بعد حجز فايزر وموديرنا.. كيف تؤمن الدول النامية حصص لقاح كورونا؟
هناك 92 دولة متوسطة ومنخفضة الدخل لا تستطيع تحمل تكاليف لقاحات "كوفيد-19" وبادرت منظمة الصحة بإنشاء آليتها المبتكرة "كوفاكس".
عشرات الدول لم يحالفها الحظ بعد لحجز ما يكفي سكانها من لقاحات فيروس "كوفيد-19". أحد أهم الأسباب يعود لارتفاع أسعار الأمصال المعلن عنها في مقابل انخفاض أو تدني مقدراتها المالية، إذن كيف ستؤمن تلك البلدان لشعوبها الحصص اللازمة للتلقيح ضد كورونا؟.
هناك نحو 92 دولة متوسطة ومنخفضة الدخل لا تستطيع تحمل تكاليف لقاحات COVID-19، لذا بادرت منظمة الصحة العالمية قبل أشهرت وتعاونت مع التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع والائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة لضمان توزيع عادل لأمصال كورونا على الدول بالتساوي عبر آليتها المبتكرة "كوفاكس" COVAX.
تمويل المبادرة الدولية، التي تضمن لجميع البلدان وصولا متساويا وعادلا للقاحات، يعتمد على البلدان مرتفعة الدخل. وحتى الآن حصلت على نحو 5.1 مليار دولار أمريكي من إجمالي المبلغ الذي تعهدت به الدول المانحة.
لكن منظمة الصحة العالمية تحدثت قبل أيام عن الحاجة العاجلة إلى توفير 4.2 مليار دولار أخرى، و23.9 مليار دولار مطلوبة عام 2021، لضمان نشر اللقاحات بسرعة ودعم النظم الصحية والسير باتجاه تعافٍ عالمي حقيقي.
توزيع الأمصال
أهم أحد الأسئلة التي يطرحها الأفراد بشأن لقاحات كورونا هي كيف تخصص "كوفاكس" الجرعات لكل دولة وكيف ستوزعها بعد اعتماد الأمصال رسميا لعلاج "كوفيد-19"؟.
مبدئيا الآلية الدولية تعاقدت مع 9 لقاحات قيد التجارب السريرية الآن، وما إن يثبت أنها آمنة وفعالة وتحصل كل منها على الموافقة التنظيمية، تبدأ "كوفاكس" تخصيص الجرعات المتاحة لجميع البلدان المشاركة بنفس المعدل، بما يتناسب مع إجمالي عدد سكانها.
لكنها وضعت شرطا للمشاركين الممولين ذاتيا بعدما أتاحت لهم طلب جرعات كافية لتحصين ما بين 10-50% من سكانهم، هو عدم تلقي أي دولة جرعات تكفي تطعيم أكثر من 20% من سكانها حتى تحصل جميع البلدان على نفس الكمية.
بجانب التوزيع على البلدان، سيتم الاحتفاظ بمخزن مؤقت صغير يبلغ نحو 5% من إجمالي عدد الجرعات المتاحة جانبا لبناء مخزون للمساعدة في تفشي الأمراض الحادة ودعم المنظمات الإنسانية، على سبيل المثال لتطعيم اللاجئين الذين قد لا يتمكنون من الوصول.
اللقاحات المرشحة
تدعم "كوفاكس" نحو 9 لقاحات مرشحة لمنع تفشي كورونا مدعومة من الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة، يجري تقييمها حاليا منها 8 في مراحل التجارب السريرية بالفعل، وهي:
- لقاح إينوفيو: الولايات المتحدة (المرحلة الأولى/ الثانية)
- لقاح موديرنا: الولايات المتحدة (المرحلة الثالثة)
- لقاح كيورفاك: ألمانيا (المرحلة الأولى)
- اللقاح المشترك بين معهد باستور/ ميرك/ ثيميس: فرنسا/ الولايات المتحدة/ النمسا (مرحلة ما قبل التجارب السريرية)
- لقاح أسترازينيكا/ جامعة أكسفورد: المملكة المتحدة/أيرلندا الشمالية (المرحلة الثالثة)
- لقاح جامعة هونج كونج: الصين (مرحلة ما قبل التجارب السريرية)
- لقاح نوفافاكس: الولايات المتحدة (المرحلة الأولى/ الثانية)
- لقاح كلوفر بيوفارماسيوتيكلز: الصين (المرحلة الأولى)
- لقاح جامعة كوينزلاند/ مختبرات سي أس إل: أستراليا (المرحلة الأولى)
وحتى الآن لم تخرج نتائج اللقاحات المرشحة للنور باستثناء "موديرنا"، الذي أعلن مطوره قبل أيام عن تحقيقه نسبة فعالية 95%، بحسب نتائج مبكرة لاختبار سريري على أكثر من 30 ألف مشارك.
ورحبت منظمة الصحة بـ"الأنباء المشجعة" والتوصل للقاحات "كوفيد-19"، بعد إعلان شركتي "فايزر" و"بايونتيك" الأسبوع الماضي أيضا أن لقاحهما المطور "فعّال بنسبة 90%"، لكن الأخير غير مدرج في قائمة كوفاكس للتعاقدات.
الدول المستفيدة
في يوليو/ تموز، وافق مجلس التحالف العالمي على قائمة البلدان التي سيُقدم لها الدعم في إطار آلية التزام السوق المسبق بشأن اللقاحات، وتضمّ 92 بلدا تنقسم بين:
البلدان المنخفضة الدخل ومن بينها: أفغانستان، وأفريقيا الوسطى، وتشاد، والكونغو، وإريتريا، وإثيوبيا، وغامبيا، وغينيا، وهايتي، وكوريا، وليبيريا، ومدغشقر، ومالي، وموزامبيق، ونيبال، والنيجر، ورواندا، وسيراليون، والصومال، وجنوب السودان، وسوريا، وأوغندا، واليمن.
البلدان متوسطة الدخل ومنها: أنجولا، والجزائر، وبنغلاديش، والكاميرون، وجزر القمر، والكونغو، وكوت ديفوار، وجيبوتي، ومصر، والسلفادور، وغانا، والهند، وإندونيسيا، وكينيا، وموريتانيا، والمغرب، وميانمار، ونيجيريا، وباكستان، والفلبين، والسنغال، وسريلانكا، والسودان، وتونس، وأوكرانيا، وأوزبكستان، وفيتنام.
ومن مجموع 80 بلدا أعربت عن اهتمامها بالمشاركة في مرفق كوفاكس، وافق 43 بلداً منها على نشر أسمائها بينها: الإمارات، والسعودية، والمملكة المتحدة، وفنزويلا، والأرجنتين، وسويسرا، والبرازيل، وكندا، وفنلندا، واليونان، والعراق، وأيرلندا، واليابان، والأردن، والكويت، ولبنان، والمكسيك، ونيوزيلندا، والنرويج.