مصور أمريكي يوثق معاناة الروهينجا
مصور أمريكي على القائمة السوداء لحكومة ميانمار؛ بسبب توثيقه مأساة الروهينجا
خرج المصور الأمريكي غريج قسطنطين، في رحلة دامت أسبوعين التقط خلالها صورا لرحلة مسلمي الروهينجا هربا من العنف إلى مخيمات اللاجئين، نقل عبرها المعاناة التي يضطر اللاجئون لمعايشتها للتخلص من العنف الذي يلقونه في بلدهم.
يبدأ المصور حكايته حول معاناة الروهينجا عبر الحديث عن حالتهم خلال الرحلة، فيقول: مرضى ومجهدون هكذا يصل لاجئو الروهينجا بعد السير لأيام عبر الغابات، وحقول الأرز، والجبال، بعضهم أطفال حديثو الولادة، والبعض الآخر في الثمانينيات من العمر، لا ينجو الجميع من الرحلة، لكن كل من يقومون بها بائسون.
ونقلت صحيفة "التليجراف" البريطانية عن قسطنطين، قوله: "كل يوم كنت هنا، أنظر عبر الحدود إلى شمال الراخين وأرى دخانا في السماء. زعيمة الحكومة البورمية تزعم أن عمليات التطهير توقفت، لكنها لم تتوقف. كل واحد من هؤلاء اللاجئين يقول نفس القصة عن الغوغائية وحرق الجيش لمنازلهم، والقتل، والإرهاب. لقد كنت هناك لأكثر من عشرات المرات خلال العقد الماضي، وكل مرة أفكر في أن الأمر لا يمكن أن يسوء أكثر من ذلك، لكنه يسوء أكثر".
قسطنطين، 47 عاما، نشأ في إنديانا وعلم نفسه التصوير في الثلاثينيات من العمر، بدأ أولا في توثيق أزمة الروهينجا عام 2006، كجزء من سلسلة اكتشاف محنة مواطنين بلا جنسية.
العنف ضد الروهينجا ليس جديدا، فهو يعود إلى عام 1784، عندما غزا الملك بوداوبايا، وأجبر مئات الآلاف من الروهينجا على الهرب إلى البنغال، لكن الأزمة الحالية منبثقة من معتقد بين كثير من سكان بورما أن الروهينجا، الذين عادوا إلى الراخين بأعداد كبيرة خلال الاحتلال البريطاني لبورما بين عامي 1824 و1948، يريدون تحويل الراخين إلى ولاية مسلمة.
أطفال الروهينجا، على سبيل المثال، لا يحصلون على شهادات ميلاد، وعندما يكبرون لا يمكنهم العمل أو الذهاب إلى طبيب، أو الحصول على تعليم؛ حيث إن الغالبية البورمية تعتبرهم مهاجرين غير شرعيين، وتم استبعادهم من الإحصاء السكاني الأخير.
قسطنطين، الذي وضعته الحكومة البورمية على القائمة السوداء ومنعته من دخول البلاد، يقول: "السؤال الصعب الذي يحير الجميع هو لماذا؟".
وأضاف: "أدركت، بمكان ما على طول الطريق خلال العشر سنوات الأخيرة، أن ما كنت أفعله تحول من إعداد تقارير بشأن أحداث محددة إلى إعداد جدول زمني للعنف ضد مجتمع. أريد أن أظهر أن ما يحدث الآن هو شيء هناك تاريخ وراءه. أن كل هذا كان يجب توقعه".
الصورة الأولى توضح تدفق مئات الآلاف من الروهينجا إلى جنوب بنجلاديش خلال الشهر الأخير بعد اندلاع العنف في ولاية الراخين البورمية. الطريق السريع بين شمال وجنوب المدن البنجلاديشية تكناف وكوكس بازار يشهد تدفقا مستمرا للاجئين.
أما الصورة الثانية، فتنقل قيام رجل بنجلاديشي من الطبقة المتوسطة بقذف عملات في الهواء للأطفال الروهينجا، ويقول المصور الأمريكي إنه خلال لحظات معينة يصاب بالإحباط بسبب البشر، وكان هذا أحد تلك المواقف، قد يكون الرجل لديه نوايا طيبة، لكن ما كان يفعله كان مهينا.
وفي الصورة الثالثة أطفال ونساء الروهينجا، حيث يقول المصور إنهم يجلسون أينما يجدون ملجأ على طول الطريق بين تكناف وكوكس بازار، يمكن أن يوجودوا هنا لعدة أسابيع قبل أن يتمكنوا من الحصول على مكان على متن شاحنة تنقلهم إلى أحد المخيمات. الرحلة تطول لمدة ساعتين بغطاء من "المشمع" للحماية من المطر، آخر مرة قمت بهذه الرحلة مع مجموعة منهم، ظلت السماء تمطر طول الطريق.
وفي الصورة الرابعة، ينتقل المصور إلى مراكز توزيع المساعدات الموجودة في المخيمات. ويقول إنه في أي وقت من اليوم، يمكنك رؤية صفوف من الناس ينتظرون الحصول على الأرز أو بعض من الحصص الغذائية الأخرى. في هذه الصورة ربما هناك ألفا شخص يتزاحمون حول السيارة، والناس الذين يوزعون الغذاء مجبرون على الحفاظ على النظام عبر ضربهم بالعصي للعودة إلى الخلف.
منذ 25 أغسطس، حوالي 450 ألف لاجئ من الروهينجا عبروا من بورما، المعروفة أيضا باسم ميانمار، إلى الجارة بنجلاديش، وذلك بعد توترات طويلة الأمد بين مسلمي الروهينجا والغالبية البوذية البورمية تحولت إلى عنف في ولاية الراخين، بحسب صحيفة "التليجراف" البريطانية.
الأمم المتحدة، التي وصفت العنف الذي يضطر الروهينجا إلى ترك أراضيهم التي عاشوا فيها لعقود بأنه "مثال نموذجي للتطهير العرقي"، الإحصاءات تقول إن الآلاف لا يزالون يصلون أسبوعيا.
aXA6IDMuMTQ1LjU5LjI0NCA= جزيرة ام اند امز