5 عقبات.. خطة "فايزر" لتخطي تحديات توزيع لقاح كورونا
أغلب الدول تحتاج لبناء شبكات تخزين ونقل آمنة قبل استيراد لقاح كورونا وهذا يطال البلدان المتقدمة التي تعاني نقصا في المجمّدات الباردة.
استيقظ العالم من نشوة مؤقتة بالفرح والانتصار لتحقيق لقاح شركتي الأدوية "فايزر"، و"بيونتك" نسبة فعالية عالية في مواجهة "كوفيد-19"، وفتح عينيه على مجموعة من الوقائع والتحديات التي تعرقل إنتاج وتوزيع المصل في أغلب الدول.
المطوران الأمريكي والألماني اللذان أعلنا أن لقاحهما قد يكون "فعالا بنسبة تزيد على 90% في وقاية من لم يصابوا بالفيروس من قبل"، كشفا أن "BNT162b2" يحتاج للتخزين في حرارة لا تقل عن 70 درجة مئوية تحت الصفر، وحقنه في غضون 5 أيام، وإلا سيواجه التلف.
إعلان الشركتين شكل صدمة لأغلب الدول التي ستحتاج إلى بناء شبكات إنتاج وتخزين ونقل آمنة، وهذا التحدي لا يقتصر على البلدان النامية التي تفتقر إلى بنية تحتية جيدة وبعضها يعاني من نقص حاد في الثلاجات.
الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة مثلا تعاني من الأمر ذاته، إذ كشفت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أنها تلقت وثائق عامة من بعض الولايات تؤكد فيها أن لديها نقصا في المجمّدات شديدة البرودة.
"العين الإخبارية" تستعرض ردود شركة فايزر على أغلب التحديات التي تواجه توزيع اللقاح ونقله لمعظم دول العالم.
تحدي البرودة
توزيع لقاح كورونا يتطلب اتباع نظام معقد ومكلف لنقله من المصانع إلى المستشفيات التي تتطلب مبردات خاصة، أو من مستودعات المطار إلى شاحنات مبردة ثم إلى نقاط التلقيح بكل دولة تتطلع لاستيراده من فايزر.
المتحدثة باسم "فايزر" كيم بينكر قالت إن الشركة تعمل عن كثب مع الحكومة الأمريكية بشأن كيفية شحن اللقاح من مراكز توزيعها في الولايات المتحدة وألمانيا وبلجيكا إلى جميع أنحاء العالم.
وكشفت أن الخطة المبدئية تشمل استخدام الثلج الجاف لنقل قوارير اللقاح المجمدة عن طريق الجو والأرض في درجات الحرارة الموصى بها لمدة تصل إلى 10 أيام، على أن يتحمل مقدمو الرعاية الصحية مسؤولية تخزين اللقاحات وإدارتها بمجرد تسليمها.
وأوضحت أنه يمكن الاحتفاظ باللقاحات في مجمد بدرجة حرارة منخفضة للغاية لمدة تصل إلى 6 أشهر، أو لمدة 5 أيام عند 2-8 درجات مئوية، وهو نوع من التبريد متاح عادة في المستشفيات، مشيرة إلى إمكانية إعادة تعبئة وحدات تخزين شركة فايزر بالثلج لفترة 15 يوما.
بينما كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن "فايزر" طورت صندوق نقل خاص بحجم حقيبة سفر، معبأ بالثلج الجاف ومثبت به جهاز تعقب (جي بي إس)، ويمكنه الاحتفاظ بنحو 5000 جرعة من اللقاح في درجة الحرارة المناسبة لمدة 10 أيام.
صناديق فايزر قابلة لإعادة الاستخدام، ومن المتوقع أن تسمح للشركة بشحن اللقاح بشكل أسرع إلى دول العالم، ومن المقرر أن تنقل نحو 24 شاحنة المصل يوميا من Kalamazoo وPuurs إلى المطارات، بواقع نحو 7.6 مليون جرعة يوميًا.
شركة بولار ثيرمالز البريطانية تتولى هي الأخرى صناعة صناديق مماثلة للقاحات أخرى، لكن هذا الصندوق لن يكون رخيص الثمن.
وأوضح رئيس المبيعات بشركة بولار ثيرمالز، بول هاريسون، أن سعر الواحد المخصص لنقل اللقاحات في درجة 8 درجات تحت الصفر، ويعتمد على الهلام الهوائي (أيرو جيل) بدلا من الثلج الجاف، يصل إلى 5000 جنيه إسترليني، كما أنه يحمل 1200 جرعة فقط.
تحدي التلف
مشكلة التوزيع ليست الوحيدة، فبعد وصول اللقاح إلى مراكز التطعيم يجب إذابة الأمصال من 70 درجة مئوية تحت الصفر، وحقنه في غضون 5 أيام وإلا سيواجه التلف.
ليس هذا فقط، لكن في كل مرة يتعين على شركات التوزيع اتباع الخطوات ذاتها عند نقل كل كمية من اللقاح، وهي عملية شاقة ومكلفة للغاية ولا تستطيع كل الدول تنفيذها بدقة ما يضاعف المخاوف بشأن إمكانية الحفاظ على المصل من التلف.
أوغور شاهين، الرئيس التنفيذي لشركة "بيونتيك"، قال لوكالة "رويترز"، إن الشركتين تدرسان ما إذا كان بإمكانهما تمديد مدة صلاحية اللقاح بعد الإذابة من 5 أيام لأسبوعين.
وبعد وصول اللقاحات إلى مراكز التطعيم، يجب إذابة اللقاحات من -70 درجة مئوية وحقنها في غضون 5 أيام إذا لم تفسد، ثم يجب بعد ذلك إعادة الرحلة الشاقة من ثلاجة المستودعات إلى الغلاف الملفوف من جديد لتقديم الجرعة الثانية المعززة بعد أقل من شهر.
صحيفة "الجارديان" البريطانية نقلت عن جيان غاندي، من قسم إمداد اليونيسف وأكبر مشتر للقاحات في العالم، قوله إن اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ركبا أكثر من 40 ألف ثلاجة لتخزين اللقاحات في البلدان منخفضة الدخل، معظمها في أفريقيا، خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف: "اشترت اليونيسف أيضًا مئات الملايين من الحقن وتقوم بتخزينها في المستودعات التي تسيطر عليها اليونيسف الجاهزة للشحن إلى البلدان بمجرد توفر لقاحات (كوفيد-19)".
تحدي السعر
هناك تحديات أخرى أمام لقاح "فايزر/بيونتك"، لم تعلق عليها الشركتان بعد، إذ يتوقع الخبراء أن يصل اللقاح لأيدي الجمهور مرتفع الثمن للغاية نتيجة الرحلة الشاقة التي سيقطعها من مراكز إنتاجه وحتى الاستقرار بمراكز تخزين الدول المستوردة.
أيضا طبيعة المصل الخاصة وما تفرضه على بعض البلدان من بناء شبكات إنتاج وتخزين ونقل لتأمين وصول اللقاح إلى نقاط الاستهلاك، تدفع الخبراء لتوقع أن تعيق المصاريف الكثيرة التي ستتكبدها الدول توفير المصل للجميع بسعر مناسب.
بينما توقع آخرون أن مع ما يتطلبه بناء مثل هذه الشبكات من استثمار وتنسيق كبيرين، فإن اللقاح لن يتوفر إلا للدول الغنية التي تملك إمكانية إنشاء مثل تلك الشبكات.
ورغم جهود منظمة الصحة العالمية لتأمين اللقاح للدول الفقيرة، فإن تكلفة توزيع اللقاح تضاعف المخاوف الحالية من حصول الدول الأكثر ثراء عليه أولا.
تحديات لوجستية
شركة فايزر أقرت في بيان الإعلان عن نجاح تجارب اللقاح بوجود "تحديات تتعلق بمتطلبات التخزين والتوزيع والإدارة الخاصة بالمصل، بجانب عقبة توفير درجة حرارة منخفضة جدًا للمنتج".
ومشاكل نقل اللقاح لا تنصب على الدول الفقيرة فقط، فحتى البلدان الغنية التي طلبت جرعات مسبقة من لقاح فايزر، مثل اليابان والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، هناك عقبات كبيرة قد تواجهها في تأمين نقل اللقاح.
من أبرز تلك العقبات الأسباب اللوجستية، مثل تعطل الشاحنات أو انقطاع التيار الكهربائي، أو مرض العمال القائمين على النقل.
العقبات السابقة تضاف إلى مشاكل توفر بنية تحتية قوية لدى الدول النامية تستوعب متطلبات نقل وتوزيع وتخزين اللقاح.
وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، تحدث في لقاء مع تلفزيون "بي بي سي" عن التحديات التي تواجه لقاح "فايزر/بيونتك"، وقال إن هناك "عملية لوجستية ضخمة تنتظر نقل المصل من مكان تصنيعه إلى الأفراد الذين سيحصلون عليه".
أيضا ماتشيديسو مويتي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا، قال إن الأخبار عن اللقاح كانت مثيرة لكنها "تنذر بتحديات كبيرة بالنسبة للبلدان الأفريقية لتبريد ونقل المصل".
تحدي المنافسة
تحد كبير أمام هذا اللقاح لإثبات تفوقه على باقي اللقاحات المنتظرة وإبقاء الكفة رابحة لصالحه، خاصة مع اقتراب عدد من الشركات العالمية من إعلان نتائج لقاحاتها قيد التجارب السريرية، ما يدفع أسهم مصل "فايزر" للتراجع في ظل عدم حاجة الأخرى لدرجة حرارة منخفضة للغاية لتخزينها.
وعلى رأس اللقاحات المنتظرة ما تنتجه شركة "موديرنا"، إذ يعتمد على تقنية مماثلة لمصل فايزر، لكنه لا يحتاج إلى تخزينه في درجة حرارة منخفضة للغاية ويمكن الاحتفاظ به عند (-20) درجة مئوية، على غرار المجمدات المنزلية.
وصنع لقاح "فايزر/بيونتك" من تقنية الحمض النووي الريبي، والتي توجه الجسم البشري لإنتاج البروتينات التي تطور بعد ذلك أجسامًا مضادة واقية.
أيضا اللقاحات المنتظرة من "جونسون آند جونسون" الأمريكية، و"أسترا زينيكا" بالشراكة مع جامعة أكسفورد، و"سانوفي" الفرنسية و"جلاكسو سميث كلاين" البريطانية و"نوفافاكس"، من المتوقع شحنها في حالة غير مجمدة، وتخزينها في حرارة تتراوح بين 2- 8 درجات مئوية، أي في درجة حرارة الثلاجة العادية.
aXA6IDE4LjIyNC41NS42MyA=
جزيرة ام اند امز