مأساة الروهينجا.. قرى خالية من أهلها وأخرى سويت بالأرض
لاجئو الروهينجا الواصلون إلى بنجلاديش وصفوا مشاهد قرى أفرغت من سكانها فيما قال آخرون إن الجيش أحرق بعض القرى.
وصف لاجئو الروهينجا الواصلون إلى بنجلاديش ضمن موجة نزوح جديدة من ميانمار، مشاهد قرى أفرغت من سكانها الذين مشى الآلاف منهم إلى الحدود، وسط تكثيف قوات ميانمار عملياتها لدفع الأعداد المتبقية من المسلمين للرحيل، بحسب ما قالوا.
وفر أكثر من 500 ألف من مسلمي الروهينجا من أعمال العنف الدينية في ميانمار الشهر الماضي، ولا تزال أعدادهم تتزايد، فيما أعلنت بنجلاديش أن ما بين 4 إلى 5 آلاف مدني يعبرون الحدود يومياً بعد توقف لفترة قصيرة.
وتجمع نحو 10 آلاف منهم، الثلاثاء، في بورما قرب إحدى نقاط العبور مع بنجلاديش، حيث يستعدون للانضمام إلى مئات الآلاف من لاجئي الروهينجا في مخيمات مزرية فاقت طاقتها في الجانب الآخر من الحدود.
وموجة النزوح الجديدة- سببها بحسب الروهينجا عملية جديد لجيش ميانمار لطرد المسلمين الذين ما زالوا في أقصى غرب ولاية راخين، بما يلقي الشكوك على مقترح لميانمار أعلنته هذا الأسبوع، للبدء في إعادة أفراد هذه الأقلية المضطهدة إلى ديارهم.
وأُفرغت راخين من نصف سكانها الروهينجا، فيما يواصل آخرون النزوح وسط تزايد انعدام الأمن، ما يجبرهم على مغادرة قرى تجنبت حتى الآن الأسوأ في دوامة العنف الديني التي تجتاح الولاية.
وقالت رشيدة بغوم التي وصلت إلى بنجلادش في ساعة متأخرة، الإثنين، إن المسؤولين المحليين طمأنوا الروهينجا لأسابيع، أنهم سيكونون في أمان إذا ما بقوا في قريتهم.
وأكدت قيام الجيش بعملية عسكرية في مونجداو، الجمعة، وقالت "جاء الجيش وذهب إلى كل منزل وأمرنا بالمغادرة".
وأضافت "قالوا إنهم لن يتعرضوا لنا، ولكن في النهاية طردونا وأحرقوا منازلنا".
فرت بغوم (30 عاماً) مع ابنتها إلى الساحل حيث تجمع مئات الروهينجا لعبور نهر ناف الذي يفصل بين ميانمار وبنجلاديش.
وزعمت وسائل الإعلام الرسمية في ميانمار أن الروهينجا الفارين غادروا "بملء إرادتهم" رغم التطمينات بعدم التعرض لهم.
وقالت حسينة خاتوم من بلدة شاه بورير دويب الحدودية الساحلية " أردت البقاء في قريتي".
وأضافت "السلطات المحلية قالت لا تذهبوا إلى بنجلاديش. كل شيء سيكون على ما يرام.. صدقناهم لكن شيئاً لم يتحسن.. في النهاية أجبرنا على المغادرة".
وروت الشابة سمية بيبي كيف اختبأ أكثر من ألف مدني على ضفة النهر في ساعة متأخرة الإثنين.
وقالت إنهم وصلوا عبر حوالي 10 مراكب صيد خشبية محملة بأكثر من طاقتها عبرت في الظلام نهر ناف إلى أحد الشواطئ النائية.
وقال المسؤول المحلي في المنطقة، فضل الحق، إن وصول المراكب كان قد توقف تقريباً في نهاية سبتمبر/أيلول، لكن الحركة استؤنفت مؤخراً، حاملة عشرات العائلات مع روايات عن تهديد وترهيب من قبل الجيش.
وقالت حكومة بنجلاديش، الأربعاء، إن حرس الحدود أوقفوا 39 شخصاً بتهمة فرض أسعار خيالية على الهاربين لنقلهم عبر نهر ناف الحدودي.
وقال مسؤول إن مالكي القوارب يفرضون ما يعادل 250 دولاراً على الشخص الواحد خلال الرحلة التي تستغرق عدة ساعات من مونجداو إلى شاه بورير دويب، والتي تكلف عادة عشرة دولارات.
وقالت الأمم المتحدة، الثلاثاء، إن 509 آلاف لاجئ عبروا إلى بنجلاديش بحلول 30 سبتمبر/أيلول.
سويت بالأرض:
ووصف نور الأمين الذي وصل الأحد بعد أن أمر الجيش بإخلاء القرية التي يقيم فيها، طابوراً من المدنيين الروهينجا يمتد باتجاه الشاطئ.
وقال إن "عندما غادرنا، بدأ سكان القرى المجاورة بالانضمام إلينا. لم يُقدم الجيش على قتل أحد بل أحرقوا منازل".
وفي بنجلاديش شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد خلف الحدود الثلاثاء.
وحث وفد من الأمم المتحدة، زار راخين في وقت سابق هذا الأسبوع، على إنهاء أعمال العنف بعد معاينة "قرى أحرقت وسويت بالأرض وأُفرغت من سكانها".
وقال نور الأمين إن هناك "عائلتين أو ربما ثلاث عائلات مختبئة ولكن لا منازل" في القرى المحيطة بمنزله المحروق في مونجداو.
وقال "هم أيضاً سيأتون في الوقت المناسب".