باتت تعترف إيران مؤخراً بأن قطر داعم للإرهاب ومموّل للعناصر الإرهابية المتطرفة
الحكومة القطرية دائماً في كل مناسبة تلمِّع نوايا إيران الإرهابية، وتبرِّر موقفها مع دول الخليج حتى وإن تدخلت إيران تدخلاً صريحاً في شؤون الآخرين، بل تعدّت علاقة الصداقة وأصبحت إيران بالنسبة لقطر هي «الدولة الشريفة».
إلا أن ذلك لم يشفع لإيران، فقد باتت تعترف مؤخراً بأن قطر داعم للإرهاب وممول للعناصر الإرهابية المتطرفة، بل اعتبر بعض الإعلاميين والدبلوماسيين والسياسيين الإيرانيين أن مساندة النظام الإيراني لقطر خطوة غير صائبة وغير موفقة.
ربما لعبتها إيران صح، وأخفقت قطر بأن قوَّت علاقاتها مع إيران بشكل علني وواضح، وسارت ضد الريح في خطوة قد تجتثها من تحت الأرض وتكلفها الكثير.
سفير إيران السابق لدى الصين -هو حسين ملائك- صرح لموقع «خبر أونلاين» الإيراني بأن قطر ممول وداعم أساسي للجماعات التكفيرية في كل من سوريا والعراق، وانتقد السياسي الإيراني مصطفى عبدلي في وقت سابق سياسة بلاده في دعمها لقطر، حيث قال «لا ينبغي على إيران أن تعوّل على مواقف أمير قطر الأخيرة تجاهها، فلا يخفى على أحد دعم قطر للجماعات الإرهابية لا سيما داعش».
أما الإعلام الإيراني فقد حذر من تمويل المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني شقيقة أمير قطر، للأفلام الإيرانية واعتبروها «دولارات الإرهاب القطرية». هذه أمثلة بسيطة توضح من منظور إيراني اعترافات هامة بأن النظام القطري داعم وممول للإرهاب والعناصر المتطرفة، ولو كان بيد الشعب الإيراني لرفض رفضاً تاماً دعم بلادهم للإرهاب القطري، بالرغم من أن النظام الإيراني نفسه يسير في قارب واحد مع قطر في دعم الإرهاب، بل يوظّف إرهابه على كل من يعارضه أو يخالفه حتى مع أبناء وطنه، ويكفينا إرهاب إيران في البحرين مثلاً نعيشه كل يوم ونعاني منه.
في الوقت الذي تتهرب دولة قطر من حوارها مع المملكة العربية السعودية والدول الداعية لمكافحة الإرهاب، نجد أن الدبلوماسي حسين ملائك يرجّح دعم الحكومة الإيرانية حوارها مع المملكة العربية السعودية، حيث اعتبر ذلك من مصلحة إيران بدلاً من إصرارها على مساندة قطر في هذه الأزمة، بعد أن كشفت نواياها الإرهابية في المنطقة، حيث قال «بدلاً من دعم قطر، كان ينبغي علينا دعم سياسة المملكة العربية السعودية، ولو فعلنا ذلك لتمكنّا على الأقل من فتح حوار مع هذا البلد الذي يلعب دوراً إقليمياً أكبر، ويعد من خصوم إيران في العالم، ولتوصلنا مع الرياض إلى اتفاق لخفض العداء وإحداث توازن في العلاقات، لكن الآن أحكمنا عداءنا بالسعودية من خلال الامتياز المالي المحدود من قطر»، وتلك إشارة واضحة من دبلوماسي إيراني يؤكدها الجميع بمن فيهم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الحل في الرياض، ولكن عندما يتملك الغرور قيادات قطر، يكون الطريق إلى الرياض بعيداً لا يحقق الريادة القطرية التي تنشدها في المنطقة؛ حتى وإن أنفقت قطر آخر ريال من ميزانيتها.
الحوار الذي أجراه موقع «خبر أونلاين» الإيراني مع الدبلوماسي كان طويلاً، وبيّن حجم انتقاده للسياسة الإيرانية التي تنهجها مع دولة داعمة للإرهاب بشكل مكشوف لجميع دول العالم، حيث وجه انتقادات لوزير خارجية قطر على بعض تصريحاته، وأيضاً انتقد العلاقة التجارية بين قطر وإيران والعديد من الاستفهامات والانتقادات اللاذعة للنظام القطري، وهذا ما يجعلنا نؤكد على أن إيران لا صديق لها بينما تصرّ دولة قطر على أن ترتمي في أحضان «الشريفة» إيران، فهذه التصريحات لم تأتِ عبثاً أو من باب عشوائي، بل هي تصريحات مدروسة ومخطط لها بعدما تمكنت إيران من جر قطر إليها، فلا سبيل آخر غير إيران، بعدما تطوّقت بها من كل جانب في محاولة لصد التجاوب الإيجابي مع الدول الأربع، والمضي في طريق الإرهاب، ربما لعبتها إيران صح، وأخفقت قطر بأن قوّت علاقاتها مع إيران بشكل علني وواضح وسارت ضد الريح، في خطوة قد تجتثها من تحت الأرض وتكلفها الكثير.
نقلا عن "الوطن" البحرينية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة