بيريز لا يخسر.. معارك تاريخية في حياة «محارب» ريال مدريد
تحول فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد الإسباني إلى رمز وأيقونة نجاح في تاريخ كرة القدم، ويصنف لدى الكثيرين على أنه الأفضل إداريا في عالم الساحرة المستديرة.
بعيدا عن النجاح الرياضي، اختار بيريز دائما الانحياز إلى مجموعة من القرارات التي واجهت هجوما عنيفا من كيانات مختلفة، منها جماهير فريقه أنفسهم لكنه في الغالب كان يخرج فائزا.
وفاز بيريز وشريكه في مشروع دوري السوبر الأوروبي خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة، في حربهما ضد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" بشأن مشروع دوري السوبر، بعدما قررت محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي الموافقة على منح الحق لمؤسسات غير اليويفا بتنظيم البطولات.
ولم يكن أحد يتوقع أن ينجح بيريز في وقف هيمنة اليويفا وكذا الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، على تنظيم البطولات الكبرى في كرة القدم، في أمر لم يحدث منذ إنشاء أكبر اتحادين لكرة القدم في العالم.
وبالنظر إلى تاريخ بيريز قبل قضية دوري السوبر الأوروبي، يتبيّن أنه طالما نجح في تحدي الجميع والخروج فائزا.
فيغو والغالاكتيكوس
بدأ عصر إدارة بيريز لريال مدريد في يوليو/تموز 2000 وكانت الخطوة الأولى هي بناء فريق الأحلام أو "غالاكتيكوس"، الذي ضم أفضل لاعبي كرة القدم في العالم في نهاية التسعينيات ومطلع الألفية الحالية.
البداية كانت بتحدي الغريم الأزلي برشلونة وضم نجمه البرتغالي لويس فيغو المتوج بجائزة الكرة الذهبية في 2000 وأفضل لاعبي العالم في 2001 من الفيفا، والمثير أن بيريز تعهد بإتمام الصفقة علنا حتى قبل نجاحه في الانتخابات.
تسبب قدوم فيغو إلى ريال مدريد في تحوله لعدو جماهير برشلونة الأول، والتي وصفت البرتغالي بالخائن، وهاجمت وألقت عليه ثمار البرتقال والزجاجات وولاعات السجائر والهواتف المحمولة، وأطلقت في وجهه صافرات الاستهجان مع عبارات مهينة مثل "المرتزق".
لكن هذه الكراهية لم تمنع بيريز من صناعة فريقه التاريخي الذي ضم أساطير مثل البرازيلي الظاهرة رونالدو والفرنسي زين الدين زيدان والثنائي الإنجليزي ديفيد بيكهام ومايكل أوين.
روبين وشنايدر
قرر بيريز عند قدومه في فترة الولاية الثانية، الرهان على ضم أفضل لاعبي العالم وخلق "غالاكتيكوس" جديد، وبالفعل تعاقد مع البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي ريكاردو كاكا والفرنسي كريم بنزيما والإسباني تشابي ألونسو وآخرين.
لكن في المقابل كان يتوجب عليه التخلص من أكثر من لاعب، ليطيح بالنجمين الهولنديين آريين روبن وويسلي شنايدر، اللذين انتقلا لبايرن ميونخ الألماني وإنتر ميلان الإيطالي وكتبا تاريخا لا ينسى هنا وهناك.
وتسبب فشل ريال مدريد في موسمه الأول بعد هذا التحول 2009-2010، وعدم الفوز بأي لقب، وتأهل روبن وشنايدر لنهائي دوري أبطال أوروبا في توجيه انتقادات حادة لبيريز.
جمهور ريال مدريد في احتفالية تقديم الويلزي غاريث بيل لاعباً في ريال مدريد في صيف 2013 هاجم بيريز، بسبب قراره الاستغناء عن الألماني مسعود أوزيل وهو ما رد عليه رئيس النادي بالإشارة لهم بالصمت.
وبعد ضم بيل ورحيل أوزيل في صيف 2013، نجح ريال مدريد في التتويج خلال 9 سنوات بـ5 ألقاب لدوري أبطال أوروبا، منها 3 ألقاب متتالية بين 2016 و2018 وهو ما لم يتحقق في تاريخ البطولة بمسماها الحديث منذ عام 1992، لينجح الرئيس المدريدي كالعادة في كسب التحدي.
مغامرة رحيل كريستيانو رونالدو
هوجم بيريز كذلك بسبب قرار رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو هداف ريال مدريد التاريخي إلى يوفنتوس الإيطالي في صيف 2018.
واعتقد الكثيرون أن ريال مدريد لن يكون قادرا على إيجاد لاعب بديل بنفس مستوى رونالدو، وأن "الأبيض" سيعاني ولكن في غضون 4 سنوات عاد الفريق لمنصة التتويج في دوري أبطال أوروبا.
ورغم أنه بالأرقام لم يضم ريال مدريد لاعباً قادراً على سد فراغ رونالدو، لكن النادي واصل نجاحاته وبميزانيات محدودة نجح في ضم البرازيلي فينيسيوس جونيور الذي راهن بيريز عليه حين ضمه من فلامنغو في 2018، وسخر الكثيرون منه آنذاك لأنهم توقعوا التعاقد مع لاعب عالمي لتعويض "الدون".
رونالدو على الجانب الآخر، لم يتوج بدوري أبطال أوروبا منذ الخروج من ريال مدريد وعانى من الفشل في نهاية مشواره مع يوفنتوس وخلال مشواره مع مانشستر يونايتد، قبل أن يودع أوروبا كلها بالانتقال للنصر السعودي في شتاء 2023.
aXA6IDMuMTM3LjE5OC4xNDMg
جزيرة ام اند امز