بنسلفانيا.. هل تلد الرئيس الثاني للولايات المتحدة؟
تبدو بنسلفانيا كأهم ولاية أمريكية في انتخابات 2020، من بين ولايات أخرى تشكل حجر الزاوية في طريق البيت الأبيض.
نتيجة الانتخابات الأمريكية المقررة في الثالث من الشهر المقبل، لن تحددها أوراق الاقتراع في ولايات محسوبة على الجمهوريين أو الديمقراطيين، بل مسرح التنافس الحقيقي بين المرشحين.
مسرحٌ ترسمه الولايات المتأرجحة أو ما تعرف بـswing state، حيث يسعى كلا المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن، لاستمالة الناخبين في هذه الولايات، أملا في الوصول إلى خط النهاية.
حجر الزاوية
تبدو بنسلفانيا كأهم ولاية أمريكية في انتخابات 2020، من بين ولايات أخرى تشكل حجر الزاوية في طريق البيت الأبيض.
فبعد جولة بايدن بالقطار في أربع محطات الأسبوع الماضي، وتوقف ترامب فيها خلال سبتمبر/أيلول الماضي، أصبح من الواضح أن بنسلفانيا من بين أكبر الكروت الرابحة لكلا المرشحين.
وبحسب معدل استطلاعات الرأي التي يجريها "ريل كلير بوليتكس" يتقدم بايدن في الولاية بـ5,6 نقاط مئوية عن خصمه ترامب.
لكن من أين نبعت تلك الأهمية لهذه الولاية في الانتخابات الأمريكية التي تواكبها "العين الإخبارية"؟
اسمها رسميا كومنولث بنسلفانيا، كانت مستعمرة بريطانية وهولندية قبل أن تصبح ثاني ولاية تصادق على الدستور الأمريكي.
يأتي ترتيبها الـ33 بين الولايات الأمريكية الخمسين من حيث المساحة والخامس من حيث عدد السكان، والتاسع من حيث الكثافة السكانية.
والولاية التي تتخذ منها كبرى الشركات الأمريكية مقرا لها، تحتل المرتبة السادسة من حيث أكبر ناتج محلي، في وضع يقول محللون إنها لو كانت دولة لجاءت في المرتبة الـ19 في الاقتصاد العالمي.
في ذروة الأزمة الاقتصادية التي شهدها العالم عام 2008، لم تتأثر الولاية كثيرا بتداعيات ذلك التسونامي، لكن جاءت جائحة كورونا لتسجل فيها معدلات بطالة بلغت 13٪.
يتوزع سكان بنسلفانيا على 80٪ من البيض، و26٪ من الكاثوليك، وهو ما يقف -وفق متابعين- وراء دوافع ترامب لترشيح إيمي موني للمحكمة الدستورية لوقف تحول الصوت الكاثوليكي لبايدن.
وتتمتع الولاية بتاريخ طويل كونها ذات أهمية في الانتخابات الرئاسية، حيث اختارت 20 من آخر 25 رئيسا للولايات المتحدة.
ولكي يفوز المرشح بالرئاسة عليه أن يحصل على أصوات 270 من الهيئة الانتخابية، أي الغالبية المطلقة لكبار الناخبين وعددهم 538، وهو رقم يوازي عدد أعضاء الكونجرس، بالإضافة إلى ثلاثة ناخبين كبار عن مدينة واشنطن التي لا تنتمي إلى أي ولاية.
ميول متقلبة
ومع وجود 20 صوتا انتخابيا لبنسلفانيا، يعتبرها محللون أهم ولاية في الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
رأي يشاركه بوضوح الرئيس دونالد ترامب ونائب الرئيس السابق جو بايدن، حيث قاما بعدة زيارات إلى بنسلفانيا في سبتمبر/أيلول الماضي..
وتحولت بنسلفانيا من ولاية ذات ميول جمهورية خلال معظم القرن العشرين إلى إحدى ولايات ساحة المعركة في الانتخابات، ففي الفترة ما بين عام 1992 إلى 2012، دعمت الولاية المرشح الديمقراطي في ستة انتخابات متتالية.
ومع ذلك، فقد فاز بالولاية التي يعيش فيها 12 مليونا و800 ألف شخص، المرشح الجمهوري دونالد ترامب عام 2016.
واليوم يحاول الفوز بالولاية من خلال قطع وعود بانتعاش في الاقتصاد إذا أعيد انتخابه فيها.
ومع بدء العد العكسي لإطلاق صافرة السباق نحو البيت الأبيض، يأمل بايدن أن يكون ثاني رئيس تلده ولاية بنسلفانيا، بعد جيمس بيوكانان الذي تولى المنصب في الفترة ما بين 1857 و1861.