"مساعدة الساحر".. هل تصبح موردونت رابع رئيسة وزراء لبريطانيا؟
بعد حلولها في المرتبة الثالثة بعد ليز تراس وريشي سوناك، تراود الآمال بيني موردونت مجددا هذه المرة لتكون رابع رئيسة وزراء لبريطانيا.
وبعد إعلان ليز تراس، أقصر رئيس وزراء بريطاني خدمة خلال 300 عام من التاريخ البريطاني، استقالتها أعلنت موردونت رسميًا دخولها السباق على قيادة حزب المحافظين ورئاسة الوزراء متعهدة بالفوز في الانتخابات المقبلة.
- بيني موردونت رئيسة لمجلس العموم البريطاني
- ملفات ثقيلة على طاولة رئيس حكومة بريطانيا المقبل.. من سيحملها؟
جمع شتات "المحافظين"
ويعتقد مؤيدوها أنها المرشحة الوحيدة القادرة على جمع شتات حزب المحافظين بعد حالة التشرذم التي عاناها خلال الأشهر الأخيرة من حكومة بوريس جونسون والولاية القصيرة لليز تراس التي لم تتجاوز 44 يوما.
وقالت موردونت في بيان ترشحها: "أعلن ترشحي لرئاسة حزب المحافظين ورئاسة الوزراء، لجمع شتات بلدنا، والوفاء بالتزاماتنا والفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة".
ويقول العديد من نواب المحافظين، مثل النائب روبي مور: "نحن بحاجة إلى بداية جديدة، وحزب موحد وقيادة قوية تركز فقط على المصلحة الوطنية – للوفاء بالتزاماتنا. لهذا السبب أنا أؤيد موردونت".
ورغم حلولها في المرتبة الثالثة في أغلب التوقعات خلف جونسون وسوناك، تعد موردونت الوحيدة التي يخشاها حزب العمال أكثر من غيرها، وفقا لتصريحات العديد منهم.
وأكدوا أن "السجل النظيف لرئيسة مجلس العموم مقارنة بأقرب منافسيها سيشكل أكبر تهديد لحزب العمال في الفوز بأغلبية كبيرة في الانتخابات المقبلة".
كما يعتقد نائب عن حزب العمال في شمال إنجلترا أن شعبية موردونت في مناطق شمال إنجلترا تفوق جونسون بكثير، قائلا: "لقد خبت جاذبية بوريس هنا، لكن بيني ستكون وجهًا جديدًا".
موردونت "الأسد"
هذه الشعبية تأكدت في استطلاع أجرته مؤسسة مور إن كومن أجري، الخميس، والذي طلب فيه من المشاركين وصف المرشحين الثلاثة بثلاثة حيوانات، اختار ناخبو حزب المحافظين "حيوان الكسلان" لجونسون، و"الثعبان" لسوناك، و"الأسد" لموردونت.
وأصر نواب حزب العمال في شمال بريطانيا على أن فشل جونسون في الوفاء بوعوده في القضاء على التباين الاقتصادي، بين المناطق والفئات الاجتماعية في جميع أنحاء المملكة المتحدة من شأنه أن يكلفه الأصوات، وبالنظر إلى الوضع المالي فإنه لن يتمكن من الوفاء بهذه التعهدات.
من هي موردونت؟
ولدت موردونت في توركاي، جنوب غرب انجلترا، في مارس/آذار 1973، وتقول إنها ارتبطت بالقوات المسلحة منذ يوم مولدها – حيث قالت إنها سميت باسم سفينة البحرية الملكة إتش إم إس بينيلوب.
وانضمت في بداية حياتها إلى البحرية الملكية، وعقب استقالتها خاضت الانتخابات عن حزب المحافظين في دائرة بورتسموث عام 2005، لكنها خسرت بفارق ضئيل أمام مرشح حزب العمال.
في بدايات حياتها، سافرت إلى رومانيا لمدة عام عملت خلالها في دور الأيتام والمستشفيات بعد ثورة 1989 التي أطاحت بالنظام الشيوعي لنيكولاي تشاوشيسكو.
ونسبت الفضل إلى تلك التجارب في رغبتها في الدخول إلى معترك السياسة، وعادت إلى المملكة المتحدة لدراسة الفلسفة في جامعة ريدينغ، حيث ترأست اتحاد الطلاب.
مساعدة الساحر
ولتمويل دراستها، عملت في مصنع جونسون آند جونسون وكمساعدة لساحر.
عملت لاحقًا في حملات جورج دبليو بوش الرئاسية وكانت موظفة في حزب المحافظين أثناء قيادة ويليام هيغ قبل أن تتفرع إلى قطاع الأعمال الخيرية.
تعد موردونت أحد مؤيدي الخروج من الاتحاد (بريكست)، وعمل في بداية حياتها السياسية لجعل الحزب المحافظين أكثر جاذبية للناخبين الشباب. ودخلت البرلمان للمرة الأولى عام 2010 بعد فوزها بمقعد دائرة بورتسموث نورث الانتخابية عن حزب المحافظين.
تولت حقيبة المجتمعات الصغيرة عام 2014، وباتت أول سيدة تشغل منصب وزيرة دفاع بريطانيا عام 2019.
ثم كلفتها تيريزا ماي عقب توليها السلطة عام 2016 بحقيبة وزارة شؤون الأشخاص ذوي الإعاقة، لكن بوريس جونسون أقالها بعد فترة وجيزة من توليه رئاسة الوزراء، لتأييدها منافسه جيرمي هانت خلال الصراع على قيادة الحزب عام 2019.
هاجمت جونسون في الصيف الماضي بسبب فضيحة "بارتي جيت"، والتي انتهك فيها رئيس الوزراء البريطاني قيود الحدّ من تفشي فيروس كورونا.
ووفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، فقد لعبت موردونت دورا بارزا في البرلمان، كرئيسة له، بعد وفاة الملكة إليزابيث وقادت حفل تنصيب الملك تشارلز في قصر سانت جيمس.
تحتاج موردونت للحصول على دعم ما لا يقل عن 100 من أعضاء البرلمان من حزب المحافظين بحلول ظهر غد الاثنين للبقاء في السباق، فهل ستتمكن من ذلك؟ هذا ما سيكشف عنه الغد.