نبتة الطماطم لبيكاسو بـ18 مليون دولار
لوحة "نبتة الطماطم" لبيكاسو تعرض في الأول من مارس المقبل في معرض "سوثبي" للفن الانطباعي والحديث في لندن.
ألهمت نبتة الطماطم التي زرعها بيكاسو على شرفة غرفته في باريس، رسم واحدة من أروع لوحاته، فيرى الناظر إليها وجهان متناقضان، الأول للحياة التي تصورها الثمار بألوانها الحية، والوجه الثاني للحرمان الذي عاشه سكان المدينة إبان الإحتلال النازي للمدينة، حينما كانوا يزرعون طعامهم في البيوت لعدم توفره آنذاك.
رسم الفنان الإسباني لوحته في صيف عام 1944، قبل أسابيع من تحرير باريس، وكان إسمه مدرج على القائمة السوداء للإحتلال النازي، والذي منعه من عرض لوحاته على الملأ.
وقد تمكن المصور الفوتوغرافي سيسيل بيتون، من التقاط صورة لـ "بيكاسو" في الأستوديو الخاص به، وسط مجموعة من روائعه الفنية ومن بينها لوحة الطماطم، والتي لم يقتنيها سوى شخصين منذ أن رسمت.
وقالت صحيفة "تيليغراف" البريطانية، بأن اللوحة عرضت للمرة الأولى في نيويورك، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وبيعت في عام 1947 لـ "ستسفن كارلتون كلارك"، مؤسس متحف (بيسبول هول أوف فيم)، وبيعت بعد وفاة كلارك في عام 1976 إلى جامع لوحات، وستعرض للبيع، من قبل البائع الذي يفضل عدم الإفصاح عن هويته، في الأول من مارس المقبل في الصالات المسائية لمعرض "سوثبي" للفن الانطباعي والحديث في لندن بمبلغ يتراوح بين 10 و 15 مليون باوند، مايقارب 18.5 مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى ثلاث لوحات أخرى لـ "بيكاسو"، كما ستعرض معها لوحتي: موديلياني وغاوغوين للفنان غوستاف كليمت.
في عام 1944 كان بيكاسو يعيش مع صديقته "ماري تيريز"، في شارع هنري الرابع في العاصمة الفرنسية باريس، وكان مشهد نبتة الطمام على نوافذ وشرفات البيوت معتادا في المدينة.
يقول المختص في الفن الانطباعي والحديث صاموئيل فاليت:"ترمز الألوان والأضواء في اللوحة لفكرة الضوء في نهاية النفق، وبأن حرية باريس قريبة جدًا" وأضاف:" كان بيكاسو مشهورًا في تلك الأيام، ولكن النازيين منعوه من عرض لوحاته، واعتبروه فنانا منحطا، لقد كان بإمكانه الفرار منهم ولكنه آثر البقاء كنوع من المقاومة ليستمر في العيش هناك".
ويعتقد فيلت بأن اللوحة تحمل في طياتها رسائل أخرى كثيرة، ففي تلك السنة بدأ بيكاسو بأعمال مع تلميذه فرانسوا غيلوت (40عام)، وقال فيليت:"أتساءل هل تبرز اللوحة حب بيكاسو الجديد بطريقة سرية؟ إنها لوحة عاطفية جداً ..ذكورية وكئيبة".