"وريور كول".. البنتاجون يلاحق شبح الانتحار بصفوفه وسط انتقادات

تحقق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في معدلات الانتحار المتزايدة في صفوفه، وسط انتقادات لتأخرها في اتخاذ هذه الخطوة.

وانتقد تحليل لصحيفة "ذا هيل" الأمريكية بطء استجابة البنتاجون في تحقيقاته بشأن معدلات الانتحار المرعبة بين صفوف أعضاء الخدمة العسكرية.

وكان البنتاجون قد أعلن مؤخرا عن إنشاء لجنة لتحليل معدلات الانتحار المتزايدة والمرعبة بين عناصر الخدمة العسكرية والمحاربين القدامى.

وقال وزير الدفاع لويد أوستن، في إعلانه للجنة، إن "معدلات الانتحار بين أفراد خدمتنا ما زالت مرتفعة للغاية. لذا من الواضح أن لدينا المزيد من العمل الذي يتعيّن علينا القيام به".

وكانت بعض الحوادث الأخيرة قد أثارت انتباها وطنيا ومن بينها حالات انتحار على متن حاملة طائرات تابعة للبحرية وموجة من الوقائع في ألاسكا بين صفوف الجيش.

بيانات مأساوية

وجاءت الوفيات الأخيرة في أعقاب عام مأساوي، إذ إن تقريرا لمكتب منع الانتحار في وزارة الدفاع الشهر الماضي خلص إلى أن الجيش عانى من حالات الانتحار في عام 2021 أكثر من أي عام آخر منذ هجمات 11 سبتمبر.

وقال تحليل نشرته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية إن الإدارات المتعاقبة لم تنفق من الوقت والمال والاهتمام ما تستحقه هذه المشكلة لا سيما في حقبة ما بعد 11 سبتمبر.

وأضاف التحليل أن من يعملون مع القوات والمحاربين القدامى كل يوم، يدركون جيدا أهمية التركيز على سبل تخليصهم من عزلتهم، التي قد تكون مقدمة لميول انتحارية.

وقال مارك وارنر، عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية فرجينيا: "ما وجدناه هو أن ثلثي هؤلاء المحاربين القدامى الذين انتحروا لم يكن لهم أي اتصال بوزارة شؤون المحاربين القدامى".

وقد وجدت الأبحاث فيما بعد أنهم تعرضوا لاضطراب ما بعد الصدمة أو الإعاقة أو المشاكل النفسية التي تساهم بشكل كبير في توجيه الميول الانتحارية.

"اتصال المحارب"

وتشير الدراسات إلى أنه غالبًا ما يحدث انفصال بين أعضاء الخدمة والمحاربين القدامى عن أقرانهم، والأصدقاء، والعائلة، وأنظمة الدعم.

وتم تصميم مبادرة "وريور كول" (اتصال المحارب)، وهي مشروع تابع لمؤسسة "ترووبس فيرست فاونديشن"، لخلق اتصال أكبر من خلال إجراء بسيط ولكنه هادف.

ويدعو شعار الحملة الأمريكيين، خاصة أولئك الذين ارتدوا أو يرتدون الزي الرسمي، لإجراء مكالمة والرد على مكالمة والتحلي بالصدق. ارفع الهاتف أو حدد موعدًا وجهاً لوجه واسأل عن أداء أحد أفراد الخدمة أو المحاربين القدامى.

ويدعو منظمو الحملة إلى تنفيذ المحادثة التى قد لا تكون سهلة، لكنهم يعتقدون أنها قادرة على إنقاذ حياة، خاصة إذا تم إجراؤها بشكل معتاد.

ويقول منظمو المبادرة أن الفكرة ولدت من سنوات من التجول في القواعد العسكرية والتحدث إلى أولئك الموجودين في الخدمة، الذين يتحدثون مرارًا وتكرارًا عن أن المحادثة والشعور بالعمل الجماعي هو ما يجعلهم متصلين ويركزون على مستقبل مفعم بالأمل.

وتعمل مكالمات "وريور" على تمكين العائلات والمجتمعات من معرفة ما يجب البحث عنه -والأهم من ذلك ما يجب القيام به- قبل أن يتعرض أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء لأزمة.

في العام الماضي، قدم المشرعون الفيدراليون قرارات للاحتفال بيوم الأحد القريب من عيد الشكر باعتباره "يوم نداء المحارب الوطني".