حلم موسيماني الأوروبي.. هل يكون بايرن ميونيخ البداية؟
لا يعتبر بيتسو موسيماني مدرباً عادياً في جنوب أفريقيا، فلديه دوماً طموحات مختلفة عن أبناء بلده وربما قارته بشكل عام.
موسيماني يحلم بنقل المدرب الأفريقي إلى مستوى ثانٍ، من داخل أفريقيا إلى أوروبا، حيث يرى أن هناك مدربين من أصحاب البشرة السمراء قادرين على تكرار ما فعله نجوم اللعبة الأفارقة في الملاعب الأوروبية، وصل للتتويج بدوري أبطال أوروبا كما حدث مع الإيفواري ديدييه دروجبا والكاميروني صامويل إيتو والمصري محمد صلاح، أو حتى الفوز بالكرة الذهبية مثلما فعل الليبيري جورج وايا نجم ميلان السابق عام 1995.
ويجد موسيماني نفسه الآن مديرا فنيا للأهلي المصري، وهو الذي اختارته إدارة القلعة الحمراء لقيادة الفريق خلفاً للسويسري رينيه فايلر في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
لم يخسر موسيماني أي مباراة مع الأهلي حتى الآن، حيث نجح في تحقيق 18 انتصار و4 تعادلات، وحقق انتصارات مهمة أبرزها في نهائي القرن ضد الزمالك بدوري أبطال أفريقيا، أو الفوز على الدحيل القطري في كأس العالم للأندية.
اليوم، يجد موسيماني نفسه في مواجهة صعبة وتاريخية مع الأهلي ضد بايرن ميونيخ الألماني في أول لقاء نصف نهائي بين فريق مصري وأوروبي بتاريخ البطولة.
حلم العالمية
أشار موسيماني في تصريحات له بتاريخ 10 ديسمبر/كانون الأول 2010، لصحيفة "سويتان" الجنوب أفريقية، إلى أنه قد حان الوقت لمدربي القارة السمراء لغزو أوروبا.
يقول موسيماني: "ليس لدينا في أفريقيا رخصة تدريبية، رغم أن هناك رخصة أوروبية، مما يعني أنها فقط للأوروبيين".
وواصل: "لكني سعيد أن اتحاد كرة القدم في جنوب أفريقيا يحضر للرخصة برو 3، كأول بلد في أفريقيا يفعل ذلك".
وعن سر صعوبة انتقال المدربين الأفارقة لأوروبا، قال موسيماني: "الأوروبيون يأتون إلى أفريقيا بما لديهم من خبرات ومؤهلات علمية، لكن نحن لا يمكننا القيام بالعكس، لأنه ليس لدينا المؤهلات الرئيسية".
وأكمل: "عدد من أكبر فرق ومنتخبات أفريقيا يتولى مدربون أوروبيون تدريبها ولديهم رخص تدريبية، لا يمتلكها الأفارقة، هذا أمر غير عادل".
الطريقة إلى أوروبا
إذا كانت مواجهة العملاق البافاري ستكون أول معرفة أوروبية بالمدرب الجنوب أفريقي، فإن هذا لا يمنع حقيقة أن موسيماني حقق الكثير محلياً وأفريقيا كي ينجح في الوصول لتلك المرحلة.
موسيماني حقق رقماً قياسياً في التتويج بالدوري الجنوب أفريقي 5 مرات وفاز مرتين بدوري أبطال أفريقيا مع صنداونز ثم الأهلي.
كذلك، فإن موسيماني هو ثالث مدرب يفوز بدوري أبطال أفريقيا مع فريقين مختلفين، بعد الأرجنتيني أوسكار فيلومني مع أسيك الإيفواري والرجاء المغربي، والأسطورة محمود الجوهري رفقة الأهلي والزمالك.
من الرياضة إلى السياسة
تجدر الإشارة إلى أن تولي الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا لرئاسة بلاده، ليصبح أول رئيس أسود في تاريخها، كان دافعاً لموسيماني للحلم بالتدريب في أوروبا.
وعن هذا الأمر، يقول موسيماني في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية: "هل تخيلت في وقت ما أن تمتلك جنوب أفريقيا رئيساً أسود اللون مثل مانديلا؟، هل تخيلت أن ينجح أي شخص أسود مثلي، قادما من خلفية التمييز العنصري، وببدايات متواضعة، في الفوز بدوري أبطال أفريقيا كأول مدرب من بلدي يحقق هذا الإنجاز".
وأردف: "لا أريد الدخول في السياسة، أو ألعب على ورقة العرق، ولكن هناك بعض الأشياء يجب أن تقال كما هي".
وأضاف: "لا يمكنك أن تقول لهؤلاء النجوم الأفارقة الذين فازوا بدوري أبطال أوروبا ويعيشون هناك، أنه لا توجد فرصة لمدرب أفريقي أن يدرب هناك".
وأتم: "الأمور ستتغير ولكن يجب أن تقبل أوروبا هذا وتمنح الفرصة للمدربين الأفارقة المولودين في أوروبا".
aXA6IDMuMTQ3LjcxLjE3NSA= جزيرة ام اند امز