دوري السوبر الأوروبي.. كيف سيغير خارطة كرة القدم في العالم؟
مثّل قرار محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي، الصادر يوم الخميس 21 ديسمبر/ كانون الأول 2023، الكثير في خارطة كرة القدم العالمية.
ووافقت محكمة العدل على السماح لشركة "A22" المسؤولة عن تنظيم بطولة دوري السوبر الأوروبي، وكذلك للأندية، بتنظيم البطولات خارج هيمنة واحتكار الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم.
الأكثر من ذلك، أن اليويفا لن يكون من حقه معاقبة برشلونة وريال مدريد صاحبي الفكرة، بالاستبعاد من دوري أبطال أوروبا، وهي عقوبة كان قد لوح بها الاتحاد الأوروبي للعبة خلال وقت سابق.
وبالتالي لن يكون هناك أي حق لليويفا أو الفيفا بحسب قرار المحكمة، في منع الأندية من إنشاء بطولات خلال الفترة المقبلة.
كيف سيغير قرار المحكمة تاريخ كرة القدم؟
سيكون لقرار المحكمة مجموعة من ردود الأفعال، أهمها تنظيم النسخة الأولى من دوري السوبر الأوروبي، ومدى اندماج الأندية معها وتحررها من سطوة اليويفا.
وتشير صحيفة "سبورت" الكتالونية في تقرير لها إلى أن النسخة الأولى من دوري السوبر قد تبدأ في 2025.
ولكن الوضع الآن اختلف، لأن اليويفا لم يعد صاحب القرار الوحيد وستكون هناك مفاوضات بين الاتحاد القاري والأندية، وهو أمر كان برشلونة أحد مؤسسي المشروع من الساعين له منذ البداية.
ووقتها ستتم مناقشة الجوائز المالية والنسب الممنوحة من حقوق البث التلفزيوني والتي ستزيد للأندية بسبب التنافسية، وهو ما كان يرفضه اليويفا في وقت الهيمنة المنفردة على القرار.
الشركة المنظمة للبطولة وصلت إلى مراحل متقدمة من المفاوضات مع 60 ناديا أوروبيا/ حيث لا تتوقف الاجتماعات والمفاوضات منذ الإعلان عن الفكرة قبل عامين ونصف من الآن.
ورغم ذلك، فإن أغلب الأندية فضلت الكشف عن رأيها النهائي بعد الاستماع إلى حكم المحكمة الصادر يوم الخميس.
تأثير عالمي
قرار محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي، يعني أن للأندية الآن في جميع أنحاء العالم الحق في تنظيم بطولات تخصها، بعيداً عن هيمنة وسطوة الاتحادات القارية والوطنية.
ولكن الأمر هنا سيرتبط بكل اتحاد قاري وما يقدمه للأندية التي يتعامل معها، ونفس الأمر يطبق على الاتحادات الوطنية وعلى الظروف الاقتصادية لكل قارة وبلد.
فكرة دوري السوبر كانت قد تحولت إلى واقع في قارة أفريقيا ولكن تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وبمسمى دوري كرة القدم الأفريقي، وبجوائز مالية مقاربة لدوري الأبطال، إذ توج صن داونز الجنوب الأفريقي بالنسخة الأولى في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ولكن السؤال هل تملك أندية في قارة أفريقيا أو آسيا القدرة على التوحد تحت قيادة ولواء واحد مثلما فعل برشلونة وريال مدريد ومناطحة أكبر اتحاد قاري أو الفيفا، بالإضافة إلى وضع المصالح المشتركة لتلك البلدان مع الفيفا، فيما يخص منحهم حق استضافة بطولات كبرى مثل كأس العالم أو غيرها.
الخوف من القرار
تشير صحيفة "إنديبندنت" البريطانية في تقرير لها إلى أن قرار المحكمة قد يتسبب في أضرار كبيرة على المدى البعيد، لأنه سيحول الأمر إلى صناعة ترفيهية تندرج تحت قواعد تخضع لها أي صناعة أخرى.
ولكن قبل ذلك فإن اليويفا كان يتعامل مع كرة القدم كمنتج ثقافي يستدعي حماية خاصة، مع الإشارة إلى صعوبة الدمج بينها كعمل تجاري ورياضة في نفس الوقت، دون وجود كيان مستقل مثل اليويفا.
وقارن التقرير بين تأثيرات قضية بوسمان الاقتصادية السلبية على كرة القدم وخلقها سوقاً مفتوحاً بالكامل ما أدى إلى عواقب لم تكن مقصودة في البداية.
وتمثلت قصة جان مارك بوسمان في رغبته للانتقال لفريق دنكيرك الفرنسي بعد نهاية عقده مع لييغ البلجيكي، الذي أصر على الحصول على مبلغ مالي كبير لتركه رغم أن العقد كان قد انتهى بالفعل.
القوانين كانت تمنح الحق للأندية في تلك الفترة بتخفيض رواتب لاعبيها وإجبارهم على اللعب مع فرق الشباب، وهو ما تعرض له بوسمان قبل أن يحصل في 15 ديسمبر/ كانون الأول 1995 على حكم لصالحه يتمثل في نقطتين أساسيتين، تحولتا لقاعدة في عالم كرة القدم الآن.
القاعدة الأولى تنص على أنه لا يحق لناد انتهى عقد لاعبه أن يطلب مقابل مالي لرحيله، والأمر الثاني السماح للأندية الأوروبية بالاعتماد على عدد لا محدود من اللاعبين المنتمين للاتحاد الأوروبي.
aXA6IDMuMTM5LjY3LjIyOCA= جزيرة ام اند امز