كان الكلب "بيكلز" بطلا لحكاية لا تنسى في كأس العالم، لتفتح الشهرة أبوابها له بعدما عاش عاما لا يُصدق.
اشتهر الكلب "بيكلز" صاحب اللونين الأبيض والأسود بدوره في العثور على كأس جول ريميه المسروق في مارس /أذار 1966، قبل 4 أشهر من انطلاق كأس العالم 1966 في إنجلترا.
سرقة كأس العالم
في أثناء أحداث بطولة كأس العالم عام 1966 في إنجلترا، أقيم معرض خاص بالطوابع في 19 مارس/أزار 1966 ضم في إحدى صالاته كأس العالم الذهبية "كأس جول ريميه" ليطلع عليها زائرو المعرض في خزانة زجاجية.
لكن في اليوم التالي اكتشف الحراس اختفاء الكأس، حيث تمكن أحد اللصوص من سرقته، والغريب أنه تجاهل الطوابع النادرة التي تبلغ قيمتها 3 ملايين جنيه إسترليني لسرقة الكأس الفضية المذهبة، والتي كان يُعتقد عمومًا أنها أقل قيمة بكثير.
استنفرت الشرطة الإنجليزية (سكوتلاند يارد) وجنّدت ثلثي رجالها للبحث عنها، وأعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عن جائزة عشرة آلاف جنيه إسترليني لمن يقدم معلومات تؤدي إلى العثور عليها.
وفي يوم الاثنين 21 مارس 1966، تلقى جو ميرز، رئيس الاتحاد الإنجليزي ونادي تشيلسي، مكالمة هاتفية من شخص يدعى "جاكسون" لطلب فدية قدرت بـ15 ألف جنيه إسترليني في فئات صغيرة، وهدد اللصوص بأنها سوف تذيب الكأس إذا تم إبلاغ الشرطة أو الصحافة.
ورغم ذلك، اتصل ميرز بالشرطة وتم الاتفاق مع اللصوص على موعد وتم تحضير فدية كاذبة مكونة من الورق العادي يعلوها عملات حقيقية في حقيبة، وقام اثنان من ضباط الشرطة بتمثيل دور مساعدي ميرز، التقى بهم "جاكسون" وكان في انتظارهم، ليتم القبض عليه ويعترف ان اسمه الحقيقي هو إدوارد بيتشلي.
وكان اللص يسعى للحصول على فدية من وراء السرقة، وفي التحقيقات مع الشرطة ادعى أنه وسيط وأن الجاني الحقيقي هو رجل أسماه "ذا بول"، لكن بيتشلي أدين في النهاية للمطالبة بالمال مع التهديد، وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين، دون أن يتم العثور على أشخاص آخرين متورطين في السرقة.
الكلب "بيكلز" يستعيد كأس العالم
تم العثور على الكأس يوم الأحد 27 مارس/أزار، بعد سبعة أيام فقط من سرقتها، ملفوفة في جريدة ملقاة بجانب العجلة الأمامية لسيارة متوقفة في بيولا هيل بجنوب لندن.
وتم ذلك عن طريق الكلب بيكلز (4 سنوات) الذي بدأ يشم رائحة غير عادية بجانب السيارة، لتقوده الصدفة لفك لغز سرقة كأس العالم أثناء تنزهه مع مالكه، ديفيد كوربيت (26 عاما)، الذي كان يعمل على إحدى القوارب في البحر.
ويحكي كوربيت عن الواقعة: "كانت ملفوفة بورق جرائد وخيط وملقاة على الأرض حملتها وتبين لي بأنها ثقيلة الوزن لكنها ليست كبيرة، لم تكن كأسا جميلة".
وأضاف: "ظننتُ أنها قنبلة ووضعتها أرضًا، لكن فضولي دفعني لتمزيق الورق أسفلها فرأيت قرصا، ثم مزقت جزءاً أكبر، فقرأت البرازيل، ألمانيا، أوروجواي، ثم عدت إلى المنزل مسرعا إلى زوجتي لأصرخ قائلا (أعتقد بأني عثرتُ على كأس العالم)".
ثم توجه كوربيت إلى أقرب مركز للشرطة لتسليم الكأس، لتنجو إنجلترا من فضيحة، وبعد التأكد من براءته أصبح النجم الأول في إنجلترا، ويصير الكلب الأشهر "بيكلز" بعدها بطلا قوميا بين عشية وضحاها، إذ أصبح كلب العام وحصل على عدد من الميداليات.
كما لعب بيكلز دور البطولة في فيلم سينمائي بعنوان the spy with a cold nose أو (الجاسوس ذو الأنف البارد).
وعندما فازت إنجلترا بالكأس، تمت دعوة بيكلز إلى مأدبة الاحتفال كمكافأة، وبعد ذلك تلقى مكافآت مجموعها 5000 جنيه إسترليني.
ولكن نهاية الكلب "بيكلز" كانت مأساوية، حيث كسر عنقه ومات عام 1967.