بالصور.."البرجامون" وجهة التقاء الفنون الإسلامية في قلب برلين

المتحف المخصص للفن الإسلامي بـ"البرجامون" هو أكبر متاحف الفن الإسلامي مساحة في أوروبا وأمريكا، ويضم نحو 93 ألف تحفة للفن الإسلامي.

في جزيرة المتاحف على ضفاف نهر شبريه في قلب العاصمة برلين، يقع أحد أهم المتاحف العامة في جمهورية ألمانيا الاتحادية، وهو متحف "البرجامون" (Pergamon Museum) الذي يضم آثاراً تاريخية من عدة حضارات تعود إلى ما يقرب من أربعة آلاف سنة قبل الميلاد.

واحدة من أبرز الحضارات التي يسلط المعرض عليها الضوء هي الحضارة الإسلامية التي خصص لها قسماً باسم "متحف الفن الإسلامي"، وذلك إلى جانب جناحي النحت، ومتحف الشرق الأدنى القديم.

شُيد المبنى في الفترة ما بين عَامّي (1910-1930) على الطراز الكلاسيكي الحديث، ولتفرده كمبنى معماري، ولما يحتوي من تحف وآثار، قررت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، إدراج المتحف ضمن قائمة مواقع التراث العالمي عام 1999.

يعتبر  المتحف المخصص للفن الإِسلامِي بـ"البرجامون" هو أَكبر متاحف الفن الإسلامي مساحة في أوروبا وأمريكا، ويضم نحو 93 ألف تحفة وأثر للفن الإِسلامي، على مر العصور من القرن الثامن إلى القرن التاسع عشر.

تروي التحف والآثار  فصولاً من ملامح الفن في الشرق، وكذلك تاريخ الزخارف الإسلامية الفريدة، والحرف اليدوية التي طوّرها المسلمون عبر تاريخهم من منحوتات عاجية، ومجوهرات ،وتحف زجاجية، وسجاد شرقي، ومخطوطات نادرة.

يعرض "البرجامون" مجموعة أثرية شهيرة من بابل وسوريا والحضارة الآرية والأشورية، بالإضافة إلى "بوابة عشتار  العريقة"، وجدران شارع الموكب الذي يعد الطريق الرئيسي لمدينة بابل التاريخية. وسبب وجود آثار بابل في برلين يعود إلى اتفاقية أبرمتها ألمانيا القيصرية مع الحكومة العثمانية عام 1899، إذ تم نقل بوابة عشتار وجدران شارع الموكب إلى برلين، حيث قام العلماء على مدى سنوات بإعادة تركيب القطع وإخراجها بالشكل الذي يتم عرضه. 

يتكون المبنى من طابقين بالإضافة إلى طابق تحت الأرض بمساحة جزئية، وفي عام 2012 بدأ مشروع ترميم يهدف إلى دمج المتحف مع متاحف أخرى على جزيرة المتاحف التي يقع بها، علاوة على بناء الجناح الرابع الذي سيضم متحف الهندسة المعمارية الأثرية من الحضارة المصرية، وهو المتوقع أن يكتمل قبل عام 2025.

تتولى إدارة المتحف مؤسسة التراث الثقافي الروسي، وهي إحدى أكبر مؤسسات العالم الثقافية في مجال حفظ الكنوز الأثرية والأعمال الفنية، ويقدم المتحف برنامجاً متجدداً لإقامة معارض خاصة بصفة مؤقتة، تهدف إلى تقديم ثقافات وحضارات متعددة بمواضيع متنوعة.

إلى جانب جناح الفن الإسلامي والشرق الأدنى، يضم المتحف أعمال تاجر التحف والفنون الأشهر في أوروبا هاينس بيرغرون (Heinz Berggruen)، كما يتضمن أعمالاً كلاسيكية عصرية لفنانين أمثال بابلو بيكاسو، جورج براك، بول كلي، ماتيس، كل هذا التنوع في المعروضات والثقافات يجعل متحف البرجامون الوجهة الأولى لعشاق المتاحف في أوروبا، ويجذب سنوياً أكثر من نصف مليون زائر.