وناشرو الخوف والإرهاب عن سجون الآخرين، فتوقّع حلقة تخلو من أي وثائق جادّة أو شهود عيان من أهل الإمارات المخلصين، في الوقت الذي يمكنك شراء أي كان للحديث عن كل ما يتوافق وتوجهاتك السياسية، خاصة وإن كانوا أتباعاً لجماعة الإخوان الإرهابية.
حقائق كثيرة لا تعرفها «الجزيرة»، أو تعرفها و تغيّبها عن سجون الإمارات، أهمها أنّ السجون في الإمارات لا تسمى سجوناً إنما (المنشآت الإصلاحية والعقابية)، هذا المسمى الذي يعكس توجه وزارة الداخلية في دولتنا حول هذه المنشآت، باعتبارها وسيلة تسعى من خلالها لإعادة تأهيل النزلاء من كافة النواحي الفكرية والنفسية والجسدية، لعودتهم أعضاء فاعلين لأنفسهم وللمجتمع.
وتقارير الأمم المتحدة حول المنشآت الإصلاحية والعقابية في الإمارات، توضح سعي بلادنا الدؤوب لاستيفاء كافة المعايير الدولية في مراعاة حقوق النزلاء.
أحد أمثلة المراعاة الإنسانية لحقوق النزلاء هو توفير مبانٍ عصرية بمساحات واسعة، وملاعب رياضية ومسابح ومستشفيات مصغرة، ومكتبات ومشاغل مهنية تتيح للنزلاء التعلّم والعمل وتقاضي الأجر.
لماذا يا تُرى لم تذكر الجزيرة «الإنسانية» شيئاً من هذا؟! ولماذا لم تذكر في حلقتها «الموضوعية» أنّ هذه المنشآت العقابية في الإمارات تهتم حتى بمساحة الترفيه في حياة النزلاء، وأن النزيل الذي يُقلع عن التدخين ينتقل إلى عنبر يتمتع فيه ببيئة نظيفة وهواء نقي، وتزيد حصته من الرياضة والتشمس والمكالمات الهاتفية.
ترى لماذا لم تتحدث «الجزيرة» عن كلّ هذا؟ عن المساجد في المنشآت الإصلاحية والمحاضرات التوعوية والنفسية و التهذيبية فيها..وعن توفير تلفاز في كل عنبر للترفيه، تعرض من خلاله الأخبار والبرامج الدينية والرياضية والأفلام والمسلسلات حتى الساعة الحادية عشرة مساء.
ويبدو أنه فات «الجزيرة» أن تقول أيضاً إن هناك فرقاً مسرحية أفرادها من النزلاء هواة المسرح والتمثيل والتأليف، يعرضون مسرحياتهم الهادفة في المناسبات الرسمية والوطنية.
أسئلة كثيرة حول المنشآت الإصلاحية والعقابية في الإمارات على الجزيرة المعنية بحقوق الإنسان الردّ عليها.. لعلّها تقترب من النزاهة والمهنية والإخلاص يوماً!
نقلا عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة