تسريبات بيريز.. كيف ينهي رئيس ريال مدريد الأزمة؟
أصبح فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد الإسباني، في موقف لا يحسد عليه، بعدما سُربت تسجيلات صوتية هاجم فيها عددا من رموز النادي.
وفضحت التسجيلات الصوتية التي نشرتها صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية مؤخرا عدم احترام بيريز لعدد من أساطير "الميرينجي" مثل إيكر كاسياس وراؤول جونزاليس وكريستيانو رونالدو ولويس فيجو وفيسينتي ديل بوسكي وجوتي وغيرهم.
كذلك فإن تسريبات بيريز الجديدة، والتي تعود إلى الفترة بين 2006 و2012، فضحت تطاول رئيس ريال مدريد على عدد من الإعلاميين وتدبيره بعض الأمور ضدهم.
ولأن لكل مشكلة حل مهما كانت مستعصية، فقد يجد رئيس ريال مدريد مخرجا من أزمة التسريبات، معتمدا على عدة حلول.
وفي السطور التالية تستعرض "العين الرياضية" 3 طرق يمكن أن يرد بها بيريز على أزمة التسريبات.
صفقة قوية
لم يرق لقطاع عريض من جماهير ريال مدريد تطاول بيريز على أساطير بقيمة كاسياس وراؤول ورونالدو، الهداف التاريخي للنادي، وهو ما يفقد رئيس النادي الكثير من شعبيته.
بيريز صاحب الـ74 عاما شغل منصب رئيس ريال مدريد لمدة 18 عاما على فترتين (من 2000 إلى 2006 ومن 2009 إلى الآن)، ومنذ فوزه بالانتخابات في 2009 حافظ على مقعده بالتزكية، لكن أزمة التسريبات باتت تهدد موقعه على رأس النادي الملكي.
وقد يتمكن بيريز من إصلاح ما أفسدته التسريبات بإبرام صفقة قوية خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، خاصة بعدما ارتبط "الميرينجي" بعدد من النجوم المميزين مؤخرا، على رأسهم المهاجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي نجم باريس سان جيرمان.
وحسب ما أعلنه ريال مدريد قبل أيام، فإن ميزانية التعاقدات حاليا تبلغ 112 مليون يورو، وهو مبلغ غير كاف للتعاقد مع مبابي في الوقت الحالي، لكن في الوقت ذاته قد يتمكن بيريز من استغلال رغبة اللاعب صاحب الـ22 عاما في الرحيل واللعب للريال.
وتنتظر جماهير ريال مدريد تدعيم الفريق بعناصر قوية قبل بداية الموسم المقبل، لمحو آثار خيبات الموسم الماضي، الذي أنهاه الفريق الملكي دون حصد أي لقب سواء محليا أو أوروبيا.
ظهور علني
كان للنجم البرتغالي السابق لويس فيجو نصيبا لا بأس به من إهانات بيريز حسب ما كشفت عنه التسريبات، لكن أسطورة النادي الملكي رفض تهويل الأمر، حيث قال: "في المحادثات الخاصة ربما تكون هناك تعبيرات خارج النص".
وأتم: "أتيحت لي فرصة التحدث مع بيريز بشكل شخصي، وقد اعتذر لي بالفعل، لذا فالموضوع قد أغلق بالنسبة لي".
الرد الهادئ من فيجو يشير إلى أن تلك التسريبات لم تنجح في الوقيعة بين بيريز والأشخاص المذكورين فيها، خاصة بعدما مر عليها سنوات طويلة.
كذلك فإن راؤول لا يزال مستمرا في منصبه كمدرب لفريق الرديف "كاستيا"، كما لم يعلن كاسياس استقالته من منصب نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة ريال مدريد.
وقد ينجح بيريز في إخماد حالة الجدل الناتجة عن تلك التسريبات بالاعتذار للأساطير المذكورين في تسريباته، أو الظهور العلني معهم في إشارة ضمنية لفشل الغرض منها.
خطوة للأمام
أشارت عدة تقارير صحفية إلى أن وقوف بيريز وريال مدريد خلف مشروع "دوري السوبر الأوروبي"، والدخول في حرب علنية مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" هو السبب وراء نشر تلك التسريبات، وهو ما أكده رئيس النادي الملكي في بيان رسمي لتوضيح موقفه.
وتزعم ريال مدريد مشروع دوري السوبر الأوروبي الذي أعلن 12 ناديا أوروبيا كبيرا إطلاقه في أبريل/نيسان الماضي خارج مظلة "اليويفا"، قبل أن ينهار المشروع بسبب انسحاب 9 أندية، وتبقي 3 فقط هم برشلونة ويوفنتوس بجانب الريال.
وفي حال ما إذا كان اليويفا ورئيسه ألكسندر تشيفرين متورطين في قضية تسريبات بيريز، يمكن لرئيس ريال مدريد أن يوجه ضربة مضادة عن طريق إحراز تقدم في مشروع دوري السوبر الأوروبي، خاصة أن الأندية الثلاثة المذكورة أكدت في أكثر من مناسبة أن المشروع لا يزال قائما ولم ينته.
وحسب مزاعم الأندية الثلاثة، فإن الأندية المنسحبة لم تخرج من مشروع دوري السوبر بشكل رسمي في ظل ارتباطها بشروط جزائية باهظة الثمن، كذلك فإن القضاء أوقف محاولات اليويفا لتوقيع عقوبات على ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس، مؤكدا سلامة موقفهم من الناحية القانونية.
وبهذا يمكن للأندية الثلاثة بقيادة بيريز أن تحاول إقناع المنسحبين بالعدول عن قرار الانسحاب، أو جذب أندية أخرى أقل في المستوى للمشاركة في المشروع، للرد على أزمة التسريبات من جهة، ولإعادة إحياء الفكرة من جهة أخرى.