عامان من النار والدمار.. ألبوم صور يوثق حرب غزة

عامان منذ أن اقتحم مقاتلو حماس الحدود مع إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما بين الشرارة والانتقام امتلأ ألبوم الحرب بالقتل والدمار والتشريد.
ومع مرور الذكرى الثانية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي تصادف غدا الثلاثاء، وثّقت عدسات مصوري وكالة "أسوشيتد برس" محطات دامية شكّلت ملامح هذا الصراع الذي لم ينته حتى اليوم، وهو ما تستعرضه "العين الإخبارية" في الصور والمحطات التالية.
البداية
كانت الصور الأولى لهجوم حماس ومقاتليها وهم يقتحمون الحدود مع إسرائيل عبر السياج الفاصل، واقتياد الرهائن إلى داخل قطاع غزة.
وبحسب أرقام إسرائيلية رسمية، قُتل في الهجوم، حوالي 1200 شخص.
فيما اختُطف 251 آخرون، لا يزال 48 في غزة، ويُعتقد أن حوالي 20 منهم على قيد الحياة، بعد إطلاق سراح معظم الباقين في اتفاقات وقف إطلاق النار أو غيرها.
الانتقام
وردا على ذلك الهجوم، جاءت الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، إيذانا بحرب دموية لم تترك بشرا ولا حجرا.
وحتى اليوم، أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة والتي تقول إن النساء والأطفال يشكلون حوالي نصف القتلى.
وفي غزة، كانت الجنازات تعم شوارع القطاع كل يوم تقريبا، حيث أقام الفلسطينيون صلوات حزن دامعة في باحات المستشفيات فوق صفوف من الأكفان البيضاء.
ومع تزايد أعداد القتلى جراء الغارات الإسرائيلية، اضطر فلسطينيون في قطاع غزة، إلى دفن جثث أشخاص في مقابر جماعية.
في المقابل، بكى الإسرائيليون على توابيت الجنود القتلى الملفوفة بالأعلام، ورفات الأسرى.
النزوح القسري
في مشهد آخر من محطات الحرب القاسية، فرّ مئات الآلاف من الفلسطينيين من منازلهم في الشمال والجنوب.
وشوهد بعضهم في شاحنات محملة بالفراش، وآخرون يحملون أطفالهم سيرا على الأقدام. وكثيرا ما وجد العائدون إلى منازلهم أن حيهم قد تحول إلى أنقاض.
بحسب أرقام نشرتها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، هُجّر أكثر من 1.9 مليون فلسطيني - أي أكثر من 80% من سكان قطاع غزة - قسرا. وفرّ الكثيرون منهم عدة مرات.
وفي أعقاب هجوم عسكري واسع النطاق في مارس/آذار الماضي، فرّ أكثر من 1.2 مليون شخص من مدينة غزة في غضون أيام قليلة.
وفي يوليو/تموز، وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة لإعادة احتلال قطاع غزة بأكمله تدريجيا، بدءا من شماله.
وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن 88% من أراضي غزة - حوالي 317 كيلومترا مربعا - تخضع الآن لأوامر إخلاء. وقد أُخليت بلدات بأكملها.
واضطرت العديد من العائلات إلى بيع ما تبقى لديها من ممتلكات لدفع تكاليف المواصلات. وسار آخرون ببساطة، دون طعام أو ماء.
وأُغلق أكثر من 70 ملجأ في شمال غزة بسبب الاكتظاظ أو الأضرار أو نقص المساعدات. وينام عشرات الآلاف من النازحين الآن في العراء، معرضين لعوامل الطقس.
بحسب بيان حقائق صادر عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، تضرر أو دُمر ما يقرب من 80% من المباني في جميع أنحاء غزة، وتضرر أكثر من 98% من الأراضي الزراعية، أو أصبح الوصول إليها مستحيلا، أو كليهما.
لم يقصر الأمر على الدمار والدماء، بل أظهرت جانبا آخرا من قساوة الحروب.
إذ انتشرت صور لجنود إسرائيليين يقفون بجانب شاحنة محملة بمعتقلين فلسطينيين من قطاع غزة مقيدين ومعصوبي الأعين.
استراحة مبتورة
كانت هناك ومضات قصيرة من الراحة التي تخللها إطلاق سلاح رهائن وأسرى فلسطينيين، ووقف إطلاق نار سرعان ما ذهب أدراج الرياح."المجاعة والإبادة"
في الأشهر الأخيرة، وثّق مصورو وكالة أسوشيتد برس، ووكالات أخرى، المجاعة في قطاع غزة.ويقول خبراء أمميون إن أجزاء من القطاع قد دُفعت إلى المجاعة بسبب الهجوم الإسرائيلي والحصار.
والشهر الماضي، اتهمت لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلفة من الأمم المتحدة، إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين، وهو ما رفضته تل أبيب.
ووفق أرقام الأمم المتحدة. تم تسجيل 455 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية، من بينها أكثر من 150 طفلا
الموت من أجل الخبز
في مايو/أيار الماضي، بدأت "منظمة غزة الإنسانية" المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة عملها في قطاع غزة، لتوزيع المساعدات عبر مراكز متفرقة في أنحاء القطاع.
ومنذ ذلك الحين، تتكرر بشكل شبه يومي التقارير عن سقوط قتلى بنيران إسرائيلية قرب مراكز التوزيع تلك.
وخلال الحرب، دمر الجيش الإسرائيلي أبراجا سكنية عالية في مدينة غزة، في وقت يكثف هجومه للسيطرة على كبرى مدن القطاع الفلسطيني والتي يتكدس فيها نحو مليون شخص.