هل وفق أوباما في تشبيه بيريز بنيلسون مانديلا.. رؤيتان
رؤيتان متناقضتان لتشبيه الرئيس الأمريكي للرئيس الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز بالمناضل الإفريقي نيلسون مانديلا.
أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز (93 عاماً)، الذي توفي الأربعاء، مؤكداً أنه يذكره "بعمالقة القرن العشرين" مثل نيلسون مانديلا.
وقال أوباما، في خطاب تأبين بيريز أثناء المراسم الرسمية لجنازة بيريز في القدس: "ذكرني من نواحٍ عديدة بعمالقة آخرين من القرن العشرين الذين حظيت بشرف لقائهم"، مثل الملكة اليزابيث الثانية وزعيم النضال ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا.
نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي انقسموا بين رؤيتين حول تشبيه أوباما أول رئيس أسود يتولى حكم أقوى دولة في العالم لآخر الآباء المؤسسين لدولة إسرائيل حسب وصف الإعلام الإسرائيلي لشيمون بيريز بالمناضل الإفريقي نيلسون مانديلا.
رؤيتان متناقضتان للتشبيه تنطلق كل رؤية من قناعة الطرف المناصر لها ونظرته للرئيس الإسرائيلي الراحل إما على اعتباره "عدو" أو باعتباره أحد دعاة وصناع السلام.
لكن الرؤيتين اتفقتا أيضاً على أن مانديلا العظيم الزعيم الجنوب إفريقي، قدم أروع الأمثلة في التسامح والتعايش وانتهاج السلمية في مقابل دوافع الثأر والحقد، وحمى بسلميته الأقلية البيضاء العنصرية في بلاده من انتقام الغالبية السمراء، وتجاوز مانديلا عذاباته التي لاقاها لأكثر من 28 عاماً في سجون العنصرية، ليصبح أيقونة عالمية للتسامح.
الرؤية الأولى التي رفضت تشبيه أوباما (الذي بات قاب قوسين من ترك البيت الأبيض بعد انتهاء ولايته الثانية) لبيريز بنيلسون مانديلا اعتبرت بيريز "عدو" استندت إلى تاريخ الرجل الذي تنسب إليه مجازر بحق الشعب الفلسطيني واللبناني وحتى المصري؛ حيث يبرز اسم بيريز كأحد مهندسي العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ومطلق الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، والمسؤول عن مذبحة قانا جنوبي لبنان عام 1992، والكثير من الجرائم في العالم العربي.
الرؤية الثانية المخالفة التي ترى في بيريز رجل سلام أو كما وصفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي حضر جنازته "كان شريكاً في صنع سلام الشجعان"، فتستند إلى أن الرئيس الإسرائيلي الراحل أحد صناع السلام في الشرق الأوسط، وأحد مهندسي اتفاق أوسلو للسلام مع الفلسطينيين في 1993 الذي منح بفضله جائزة نوبل للسلام مع رئيس الوزراء حينذاك إسحق رابين الذي اغتيل في 1995 والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الذي توفي في 2004.
يشار إلى أن العشرات من قادة دول العالم شاركوا، الجمعة، وسط إجراءات أمنية مشددة، في القدس، في تشييع الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، الذي توفي متأثراً بإصابته بجلطة دماغية، الأربعاء، عن عمر 93 عاماً.