اشتغال أزمة رواتب البريمييرليج وتحذيرات من كارثة مالية
رابطة اللاعبين الإنجليزية المحترفة تصدر بيانا ناريا بشأن أزمة تخفيض الرواتب وسط تحذيرات من خسائر مالية كبيرة للمسابقة.
تتواصل أزمة طلب تخفيض رواتب لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز، في ظل تقف النشاط الكروي نتيجة تفشي فيروس كورونا بالبلاد.
حالة من الشد والجذب شهدتها الكرة الإنجليزية، منذ يوم الخميس الماضي، فيما يخص هذا الأمر، حتى أن روب هاريس وهو صحفي بريطاني يعمل في وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، وصف ما يحدث بالأمر الضار بالشكل العام لمنظومة الكرة في البلاد، خاصة مع وجود حالة طوارئ بسبب وباء كورونا.
بداية الأزمة
اشتعلت أزمة مثل موجات زلزال "تسونامي" يوم الخميس الماضي، بين الحكومة البريطانية ورابطة لاعبي الأندية الإنجليزية المحترفة، بعدما دعا مات هانكوك، وزير الصحة، لاعبي البريمييرليج إلى القيام بدورهم والموافقة على خفض رواتبهم.
جوليان نايت، رئيس لجنة الرياضة والثقافة والإعلام في البرلمان البريطاني، انتقد اللاعبين، وشدد على ضرورة فرض ضريبة على الدخل الاستثنائي للأندية إذا لم تعالج ما وصفه بـ"الوضع المقيت" للاعبين الذين يحصلون على أموال طائلة بينما يتم خفض رواتب موظفين آخرين.
بدورها، أصدرت رابطة اللاعبين المحترفة بيانا أكدت فيه عدم ممانعتها خفض رواتب لاعبي الدوري الممتاز، شريطة أن يكون ذلك وفق اتفاق واضح، مع مراعاة حالة كل نادٍ على حدة، لأن هناك بعض الأندية تستطيع تحمل أجور اللاعبين والموظفين في ظل توقف النشاط وعدم وجود إيرادات، ما يعني أن ملاك تلك الفرق هم المستفيدون فقط من قرار تخفيض رواتب اللاعبين.
تساؤلات ودفاع
وإزاء تلك الضغوط المفروضة على لاعبي البريمييرليج، قررت رابطة اللاعبين الإنجليزية المحترفة، إصدار بيان جديد اليوم السبت، تستنكر فيه ما يحدث من اتهامات للاعبين بالتخاذل وعدم المشاركة المجتمعية في إجراءات مواجهة وباء كورونا، من خلال خفض رواتبهم ومنح هذه الأموال إلى المستشفيات والمنظمات الخيرية التي تعمل على مكافحة كورونا.
الجزء الأبرز في البيان، تعلق بموضوع الضرائب، حيث تشدد الرابطة على أن خفض الرواتب، يعني قلة الضرائب التي تتحصلها الحكومة من أجور اللاعبين، حيث قالت نصا: "خصم 30٪ من رواتب اللاعبين على مدى 12 شهرًا يعادل مبلغ يتخطى أكثر من 500 مليون جنيه إسترليني".
وأضافت الرابطة: "هذا الأمر يعني خسارة في المتحصلات الضريبية التي تجنيها الحكومة من مرتبات اللاعبين، تزيد على 200 مليون جنيه إسترليني، ونحن نعتقد أن هذا الأمر يؤثر بالسلب على جهود توفير الأموال اللازمة لدعم المؤسسات الصحية وبقية القطاعات الأخرى بالدولة في هذا الوقت الصعب".
وأردفت الرابطة متسائلة: "هل تم أخذ ذلك الأمر في الاعتبار حينما أعلنت رابطة البريمييرليج عن اقتراحها وطلبها للأندية، هل أخذ وزير الصحة البريطاني هذا الموضوع في الاعتبار عند مطالبة اللاعبين بالتخفيض؟ ".
وأتمت الرابطة: "رحبنا بفرصة مناقشة هذا الأمر مع رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز ويسعدنا مواصلة المحادثات، ومن أولوياتنا الانتهاء من التفاصيل الدقيقة للوصول لموقف جماعي لجميع لاعبي المسابقة، وخاصة وأن العديد من الأندية تختلف ظروفها المالية والتعاقدية، وهذا يجعل الوصول لاتفاق، يتأخر لبعض الوقت".
مبادرات فردية
في ظل تلك الخلافات الواضحة، ظهرت مبادرات فردية من عدد من قادة فرق البريمييرليج، حيث ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن هاري ماجواير، قائد مانشستر يونايتد، طلب من لاعبي الفريق تخفيض 30% من راتبهم للتبرع بها لصالح المستشفيات في مدينة "مانشستر"، وهو الأمر الذي لاقى ترحيبا من نجوم الفريق، ليقوم اللاعب بنقل هذا الطلب إلى إد ودوارد نائب المدير التنفيذي للنادي.
الصحيفة نفسها أوضحت أن جوردان هندرسون قائد ليفربول تواصل مع قادة أندية البريمييرليج لإنشاء صندوق تبرعات لصالح وزارة الصحة البريطانية لمواجهة كورونا.
التخفيض ليس كافيا
صحيفة "ميرور" البريطانية حذرت في تقرير لها من أنه حتى لو تم تخفيض أجور اللاعبين بنسبة 30% لمدة 12 شهرا بقيمة مالية تتخطى الـ500 مليون جنيه إسترليني، فإن ذلك لن يقلل الخسائر، خاصة حال تم إلغاء الموسم، وتوجيه الأموال المخفضة لرابطة البريمييرليج وليس للمستشفيات والجمعيات الخيرية.
إلغاء الموسم يعني طلب الشركات المالكة لحقوق بث المسابقات المحلية تعويضات مالية تقدر بـ762 مليون جنيه استرليني، وهو ما يعني أن المبلغ المقدر تخفيضه لن يستطيع تعويض تلك الخسارة حال اتخذ القرار بإلغاء البطولات.
فضلا عن ذلك، فإن الخسائر المالية الكبيرة بشكل عام، بحساب الحقوق التسويقية والإعلانية والتلفزيونية، ستتخطى حاجز المليار جنيه إسترليني، وهو ما يعني أن التخفيض لن يستطيع مواجهة كل تلك الخسائر، حال تم إلغاء الموسم.
aXA6IDE4LjE4OS4xODQuOTkg جزيرة ام اند امز