تمثال فرعوني من حجر لا يمكن نحته.. حقيقه صنعه بـ"آلات خرافية"
ظهرت على صفحات وحسابات على مواقع التواصل وخاصة في مصر صورة لتمثال فرعوني قيل إنه مصنوع من حجر لا يمكن نحته إلا باستخدام تقنيات حديثة.
وسبب هذا الأمر "إرباكاً" للعلماء، لكن هذا الادّعاء من خيال مروّجيه، والتمثال مصنوع من حجر استخدمه المصريّون القدماء في صنع أوانٍ وألواح منذ القدم، وفقاً لخبراء.
ويظهر في الصورة ما يبدو أنه تمثال مصري قديم مكسور من جهة الأنف.
وجاء في التعليقات المرافقة "كيف نُحت هذا التمثال من أصعب الأحجار في العالم؟ (..) لا يمكن نحت هذا التمثال إلا باستخدام أحدث الآلات".
ووصف كاتب المنشور التمثال بأنّه "الأغرب والأكثر إرباكاً وتعقيداً في العالم".
معلومات غير صحيحة
لكن ما جاء في المنشور لا أصل له من الصحّة، بحسب تأكيدات خبيرين لوكالة الأنباء الفرنسية.
ويقول عيسى زيدان، مدير قسم الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير: "هذا التمثال المعروض حالياً في المتحف المصري في برلين، يُطلق عليه اسم تمثال الرأس الأخضر، بسبب أن حجر Greywacke المصنوع منه يكوّن اللون الأخضر الخفيف إحدى درجاته".
وأضاف أن المصريّين القدماء نحتوا تماثيلهم "بآلات عاديّة جداً"، وأن الحديث عن أن الحجر المستخدم لنحت هذا التمثال "من أصعب الأحجار في العالم" مبالغ به.
تمثال منحوت بآلات عاديّة
وتؤيّد صباح عبدالرازق، مديرة المتحف المصري بالتحرير، ما ذهب إليه زميلها، وتقول إن هذا التمثال المنحوت في الفترة المتأخّرة من مصر القديمة نُحت باستخدام آلات "ليس من ضمنها أبداً آلات خرافيّة كما تزعم الادّعاءات".
ووصفت الحجر المستخدم في نحت التمثال بأنه "متوسّط الصلابة"، وقد "استخدمه المصريّون القدماء في صنع أشياء كثيرة".
وتُرجّح صباح عبدالرازق أن تكون "براعة النحّات الذي نحته" هي التي ألهمت مروّجي المنشورات المضلّلة.
ويقول عيسى زيدان إن الفضل في نحت تماثيل كهذه يعود إلى "فهم المصريين القدماء لطبيعة الأحجار، وليس لامتلاكهم آلات تكنولوجيّة كما تدعي المنشورات المروّجة للخرافات".