الجينات تتحكم في جرعات لقاح كورونا
كشف باحثون عن رؤى رائدة حول كيفية تأثير التركيب الجيني على استجابة الجسم للقاحات كوفيد-19، مما يمهد الطريق لاستراتيجيات التطعيم الشخصية.
ونُشرت دراسة قادها جونكينج شيه، من مركز البحوث الطبية الحيوية بجامعة أكسفورد في مجلة "نيتشر كومينيكيشن"، ركزت على الاختلافات الجينية في جينات مستضد الكريات البيض البشرية (HLA) وتأثيرها على استجابات الأجسام المضادة الناجمة عن لقاحات كوفيد-19.
وتعد جينات مستضد الكريات البيض البشرية ضرورية لقدرة الجهاز المناعي على التعرف على المواد الغريبة ومكافحتها، بما في ذلك الفيروسات، ومن المعروف أنها تؤثر على الاستجابات للقاحات الأخرى مثل التهاب الكبد (بي) والحصبة والإنفلونزا.
ومن خلال تحليل البيانات من أكثر من 368 ألف مشارك تم تطعيمهم، مع قياس مستويات الأجسام المضادة في مجموعة فرعية مكونة من أكثر من 194 ألف شخص، أكدت الدراسة أن بعض الاختلافات الجينية، خاصة في جين (HLA-DQB106)، مرتبطة باستجابات الأجسام المضادة المحسنة للقاحات كوفيد-19.
ومع ذلك، وجد الباحثون أنه في حين أن متغير (DQB106) يعزز إنتاج الأجسام المضادة، فإنه وحده لا يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بكوفيد-19، مما يشير إلى أن مستويات الأجسام المضادة ليست سوى جزء من قصة فعالية اللقاح.
وأوضح جونكينج شيه: "تسلط النتائج التي توصلنا إليها الضوء على التفاعل المعقد بين علم الوراثة واستجابات الأجسام المضادة والحماية الواقعية ضد كوفيد-19، فنحن بحاجة إلى النظر في مدى آليات المناعة المؤثرة والأوسع نطاقا".
وحددت الدراسة أيضا وتحققت من صحة ستة أليلات إضافية(الأليل هو نسخة أو شكل بديل للجين) لجينات مستضد الكريات البيض البشرية تؤثر بشكل مستقل على استجابات الأجسام المضادة.
علاوة على ذلك، وجدوا أن التأثير المشترك لهذه "الأليلات" له علاقة بخطر الإصابة بعدوى كوفيد-19.
وباستخدام طريقة إحصائية جديدة لتوزيع الأجسام المضادة الناجمة عن لقاح كوفيد-19 بطريقة عشوائية، قدر الباحثون أن إيجابية الجسم المضاد توفر حماية بنسبة 20% تقريبا من العدوى و50% حماية من المرض الشديد، مما يؤكد أهمية العوامل المناعية الأخرى، مثل الخلايا التائية، في توفير دفاع شامل ضد الفيروس.
ويقول دانييل بريتو، المؤلف المقابل للدراسة: "هذا تقدم كبير في فهمنا للعوامل الوراثية التي تشكل استجابة الجسم للقاحات كوفيد-19، ومن خلال الكشف عن هذه الارتباطات الجينية الجديدة، نحن نقترب خطوة واحدة من تطوير استراتيجيات التطعيم الشخصية التي يمكن أن تحسن الحماية للأفراد".