التحالف مع الشيطان.. معاهدة السلام تفضح انتهازية فصائل فلسطين
السلطة الفلسطينية وفصائلها لم تدخر فرصة إلا وأثبتت فيها انتهازيتها ومتاجرتها بالقضية، بل خيانتها لأشقاء لطالموا ساندوها وما زالوا
لم يفوت العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة فرصة أو مناسبة منذ الإعلان عن توقيع بلاده معاهدة سلام مع إسرائيل، إلا وأكد أهمية تلك المعاهدة في التوصل إلى سلام عادل وشامل.
وأكد أهمية المعاهدة في دفع الجهود لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وفي المقابل لم تدخر السلطة الفلسطينية وفصائلها فرصة إلا وأثبتت فيها انتهازيتها ومتاجرتها بالقضية، بل خيانتها لأشقاء لطالموا ساندوا ودافعوا عن القضية.. وما زالوا.
ووصل الأمر بالفصائل الفلسطينية إلى التحالف مع جماعات مصنفة إرهابية في البحرين، وموالية لإيران وثبت تورطها في عمليات إرهابية خطيرة في البلاد، من بينها تفجير أنبوب نفطي، نكاية في حكومة البحرين.
اجتماعات مشبوهة
وبحسب تقارير إعلامية، فإن لقاءات جمعت، الأسبوع الماضي، في بيروت، قيادات من "حماس" و"الجهاد" و"الجبهة الشعبية" و"فتح" و"منظمة التحرير" مع جماعات إرهابية بحرينية من بينها "ائتلاف 14 فبراير" وجمعية الوفاق المنحلة.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن لقاء جمع قيادة الائتلاف الإرهابي ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، الأسبوع الماضي.
وحرض هنية خلال اللقاء على التحريض على معاهدات السلام، مشيراً إلى أنها " لن تمرّ مرور الكرام".
كما التقى هنية كذلك وفداً قيادياً من جمعية "الوفاق" البحرينية، وجرت أيضا لقاءات مماثلة مع قادة فصائل أخرى.
وائتلاف ١٤ فبراير هي جماعة موالية لإيران وَمصنفة إرهابية في البحرين، وثبت تورطها في هجمات إرهابية، من بينها تفجير أحد أنابيب النفط بالقرب من قرية بورى، بتاريخ 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 والذي يعد من الأعمال الإرهابية الخطيرة، التي استهدفت الإضرار بالمصالح العليا للبلاد وسلامة الناس، حيث كاد الأمر أن يتحول إلى كارثة.
وفي فبراير/شباط ٢٠١٨ أعلنت وزارة الداخلية القبض على مجموعة إرهابية، تتبع تنظيم ما يسمى بــ"ائتلاف 14 فبراير " الإرهابي، قامت بالتخطيط والإعداد وتفجير أنبوب قرية بورى، ودلت التحريات على أن 2 من المقبوض عليهم، تلقيا تدريبات أمنية مكثفة في إيران بمعسكرات تابعة للحرس الثوري الإيراني.
وجمعية الوفاق هي جمعية صدر حكم قضائي بحلها وتصفية أموالها "وذلك لما قامت به الجمعية من ممارسات استهدفت مبدأ احترام حكم القانون وأسس المواطنة المبنية على التعايش والتسامح واحترام الآخر، وتوفير بيئة حاضنة للإرهاب والتطرف والعنف، فضلاً عن استدعاء التدخلات الخارجية في الشأن الوطني" .
وتلك هي الجماعات التي تجتمع معها الفصائل الفلسطينية للتحريض على البحرين.
ويأتي تآمر الفصائل الفلسطينية على البحرين متماهيا مع مواقف السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس (المنتهية ولايته دستورياً في 9 يناير/كانون الثاني 2009م) التي حرضت على البحرين والإمارات منذ الإعلان عن معاهدات السلام.
وآثرت السلطة وفصائلها الارتماء في أحضان نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يناصب العرب العداء، ولم يقدم أي مكسب حقيقي للقضية الفلسطينية، والتحالف مع جماعات إرهابية موالية لإيران، بدلا من أيادي السلام والفرص الحقيقية التي وفرتها لهم معاهدات السلام التي وقعتها الإمارات والبحرين مع إسرائيل.
مفارقة شاسعة
مفارقة شاسعة بين قيادة بحرينية تسعى إلى الحل والسلام، وفصائل تسعى للتعقيد والدمار.
وعقب الإعلان عن اتفاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مكالمة هاتفية مشتركة، ١١ سبتمبر/أيلول الماضي "على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل ومملكة البحرين"، أكد العاهل البحريني خلال الاتصال "ضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل، كخيار استراتيجي، وفقاً لحل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".
مجددا، خلال كلمته أمام الأمم المتحدة، في ٢٤ سبتمبر/أيلول الماضي، أكد أن الإعلان عن إقامة العلاقات مع إسرائيل جاء انطلاقا من الحرص على أمن واستقرار المنطقة وتكريس نهج الانفتاح والتعايش.
وأضاف: "الإمارات أقدمت على خطوة شجاعة وموفقة بالتوصل إلى اتفاق سلام تاريخي مع إسرائيل".
ودعا إلى تكثيف الجهود لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
تأكيدات متواصلة من القيادة البحرينية على أولوية دعم القضية الفلسطينية، لإغلاق الطريق أمام المتاجرين بالقضية، مستفيدة في هذا الصدد بالتجرية الإماراتية.
وأكدت الإمارات مرارا أن معاهدة السلام مع إسرائيل "لن تكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف".
ولا تزال الإمارات تعمل على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، ولكنها اختارت طريقا مختلفا عن طرق سلكها العرب على مدى عقود، ولم تسهم في شيء، سوى في خسائر متلاحقة للقضية.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjc2IA== جزيرة ام اند امز