تصوير «أعمدة الخلق» من سماء الإمارات

أصدر مرصد الختم الفلكي التابع لمركز الفلك الدولي 3 صور مدهشة لسديم النسر "M16"، الذي يبعد نحو 5700 سنة ضوئية ويقع في كوكبة الحية.
وتُظهر الصور ما يُعرف بـ"أعمدة الخلق"، وهي تشكيلات ضخمة من الغاز والغبار الكوني تتشكل داخلها نجوم فتية.
والتُقطت الصورة الأولى باستخدام التلسكوب الرئيسي للمرصد بقطر 14 إنش، الذي يتميز بتكبير عالٍ يسمح برؤية تفاصيل دقيقة داخل السديم، واستغرق التصوير 6 ساعات باستخدام مرشحات مخصصة للهيدروجين (أخضر)، والأكسجين (أزرق)، والكبريت (أحمر).
أما الصورة الثانية، فتم التقاطها بواسطة تلسكوب كاسر بقطر 5 إنش ذي حقل رؤية واسع، مما أتاح إظهار السديم بالكامل، بما في ذلك التكوين الشكلي الذي يشبه النسر، الرأس في الأعلى، والجناحان الممدودان في الأسفل، واستغرقت عملية التصوير 8 ساعات باستخدام كاميرا ملونة ومرشح ضيق مزدوج للهيدروجين والأكسجين.
واختُتمت المجموعة بصورة مقارنة مدهشة بين "أعمدة الخلق" كما رصدها تلسكوب "هابل" الفضائي، وبين ما سجلة مرصد الختم من قلب صحراء الإمارات، في إنجاز يبرز دقة الرصد المحلي ومكانته بين المراصد العالمية.
ويعد سديم النسر (M16) واحدا من أشهر الأجسام السماوية في مجرتنا، واكتسب شهرته العالمية بفضل صورة "أعمدة الخلق" الشهيرة التي التقطها تلسكوب "هابل" الفضائي عام 1995، والتي أظهرت تشكيلات غازية مهيبة تُعد مهدا لتكوين النجوم، وتقع هذه السحب الكونية الهائلة في كوكبة الحية، وتبعد عن الأرض نحو 5700 سنة ضوئية، وتُستخدم كرمز مدهش على جمال الكون وعظمته.
وتحظى مثل هذه السدم باهتمام خاص من علماء الفلك والهواة على حد سواء، ليس فقط لجمالها البصري، بل لأنها توفر نافذة على المراحل الأولى لتكوّن النجوم، مما يساعد على فهم تطور المجرات والأنظمة الكوكبية، ويُعدّ تصويرها من الأرض، وبدقة تقارب ما تصوره التلسكوبات الفضائية، تحديا كبيرا بسبب تأثير الغلاف الجوي، مما يجعل أي إنجاز محلي في هذا المجال موضع تقدير علمي وتقني.
ويأتي توثيق مرصد الختم الفلكي لهذه المشاهد الرائعة انطلاقا من دوره الرائد في نشر الثقافة الفلكية في العالم العربي، وتطوير قدرات الرصد الأرضي في المنطقة.