مباراة العودة بين بايدن وترامب.. 3 أسباب للعزوف الانتخابي المتوقع
بينما تتجه أنظار العالم إلى سباق البيت الأبيض المرتقب في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل باعتباره بمثابة مباراة عودة بين الرئيس جو بايدن وسلفه دونالد ترامب، تشير التوقعات إلى عزوف عدد كبير من الناخبين الأمريكيين عن التصويت.
عزوف في انتخابات قد تكون «الأخطر »، التي يتعين فيها على الناخبين الاختيار بين استمرار الوضع الراهن أو المزيد من الإصلاحات التقدمية، إذا استعاد الديمقراطيون السيطرة على الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي، مع فوز بايدن بولاية ثانية وبين رؤية مختلفة جذريا للولايات المتحدة إذا عاد ترامب للبيت الأبيض.
ويرى البعض أن الديمقراطية الأمريكية أصبحت على المحك، وفقا لموقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي الذي طرح بعض الأسباب لغياب حماس الناخبين للإدلاء بأصواتهم.
عدم الرضا
وتقدم انتخابات هذا العام سيناريو «نادرًا» نسبيًا حيث لا يحظى أي من المرشحين بشعبية كبيرة، وقد لا يشعر بعض الأمريكيين بتأثير مباشر للرئيس على حياتهم اليومية.
ويسود شعور بعدم الرضا عن كلا المرشحين الرئاسيين بين معظم الأمريكيين. وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث في أبريل/نيسان الماضي، أن 49% من الناخبين سيغيرون كلا المرشحين إذا استطاعوا، كما تكشف استطلاعات الرأي المتتالية عن سباق متعادل بشكل أساسي على المستوى الوطني.
ومن المرجح ألا يختار الكثير من الناخبين ترامب أو بايدن إما عن طريق الإدلاء بأصوات احتجاجية لمرشحي الطرف الثالث أو البقاء في منازلهم وعدم المشاركة.
لامبالاة
لم تشهد أي انتخابات أبدا نسبة إقبال 100%، وخلال الانتخابات الستة الأخيرة منذ عام 2000، عزف ما بين ثلث إلى نصف الناخبين المؤهلين عن الإدلاء بأصواتهم، إما لأنهم اختاروا عدم القيام بذلك، أو نسوا أو مُنعوا لسبب آخر.
ومن الصعب إصدار تعميمات حول سبب عدم تصويت بعض الأمريكيين، لكن هناك بعض النظريات العامة التي يمكن تطبيقها.
إحدى هذه النظريات طرحها كتاب "The American Nonvoter" لعام 2017 وتدور حول الشعور بعدم اليقين، المدفوع بشكل خاص بأزمة وطنية مثل وباء وهو ما يلعب دورًا رئيسيًا في تحفيز الأشخاص الأقل مشاركة على التصويت.
حرب غزة
يخطط بعض الناخبين عمدًا للبقاء في منازلهم احتجاجًا على حرب غزة، وهو توجه يتبناه الناخبون اليساريون الذين كانوا سيدعمون بايدن، لكنهم غيروا مواقفهم بسبب دعم الرئيس الأمريكي لإسرائيل في حربها على غزة التي أودت بحياة أكثر من 35 ألف شخص وأسفرت عن ظروف إنسانية مزرية.
وفي الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، أدلى مئات الآلاف من الناخبين بأصواتهم "غير الملتزمين بها" للإشارة إلى استيائهم من موقف بايدن.
ويعتمد قرار بعض الناخبين على احتمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، في حين تضغط بعض الجماعات من أجل "التخلي عن بايدن" بغض النظر عما سيحدث.
ويقول هؤلاء الناخبون، وكثير منهم من المسلمين أو من الأمريكيين من أصول عربية إنهم يعرفون ماذا يعني فوز ترامب بالنسبة لهم، خاصة وأن الرئيس السابق جعل المسلمين كبش فداء لسياسته، وتعهد بشكل غامض بتوسيع ما يسمى "الحظر الإسلامي" الذي فرضه خلال ولايته الأولى ومنع دخول مواطني عدد من الدول الإسلامية.
ومع ذلك، فإنهم يستعدون للبقاء في منازلهم لأن "الإبادة الجماعية تفوق كل هذا" وفقا لتعبير عمدة ديربورن عبد الله حمود.