بيت هيغسيث.. ترامب يهز البنتاغون بـ«المحارب القديم»
أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترامب اختيار مذيع قناة "فوكس نيوز" المثير للجدل بيت هيغسيث، لقيادة وزارة الدفاع، ما كان بمثابة مفاجأة كبيرة.
وفجر هذا الإعلان صدمة واسعة داخل وخارج "البنتاغون"، رغم أن المذيع المثير للجدل من المحاربين القدامى. فمن هو بيت هيغسيث؟
من قدامى المحاربين
على الرغم من أنه يفتقر إلى الخبرة العسكرية أو الأمنية العليا، لكن هيغسيث (44 عاما) خدم في الجيش.
وبعد تخرجه من جامعة برينستون في عام 2003، تم تكليفه كقائد مشاة في الحرس الوطني. كما خدم في الخارج في أفغانستان والعراق وكذلك في خليج غوانتانامو.
وفي وقت سابق، شغل هيغسيث منصب رئيس مجموعة "المحاربين القدامى المعنيين بأمريكا"، وهي مجموعة يدعمها المليارديران المحافظان تشارلز وديفيد كوش، وذلك وفقا لما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
وفي عام 2012، ترشح لعضوية مجلس الشيوخ في مينيسوتا دون جدوى.
وذكرت سيرته الذاتية على قناة "فوكس نيوز" أنه حصل على درجة الماجستير في السياسة العامة من كلية جون إف كينيدي بجامعة هارفارد.
مؤلف ومذيع
على مدار عقد من الزمان، كان هيغسيث مساهما في شبكة "فوكس نيوز" وشارك في تقديم برنامج "Fox & Friends Weekend".
وبفضل الظهور المتكرر لترامب في البرنامج، نجح هيغسيث في تطوير صداقة مع الرئيس المنتخب.
وفور الإعلان عن ترشيحه للمنصب، أشاد متحدث باسم قناة "فوكس نيوز" في بيان بمعرفة هيغسيث العسكرية، قائلاً إن "رؤاه وتحليلاته، وخاصة فيما يتعلق بالجيش، لاقت صدى عميقًا لدى مشاهدينا".
كما كتب هيغسيث عددًا من الكتب، العديد منها لصالح دار النشر التابعة لشبكة "فوكس نيوز"، بما في ذلك "الحرب على المحاربين: وراء خيانة الرجال الذين يبقوننا أحرارًا"، وهو الكتاب الذي أشاد به ترامب، واحتل المركز الأول في قائمة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعًا لمدة تسعة أسابيع.
ترشيح سابق
بعد فوز ترامب للمرة الأولى في الانتخابات الرئاسية 2016، تردد أنه فكر في ضم هيغسيث لإدارته، وبالتحديد لمنصب وزير شؤون المحاربين القدامى. كما فكر فيه مرة أخرى عندما واجه وزير الدفاع ديفيد شولكين انتقادات قبل إقالته في عام 2018.
وفي مقابلة على "فوكس نيوز"، قال هيغسيث إنه كان مرشحا فعلا لمنصب وزير شؤون المحاربين القدامى، لكن ترامب وجده صغيرا بعض الشئ على المهمة.
في عام 2019، حث هيغسيث ترامب على العفو عن أفراد الخدمة الأمريكية المتهمين بارتكاب جرائم حرب.
وخلال برنامجه وعبر الإنترنت، دافع هيغسيث عن قضايا العسكريين وأجرى مقابلات مع أقاربهم على قناة "فوكس نيوز"، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي أن عفو ترامب عنهم "سيكون مذهلاً".
وكانت جهود هيغسيث ناجحة، حيث أصدر ترامب في ذلك العام عفواً عن جندي كوماندوز سابق في الجيش الأمريكي كان من المقرر محاكمته في مقتل صانع قنابل أفغاني مشتبه به، بالإضافة إلى ملازم سابق في الجيش أدين بالقتل لإصداره الأمر لرجاله بإطلاق النار على ثلاثة أفغان، مما أسفر عن مقتل اثنين.
كما أمر ترامب بترقية جندي من قوات النخبة البحرية أدين بالتقاط صورة مع أسير ميت من تنظيم "داعش" في العراق.
أزمات عالمية
من المقرر أن يقود هيغسيث البنتاغون في ظل صراعات متصاعدة على جبهات متعددة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، والحرب في الشرق الأوسط وجهود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وحزب الله، وتصاعد المخاوف بشأن التحالف المتنامي بين روسيا وكوريا الشمالية.
ويعد منصب وزير الدفاع واحدا من المناصب الهامة في أي إدارة، لكنه شهد اضطرابات خلال ولاية ترامب الأولى، حيث شغل 5 رجال المنصب في السنوات الأربع التي قضاها الرئيس المنتخب في البيت الأبيض.
وكانت علاقة ترامب بقادته المدنيين والعسكريين خلال تلك السنوات محفوفة بالتوتر والارتباك والإحباط، حيث كافحوا لتهدئة أو تفسير تغريداته وتصريحاته التي تضمنت قرارات سياسية مفاجئة كما انتقده عدد من الجنرالات.
انتصار لترامب جونيور
يمثل اختيار هيغسيث انتصارًا كبيرًا لدونالد ترامب جونيور نجل الرئيس المنتخب الذي ضغط من أجل إدراج مرشحين أكثر غرابة، مثل نائب الرئيس المنتخب جي دي فانس، ورائد الأعمال في مجال التكنولوجيا الحيوية، فيفيك راماسوامي، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وتأتي اختيارات ترامب جونيور ضد رغبات الجمهوريين الذين فضلوا أن يشغل الأدوار الرئيسية في الإدارة أشخاص أكثر تقليدية، مثل وزير الخارجية السابق مايك بومبيو.
كما تؤكد السرعة المذهلة لترشيح هيغسيث على القيمة التي يوليها ترامب للشخصيات التلفزيونية التي استخدمت منصتها للترويج لأجندته.
آراء شائكة
وخلال حملة ترامب، عُرف هيغسيث بآرائه الشائكة التي تعكس الطريقة التي يمكن أن يهز بها البنتاغون فور توليه المنصب.
هيغسيث هو واحد من أبرز أنصار ترامب الذين دافعوا عن قضية التراجع عن المبادرات المصممة لتعزيز التنوع في الجيش. كما تعهد بطرد قادة الجيش والمقاتلين الذين يدعمون هذه المبادرات.
فيما تشير التعليقات السابقة لهيغسيث، الذي دعا إلى محاسبة كبار الضباط العسكريين عن إخفاقاتهم في الداخل والخارج، إلى أنه سيحاول أيضًا إدخال نوع جديد من المعايير على قيادته للبنتاغون.
aXA6IDMuMTUuMC4yMTIg جزيرة ام اند امز