سجن "داعش" بالرقة.. حكايات الموت في مشانق ودماء وكلمات
مشانق تتدلى من السقف، وآثار دماء على الجدران تكاد ترسم صدى أصوات أصحابها في رمقهم الأخير، ودمار وخراب يرويان حكايات موت بشع.
صور جديدة تأتي من داخل ملعب نادي الشباب الرياضي في الرقة السورية؛ المبنى الذي حوله تنظيم "داعش" الإرهابي إلى سجن الموت، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
دماء وملاحظات يائسة دونت على الجدران، تستعرض واقعا مغرقا في البشاعة يوثق المكان إحداثياته بكل الألم والمرارة الناضحتين من التفاصيل.
مركز الإعدام المهجور يقع بالطابق السفلي من ملعب كرة القدم الذي تعرض للقصف بالمدينة، وتوضح الصور كيف تحولت المراحيض وغرف تغيير الملابس إلى سجون انفرادية وغرف للتعذيب.
تمكن المصور المقيم في لندن جيمس بينجهام، من الوصول إلى السجن الداعشي نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما كان مسافرًا إلى سوريا نيابة عن منظمة "فرونت لاين تشيلدرن"، لمعرفة كيف يمكن لهم دعم جهود الإغاثة.
وقال بينجهام، لصحيفة "ديلي ميل"، إن السجن كان "أسوأ مكان رأيته على الإطلاق"، وكشف له مرشده كيف تم إخراج عشرات الجثث من المكان.
وتحدث سفير المنظمة الخيرية بالتفصيل في مذكراته عن المكان، قائلًا: "أتبع دليلي عبر المبنى، فوق الأنقاض في قلب البناء".
وأضاف: "العديد من الزنازين المؤقتة صغيرة، بالكاد توجد مساحة للاستلقاء. ومعظمها لا توجد به نوافذ أو أي ضوء. تم تحويل المراحيض إلى غرف سجون انفرادية".
وتابع: "في عدد من الغرف، كانت هناك رسوم جرافيتي على الجدران، أسماء السجناء، وكلمات أخيرة لأشخاص قبل إعدامهم"، لافتا إلى أن "هؤلاء الأشخاص عانوا بشكل مرعب، ونادرًا ما تركوا أحياء. تم إعدام معظمهم ودفنوا في أرض الملعب".
وأردف: "وجدت في إحدى الغرف آثار أيادي ملطخة بالدماء على الجدران. بالكاد أستطيع تخيل الأهوال التي حدثت في هذا المكان".
عند سقوط الرقة عام 2017، كان ملعب المدينة هو ساحة المعركة الأخيرة للمسلحين الذين رفضوا الاستسلام. وبسبب ذلك، شهد المركز الرياضي أضرارًا جسيمة. وهناك أدلة على عدة ضربات جوية مباشرة مع انهيار أجزاء من السقف.
وشاهد بينجهام نفق إمدادات يمتد لعدة مئات الأمتار إلى منطقة أخرى من المدينة، وقال إن هناك جهودا، اليوم، لتطهير الملعب والتخلص من ماضيه السابق، مع آمال بعودته للحياة كمركز رياضي مجددًا.
لكن في غياب التمويل والدعم الدولي، يسير التقدم في الأعمال ببطء. فيما أوضح بينجهام أنه "كان هناك رجلان أو ثلاثة يعملون هناك عندما زرت المكان".
ولا تزال باقي أجزاء الرقة تعيش حالة مشابهة من الدمار، مع وجود أكثر من 11 ألف مبنى غير صالح للسكن.
وقال المصور: "في الرقة، وجدت العديد من الأطفال الصغار يتجولون في الشوارع، غالبًا بدون أحذية أو ملابس دافئة، رغم الشتاء. لا تزال المدينة متهدمة بعد سنوات من الحرب، والوضع مروع لمن يبقون هناك."
aXA6IDMuMTQxLjI5LjkwIA== جزيرة ام اند امز